أمي أقـفُ اليوم على رأسك وأنا خائر القوى عقلي مُنهك أحاول أن اعلم الى إين تذهبين في هذا النوم الطويل ! وكيف آن لهذا النوم أن يشغلكِ عنا ونسيتي ان تطمئنين علينا وتطمئنينآ ولوّ قليلاً بحركةٍ ما ! هل كنتِ في مثل موقفي يوماً ؟ أتذكر في الأمس رغم أن حالتك كانت يرثى لها أستيقظتي وقلتي أنتبهوا له ولم يغمض لكِ جفن قبل أن أفارقكِ وادخل تلك الصالة المشؤومة .. رغم أنني كنت شبه واعٍ هناك واشعر بأبر تغرز في جلدي وسكاكين تخترقه الأ انني لم أصرخ ولم اتألم الأ لاجلك لقد أتخذتها ذريعـه لابكي فكما تعلمين البكاء مُحرم في قاموس الرجل حينما يكون الجميع يستند عليه ! ، عندما أكتمل الأمر لم أنم فقط أرتحت للحظات وأرتميت في مخيلتي وتذكرت كيف كنتِ تتصرفين معنا في مثل هذه المواقف وتمسحين على رؤوسنا حتى ننام ..ثم أنتفضت محاولاً السير وردع كل الضبابيه التي أغشت عيني عن الواقع والوصول إليكِ .. ووصلت رغم كل المُغريات والمخاوف التي حاصرتني ! وقفت بصعوبة وقلتُ في نفسي لقد قلتِ لنا يوماً أن نحتضن بعضنا في مثل هذه المواقف وأن نبكي كي لا نسقط لاحقاً بسبب التراكمات ! لكنني كنت أرى كل من حولي يحتضنون هواتفهم محاولين الهرب الى أحدٍ ما يقلل ذلك التوتر الذي عم فينا ومن حولنا وحينما حاولت تذكريهم لم تخرج سوى اهات تردد صداها في أرجاء الغرفه كانت تختبئ في جوفي وهربت بسرعه بعد أن رأت النور حينما فتحتُ فمي ! أمي أقفُ اليوم وانا شبهُ ميت لا أشعر سوى بالوجع يضرب على قلبي بلا رحمه .. قدمي ترتجف وبالكاد تستطيع أن تقف .. يدي لا أشعر بها ألا أن لمست يدك… امي أقف وكل ما في يقول لي أن اسقط في أحضانك واغور في أحشائك واعود لموطني الأول وأدفن هناك بعد أن ابكي بكاءاً طويلاً مليئ بالعتب والشكوى ! لكنني أخشى فعل ذلك وأخيب ظنك فقد قلتي لي يا صغيري لأنك الأصغر يجب أن تكون قوياً فالكبار ياخذون قوتهم من الصغار هذه الأيام عليك أن تسند كل من حولك ببقائك صامداً دوماً أمامهم .. فلهم جراحات كثيره من عهدٍ قديم وأخشى أن تقضي عليهم أحدى هذه المحن التي لا تنفك تتركنا هذه الفترة ! أمي لم أعلم بان الأمر صعب لهذه الدرجة لم أكن أعي صعوبة دورك حينما يكون أحدنا طريح الفراش هكذا الإ اليوم ! فسامحيني لأنني كنتُ أشيدُ بكِ دون فهمٍ حقيقي ! وبهذا أكون قد قصرت تجاهكِ كثيراً ، أمي بعد أن تعودي الى هنا معنا وتحتضنينا بعينكـِّ قبل كفيك عليكِ أن تعلمي بأنني أحبك أكثر من كل شيء ، أحبكِ أمي عودي سريعاً فقد أشتقنا لكِ كثيراً
.
.
#إدريس