سيعود الكابوس ..
فى ليل آخر..،
مرتديا أثمالاً بالية..،
وواضعاً فى كفيه ..،
قفازات من حديد..،
حتى يضغط على الأنفاس ،
فيزهقها تارة ..،
و يتقافزها تارة أخرى ،
كطفل يلهو فى البريّة ..،
لا يكف عن الضحك و اللعب..،
مهما أصابه من عناء و نصب..!
سيعود ممتطياً ..،
ظهر الليل كبراق ..،
يجتاز مسافات و أراضى مجهولة،
و يرتاد عوالم محمومة..،
مصفوفة..،خفيّة..،
تنمو فيها الشكوك ،
عالية كأشجار الصنوبر..،
و تسقط عليها أمطار الريبة المريرة..،
من غيوم تشبه العيون المثقوبة..،
حيث تغرق الأرض فى الدموع..،
و تنمو الزهور دون أعناق، ولا عطور..!
سيعود الكابوس
فى ليل آخر..،
بلا صوت..،
إلا صوت الرجفة..،
ليحتسى من الجسد ..،
المسكوب فى كأس الرهبة..،
ويثمل ..، ويثمل..،
من أجساد البشر المرتشعة..،
المختلطة بأرواحهم الزائفة..،
القاحلة..،
ثم يرحل منتشياً من رحيق ..،
المخاوف التى غرسها داخلهم..،
فى منامهم..،
ثم يعود فى ليل آخر..،
ليلهو بهم كطفل البريّة..،
الذى لم يعرفوا له أسماً،ولا عنواناً.
عمرو زين