عطاءات إميلي برونتي معين لم يجف منذ 200 عام
إميلي برونتي
قد لا تتمكن 200 شمعة تضاء في ذكرى ميلاد الروائية والشاعرة البريطانية إميلي برونتي اختراق ظلمة رواية «مرتفعات واذيرينغ»، إلا أن النيران المتأججة في صدر صاحبتها لا تزال متوقدة عبر القرون.
أوقدت إميلي وإخوتها الناجين أتون العبقرية فتفرّدت في سجلات تاريخ الأدب. ومع أن شذرات الشعر هي الوحيدة المتبقية من آثار الصبا، وهي تشهد على أن كلاً من الأخوات برونتي، قد نجحت في نشر رواية على الأقل خلال فترة الحياة القصيرة التي عاشتها، لكن لا يرقى أي منها إلى مستوى «مرتفعات واذيرينغ» التي تسجل قصة حبّ هي الأكثر التهاباً في تاريخ الأدب الإنجليزي.
إميلي برونتي المولودة في 30 يوليو 1818 في يوركشير بإنجلترا، هي الأخت الأصغر لكاثرين، والأكبر لآن برونتي، وقد اعتاد الثلاثة معاً كتابة قصص خيالية، وبناء عوالم متخيلة تعبق بالرومانسية والمغامرة.
ومن المفترض أن تبدو رواية «مرتفعات واذيرينغ» قد صدأت بفعل الزمن، ولكنها على العكس تظل رواية عاصفة تأسر القارئ بروحه العصرية، ونمط تصدي شخصياتها لأي تفسير أخلاقي، وأسلوب الكتابة المختلج بين الرومانسية القوطية والواقعية، ما يجعل الرواية جريئة وصادمة.
وتطالعنا الروائية كيت موس، بوصفها واحدة من الأعلام المحتفين بمئوية إميلي الثانية من منزل عائلة برونتي المتحول متحفاً في هاوورث، فتكتب قائلة: «ليس هناك من اعتذار في (مرتفعات واذيرينغ) ولا مساعٍ لجعل الرواية مستساغة أو الشخصيات محببة ومألوفة، بل إنها تتمتع بخلاف ذلك بمنحى من عدم استحياءٍ قائم بذاته ولغاياته الخاصة».