غرفة النوم - شعر هشام شوقي - مصر
كلُّ المَرَايا عاكساتٌ
في البراويزِ
المسافةُ
بينَ دَهْشَتِها
وماء الفجرِ
حينَ تلامسُ العطرَ
الحياةُ تفورُ
كالبحرِ الشبابِ بجسمِهَا
نزعتْ ملابِسَها الخفيفةَ
في هدوءٍ ِ
أمسكتْ بالمشطِ
تفردُ شَعْرَها
هذا الحريرَ
على اليمينِ
على اليسارِ
وخلفِها
غطَّى مَفاتِنها
وزادتْ فتنةً
في غُرفةِ النَّومِ
الوثيرةِ وحدُها
قد أمسكتْ قلمَ الشِّفَاهِ
وغازلتْ شفةً بلونٍ أحمرٍ
أخرى بلونٍ أحمرٍ .
في غبطةٍ
في نشوةٍ
في لحظةٍ
رسمتْ على المرآةِ خارطةِ
الجراحِ بدقةٍ.
والبابُ تطرقهُ المباحثُ
مِنْ جديدٍ
لم تخفْ
قفزتْ إلى الدُّولابِ
تحفظُ جسمَها بردائها
قالتْ بصوتٍ خائفٍ
مَنْ جاءنا ؟
منْ جاءنا ؟
قالوا افتحي
فتحتْ
فقادوها لمخفرِ شرطةٍ
في العاصمة.
قَدْ أنزلوها في سراديب
العذابِ ودُوْنَ أَيِّ جريمةٍ
رُميتْ بحبسٍ مُنفردْ
ودُوْنَ أي مُحاكمةْ
والطفلتانِ بغرفة الأطفالِ ماتتْ واحدةْ
والطفلةُ الكبرى تفتشُ عنْ مصيرِ الأمِ
لم تجدِ الحلولَ المُقنعةْ
قال: المحامي للفتاةِ
:الأمُّ يا بنتي لديهم (ناشطةْ)
فيها اشتباهٌ
واشتباهٌ واشتباهْ
لكنَّ عقل البنتِ تاهْ
فالأمُّ ليس لها اهتمامٌ بالسياسةِ مُطلقاً
وكذا مصيرُ الناسِ أحياناً سُدَى
قالتْ بصوتٍ صارخٍ
ماتتْ جميعُ حقوقنا
ماتتْ سنابلُ قمحنا
ماتتْ عدالةُ أرضنا
تبَّا لكمْ تَبَّاً لكمْ
تَبَّاً لكمْ.