بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
هناک معرفة جماليّة لأهل البيت :، يقف عليها أمثال سلمان المحمّدي رضوان الله عليه ، فإنّه يعرف من جمال أمير المؤمنين ما لا يعرفه أبو ذرّ، مع أنّ التفاوت بينهما في الإيمان بدرجةٍ واحدة ، فعند سلمان عشر درجات ، ولكن مع هذا لو علم أبو ذرّ ما في قلب سلمان لكفّره ولقال رحم الله قاتل سلمان ، فالدرجة الواحدة سعتها ما بين الكفر والإيمان ، ما بين السماوات والأرض .
وأمّا المعرفة الكماليّة لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام فيدلّ عليه ما يقال عن الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم : يا عليّ لم يعرفک إلّا الله وأنا.
فلا يعرف إلّا الله ورسوله سرّ السرّ في أسرار سرّ الوجود وقطب دائرة الإمكان ، ونقطة باء البسملة ، ومركز العوالم بعد رسول الله، الذي اشتُقّ اسمه المبارک من العليّ الأعلى ، ونوره الأقدس من النور المحمّدي الأنور، فبلغ العلى بكماله ، وكشف الدجى بجماله ، حسُنت جميع خصاله ، فهدى الورى بجلاله ، صلّوا عليه وعلى ابن عمّه وآله .
فعليّ عليه السلام بشر، لكن تجلّى فيه ربّه وظهر، ومن أبى فقد كفر، فإنّه الإنسان الكامل الذي تجلّت فيه أسماء الله الحسنى وصفاته العليا، فكان مظهرآ للتوحيد، كما كان فيه خلاصة النبوّة وعصارة الولاية ، وكلّ ما يقال في فضائله ومكارمه وعلوّ مقاماته فإنّه لم يبلغ عشر المعشار.
فعليٌّ وليّ الله وحجّته على خلقه وخليفة رسوله وسيّد أوصيائه ، تجلّت فيه أسماء ربّه ، وحمل جميع أوصاف النبيّ صلى الله عليه واله وسلم من علومه ومعارفه وأسراره المودعة فيه سوى النبوّة والرسالة ، فهو الداعي والهادي إلى سواء السبيل ، وهو الواسطة المختارة بعد رسول الله في إيصال الفيض الإلهي إلى العباد، وهو النهج المستقيم والمنهاج القويم والنبأ العظيم ، عنده علم الكتاب وفصل الخطاب (فاسألوا أهلَ الذكرِ إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمون ).