يرى العلماء أن النوم هو أفضل دواء للعديد من الأمراض، فاثنين من أكبر أمراض العصر في الغرب وهما السرطان والخرف المبكر يرجعان إلى قلة النوم.
وقد أدت الحياة العصرية إلى حرمان الكثير من الناس من النوم الكافي، وبدلًا عن ذلك بات السهر والاستيقاظ المبكر لأجل العمل هما العادة التي تعوق الاكتفاء من الراحة في الليل.
وينعكس ذلك على الذاكرة بمرور السنوات، حيث يعمل على تدهورها تدريجيًا ما يقود إلى خرف مبكر واحتمالات الإصابة بالسرطان في ظل خلل محتمل في نظام عمل خلايا الجسم.
ويسبق اضطراب النوم مرض الزهايمر قبل عدة سنوات، ما يجعله بنظر العلماء مقدمة له أو إنذارا مبكرا له.
ويساعد النوم الكافي في الاحتفاظ بالذاكرة قوية ونشطة وحفظ الملفات الجديدة باستمرار.
كيف يحدث الخرف؟
علميًا فإن مرض الزهايمر وهو أسوأ أنواع الخرف، يرتبط بتراكم بروتين يعرف باسم "أميلويد بيتا" يتجمع في شكل كتل لاصقة أو لويحات في الدماغ.
وإذا كان الخرف هو عبارة عن مجموعة الأعراض التي تؤثر على الذاكرة وأداء الأنشطة اليومية، والقدرة على الاتصال، فإن الزهايمر هو شكل من أشكال الخرف، ويزداد سوءًا مع مرور الوقت ويؤثر على الذاكرة بشكل خاص.
وتعمل صفائح هذا البروتين السام على قتل خلايا الدماغ، لكن لويحات الأميلويد تؤثر فقط على بعض أجزاء الدماغ وليس غيرها، لأسباب لا تزال غير واضحة إلى اليوم.
وتوصل علماء في جامعة كاليفورنيا إلى أن رواسب الأميلويد تتركز في المناطق الوسطى من الفص الجبهي، والآثار المستقبلية سوف تنعكس ليس على النسيان فحسب بل كذلك قدرة الاحتفاظ بالمعلومات وتعلم أشياء جديدة.
النوم وتنظيف الدماغ
كما تظهر دراسات أخرى على الفئران أن قلة النوم العميق تؤثر أيضا على ما يمكن أن يطلق عليه عملية تطهير الطاقة الليلي، حيث يعمل السائل المخي الشوكي على تنظيف الدماغ وطرد الفضلات الأيضية.
وبالتالي عدم النوم العميق يمنع تطهير الدماغ، مما يؤدي إلى زيادة تراكم اللويحات السامة، ما يشير إلى المخاطر المحتملة المذكورة.
وفي هذا الإطار يشار إلى تجربتي الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان ورئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر، فقد كانا لا ينامان بالشكل الكافي، فقط لأربع إلى خمس ساعات في اليوم، ما عرضهما لتطور مبكر للزهايمر.