حصل العلماء على نظرة خاطفة تلقي الضوء على مصير النظام الشمسي النهائي بعد أن كشف نجم محتضر أنه حوّل نفسه "قلبا وقالبا" في عملية إعادة الولادة قبل الزوال.
وتم تحليل السديم الكوكبي المسمى "HuBi1" في كوكبة "Serpens"، بواسطة الباحثين في معهد الأندلس الفيزيائي الفلكي في غرناطة بإسبانيا، بعد أن لاحظوا مساره التطوري غير العادي.
ولاحظ الباحثون أن النجم المركزي للسديم وهو يختفي ببساطة، كان مغطى بطبقة غامضة من الغبار والغاز، ثم بدأ يبرد من الداخل وليس من الخارج.
وقال الباحث في معهد "Instituto de Astrofísica de La Plata" بالأرجنتين، مارسيلو ميلر بيرتولامي، الذي شارك في الدراسة: "في بضعة آلاف من السنين، تتفرق السدم الكوكبية في الوسط البينجمي، وتختفي نجومها المركزية. وبدلا من ذلك، انتعش النجم المركزي HuBi1 من خلال نبضة حرارية متأخرة جدا عالجت كل الهيدروجين الموجود على سطحه".
وحصل النجم على حرارة كافية لدمج الهيليوم في الكربون وطرده في موجة بسرعات عالية، وهو ما جعل النجم يبدو أكثر برودة وأبطأ، وبالتالي أصغر سنا.
وفي هذه الحالة، كان هذا الكربون ينبعث من خلال HuBi1 في موجة صدمية، ما أدى إلى تسخين المنطقة أمامه أثناء مرورها. وقد لاحظ الباحثون السديم بعد مرور الموجة عبر المنطقة الداخلية، ولهذا السبب كان الجزء الخارجي من الغلاف خارج الموجة أكثر حرارة، كما يقول غيريرو. ومع تدفق الكربون بعيدا عن النجم، تم تبريده وتكثيفه في حبيبات الغبار التي حجبت ضوء النجم، وهو ما يفسر حالة العتمة.
وقال مارتين غيريرو الذي قاد الدراسة: "إنه يتحدى أكثر قوانين الديناميكا الحرارية الأساسية في السديم المصور، ويشير إلى حدث تطوري نجمي غريب".
واختتم غيريرو حديثه قائلا: "بما أن النجم الأصلي HuBi1 لديه كتلة شبيهة بشمسنا، فإنه يقدم لمحة عن مستقبل محتمل، ومصير نهائي، لنظامنا الشمسي".