آهاتُ شعبي
مَزَّقَ الشعبُ من الصبرِ رِداهُ .......... بعد يأسٍ ضجَّ في الكونِ صَداهُ
ساسةٌ قد لَبسوا الأفكَ ثياباً .......... كلُّ حزبٍ شاءَ لوناً فاكتساهُ
ساقَهمْ ذا قدرٌ أعمى علينا .......... أم قضاءٌ ليس ينفكُّ بلاهُ
ربّما قد زَلَّ حظُّ الشعبِ قالوا .......... وَمَتى استكملَ يوماً في خُطاهُ
علَّلونا بكوؤسٍ ساحراتٍ ......... أمَلٌ لكنَّ زيفاً في حَشاهُ
اِنٍ يَقُلْ قائلُهمْ قالتْ قريشٌ ......... هوَ ذا الصادقُ في القولِ نراهُ
واِذا حاججتَهُ يبدو كعيسى .......... أو كموسى حينما ابيَضَّتْ يداهُ
يزرعُ القفراءَ من وردِ الأقاحي ... في ثوانٍ ثمَّ يهدبنا شذاهُ
بزهيدِ الحاضرِ البرّاقِ أشرى .... كلَّ تارخِ بلادي بل سُواهُ
وصِراخاتُ جراحِ الشعبِ نزفاً .... من عقودِ أسمعَ الصُّمَّ نِداهُ
هل حشا أُذنيهِ وقرٌ أم تغابى ....... أم غرورِ العيشِ بالعُمي رماهُ
بجراحِ الشعب قد جادتْ يداهُ ...... حاتمٌ في كل شيءٍ ماخَلاهُ
شاهَ وجهٌ لو بدى يُبدو كَحَمْلٍ ...... بين ذُئبانٍ وديعٍ ماعساهُ
وَمَعَ الشّيطانِ لو يخلو قليلاً .......... بخضوعٍ منه يستجدي رِضاهُ
أفضَحَتْ آهاتُ شعبي وَجهَ قومٍ ....... ملَّهُ كلُّ قِناعٍ فلحاهُ
بقلمي : حيدر مجيد التميمي