مفهوم الفن:
كلمة "فنٍّ" كما يُوردها المعجم الفلسفي يُقصد بها: "تعبير خارجي عمَّا يحدث في النَّفْس من بواعث وتأثرات بواسطة الخطوط أو الألوان، أو الحركات، أو الأصوات، أو الألفاظ، ويشمل الفنون المختلفة كالنحت والتصوير"[1]. وواضحٌ أنَّه تعريفٌ فرديٌّ ينطلق من الإنسان الفرد، ولا يُعَبِّر إلَّا عن دواخله، ولا يستهدف غايةً بعينها، ولا محلَّ فيه لجمهورٍ أو مستقبلين، ويُعَرِّف المعجم الوسيط الفنَّ على أنَّه: "جملة الوسائل التي يستعملها الإنسان لإثارة المشاعر والعواطف وبخاصَّة عاطفة الجمال، كالتصوير والموسيقى والشعر"[2]. ففي هذا التعريف ذهب الفرد وجاءت الجماعة، وصار المعنى منصرفًا عن عواطف الفنان إلى عواطف الجمهور.
الفن والحاجة إلى الجمال:
الحاجة إلى الجمال شعورٌ غريزيٌّ في طبيعة الإنسان؛ فالإحساس بالجمال يدفع كلَّ النفس الإنسانيَّة بمشاعرها ورغباتها وفكرها نحو الموضوع الجميل، نحو الموضوع الذي حَكَمَتْ على جماله من أجل تمثُّله، والتوحُّد معه من أجل البهجة والسعادة، التي يتضمَّنها الحصول على كلِّ جميل[3]؛ ولهذا ففي داخل كلِّ إنسانٍ سعيٌ نحو الجمال، وعلى المستوى الفردي يبدو هذا من الوضوح بحيث لا يُحتاج معه إلى إثبات، وحيث إنَّ المجتمعات ليست إلَّا مجموعات من الأفراد، فمن الطبيعي أن تكون لكلِّ تجمُّعٍ من هذه التجمُّعات طرائق وأساليب وعادات في تحقيق هذا الجمال؛ لذا نجد أنَّ البحث عن الجمال -وهو الشعور الذي كان دائمًا المـُوَلِّد لأساليب الفنون المختلفة- موجودٌ في كلِّ التجمُّعات البشريَّة المعروفة؛ سواءٌ كانت بدائيَّة واستقرَّت في بدائيَّتها، أم تطوَّرت لتُصبح حضارات كبرى.
فبالنسبة إلى البدائيِّين، فعلى الرغم من انعزالهم عن التيَّارات الحضاريَّة في الصحاري والغابات فإنَّ لهم "لمسات فنيَّة" واضحة؛ فالهنود الحمر يستعملون الريش الزاهي الألوان، والقبائل الإفريقيَّة البدائيَّة تستعمل الأقراط والعقود الملوَّنة بكثافة، وبنات البدو يُحِبُّون الأقراط والخلاخيل لا سيَّما ما كان كبير الحجم، وتتميَّز كثيرٌ من النساء بالوشوم المطبوعة على الجبهات وتحت الشفاه وعلى ظاهر الأيدي، وحبُّ البدائيِّين للجمال نتيجةً محقَّقةً تَوَصَّلت إليها الدراسات التي تناولت هذه المجتمعات؛ "فالبدائيُّون يُحِبُّون الفنَّ حُبًّا جَمًّا، وهو شائعٌ جدًّا بينهم، ويُحَوِّل الاتصالُ الدائم بالأشياء اليوميَّة الجميلة الصنع البيئةَ البدائيَّة إلى بيئةٍ شخصيَّةٍ مليئةٍ بالمعاني"[4].
وأمَّا بالنسبة إلى الحضارات؛ فلا ريب أنَّ النشاط الفني بمختلف جوانبه ونواحيه مظهر متفوِّق من مظاهر الحضارة، وهو عنصرٌ له أهميَّته الكبيرة، وقيمته العميمة في تقدير الشعوب والأمم، وبه يُقاس التقدُّم في المجتمعات الإنسانيَّة[5].
ظهر علم الجمال أو "الإستاطيقا" كمصطلحٍ لأوَّل مرَّةٍ خلال القرن الثامن عشر من خلال الفيلسوف بومجارتن، وأصبح هدف هذا العلم محاولة وصف وفهم وتفسير الظواهر الجماليَّة والخبرة الجماليَّة؛ إنَّه ذلك الفرع الذي نشأ أساسًا في أحضان الفلسفة، وترعرع وبلغ أَشُدَّه في ظلالها، ثُمَّ جاءت فروعٌ معرفيَّةٌ أخرى بعد ذلك، كي تنعم بهذه الظلال، وتُساهم في سقاية هذه الشجرة الوارفة المتألِّقَة لعلم الجمال، وأن تُضيف إليها فروعًا جديدة[6].
وعلى الرغم من قوَّة العلاقة بين الجمال والفنِّ فإنَّ مجال الدراسة لكلٍّ منهما مختلف؛ حيث إنَّ مجال دراسة الفنِّ هو الفنان: إبداعاته وحياته الفنيَّة، بينما مجال علم الجمال هو تصنيف الأعمال الفنيَّة جماليًّا، وبيان كيفيَّة تحقيقها للقيم الجماليَّة، التي تدلُّ على إحساس صاحب العمل الفني بالجمال[7].
إلَّا إنَّنا في هذا الكتاب الذي يتناول الجوانب المشتركة بين الإنسانيَّة ويسعى للتقريب بين البشر- لن نهتمَّ بالفروق الأكاديميَّة الدقيقة بقدر ما نهتمُّ بالمحصِّلات النهائيَّة المتمثِّلة في المنتجات الفنيَّة للشعوب، وكيف يُمكن أن تكون مساحة أخرى من مساحات الالتقاء والتفاهم.
الفن والتعبير الحضاري:
قديمًا:
بعض الأساليب الفنيَّة أضحت عالميَّة، تستعملها الشعوب جميعًا في التعبير عن نفسها؛ مثل: النحت، والرسم، والغناء، والتمثيل، وربَّما كان الرسم والغناء أقدم هذه الأساليب جميعًا، غير أنَّ اختفاء الوسائط -التي تحفظ هذه الأعمال- قد حال دون وصولها إلينا منذ بدأت مع الإنسان القديم، في حين أنَّ النحت الذي هو -بلا شكٍّ- تطوُّرٌ عن الرسم، بل هو في الحقيقة ليس إلَّا رسمًا على المادَّة الأصعب، ذلك النحت هو الذي بقي لقوَّة المادَّة التي نُقِشَ عليها.
وقد بلغت الأعمال الفنيَّة البدائيَّة درجةً عاليةً من الجودة دفعت السير هربرت ريد لأن يقول: "إنَّ أفضل رسومات كهوف ألتاميرا، ونيو Niaux، ولاسكو، تكشف عن مهارةٍ لا تقلُّ عن مهارة بيزانيلو أو بيكاسو"، وكلُّ مَنْ رأى الرسوم الأصليَّة، أو نسخًا مأخوذةً عنها، سيُوَافق على أنَّ هذا القول غير مبالغٍ فيه[8].
لكن مَنْ بيزانيلو ومَنْ بيكاسو أولئك الذين تُطلق أسماؤهم في الكتابات دون الشعور بالحاجة إلى تعريفهم، وكأنَّهم شخصيَّات يعرفها القارئ بالبديهة؟!
الحقيقية أنَّهم ليسوا إلَّا رسَّامين ونحاتين مهرة مبدعين، فبيزانيلو هو "صانع أجمل المدليات في عصر النهضة، بل لعلَّه صانع أجملها في جميع العصور... كان يُوقِّع باسم بكتور Pictor (أي المصوِّر) ويرى أنَّه مصوِّرٌ بحقِّ، وقد بقيت له نحو ستٍّ من صوره، وهي صورٌ ممتازة، ولكن ليست هي التي خَلَّدت اسمه على مدى القرون؛ ذلك أنَّه أولع بما في رسوم النقود اليونانيَّة والرومانيَّة من حذقٍ ونزعةٍ واقعيَّةٍ وإحكامٍ في التصوير، فصنع نقوشًا مستديرةً صغيرةً قلَّمَا يَزيد قطر الواحد منها على بوصتين، جمعت بين دقَّة الصناعة والصدق والأمانة؛ ممَّا جعل مدلياته أصدق ما لدينا تصويرًا لعددٍ من أعيان عصر النهضة، وليست هذه المدليات من الأعمال التي تتطلَّب عمق التفكير، وليس فيها نزعةٌ فلسفيَّة، ولكنَّها كنوزٌ من الصناعة التي تشهد بالدأب والصبر الطويل على العمل، وإيضاح عظيم القيمة للتاريخ"[9].
وأمَّا بيكاسو فهو الإسباني الذي يُعَدُّ أحد أشهر الرسَّامين في العالم، وسحر قلوب الملايين من عُشَّاق الفنِّ في الشرق والغرب، ومن قبله أسماء أخرى حفرت نفسها في التاريخ الإنساني بما أنتجته من نحتٍ ورسم؛ مثل ليوناردو دا فنشي، الذي يعرفه الناس بما تركه من نحت ورسم، بينما لا يعرف إلَّا القليل أنَّه كان مهندسًا ومعماريًّا وميكانيكيًّا، وله إسهاماتٌ بارزةٌ في علم التشريح والبصريَّات، وهذا تأكيد أي تأكيد على انجذاب الناس إلى الفنون واهتمامهم بها.
وآخرون مثل: رفائيل، ومايكل أنجلو، ودوناتيلو، وفان جوخ، وغيرهم، كلُّها أسماءٌ خُلِّدَت بسبب ما أنتجوا من فنون الرسم والنحت، فصاروا بهذا علامات عالميَّة تستحوذ على قلوب محبِّي الرسم والنحت في كلِّ أرجاء العالم، وهذا ما جعلهم مركزًا ووسيلةً للتواصل يلتقي حولها أناسٌ لا يلتقون على غيرها.
حديثًا:
الآن تطوَّرت الوسائل التي يُمكن بها إنتاج هذه الأنواع من الفنون؛ فالرسم صارت له فروعٌ كثيرةٌ بحسب الخامات التي يُرسم عليها؛ كالورق والزجاج والجلد والرخام والقماش.. وغيرها، وبحسب المدارس التعبيريَّة وطرقها واتجاهاتها، وكذلك الغناء ذهب في سَيْره مذاهب عدَّة؛ فهناك -على مستوى الكلمات- الأهازيج والأراجيز، والمقطوعات والموشحات، والأغاني الخفيفة السريعة القصيرة، والمواويل الطويلة الدرامية الروائيَّة، وأمَّا على مستوى الوسائل المساعدة فمدارس الموسيقى وآلاتها قد تنوَّعت تنوُّعًا كبيرًا، والتمثيل الآن يُؤَدَّى عبر المسرح وعبر الإذاعة، وعبر الصورة المعالجة بالسينما أو التلفاز، وفي كلٍّ من هذه مدارس ومذاهب فنيَّة كبرى.
إنَّ الواقع يقول بأنَّنا نستطيع فهم الحضارات التي مرَّ على اندثارها آلاف السنين؛ التي تكون آثارها المنحوتة هي السبيل لكي نفهمها، فمن باب أولى أن تكون الفنون بابًا كبيرًا للتقارب بين الشعوب التي تعيش في الزمن نفسه؛ ذلك أنَّ الفن -كما يقول الفيلسوف المعروف ميرلو بونتي- وحده "هو الفلسفة الحقَّة التي تتناول العالم؛ فالمصوِّر وحده هو الذي يُدرك العالم، ويجعلنا ندرك العالم"[10].
تأثير الفن:
ولقد أدَّت الثورة التقنية الحديثة إلى أن صارت الأعمال الفنيَّة تستطيع الانتشار بسرعةٍ غير مسبوقةٍ في كلِّ أرجاء الأرض، وصارت الأفلام والمسلسلات الأميركيَّة -لا سيَّما الواقعيَّة والاجتماعيَّة- من أكثر الوسائل الفعَّالة في نقل صورة وثقافة المجتمع الأميركي، كما أنَّ المسلسلات اليابانيَّة كانت الطريق الأقصر للتعريف باليابانيِّين وآدابهم وتهذُّبهم وإنسانيَّتهم[11]، والمسلسلات التركيَّة هي التي فتحت -مؤخرًا- عهدًا جديدًا في علاقة الشعوب العربيَّة بالشعب التركي[12]، وكذلك الأفلام الهنديَّة التي تُحَقِّق أرباحًا كبرى في العالم الغربي وفي أميركا، وفي العالم العربي تُمثِّل هذه الأفلام السفير الأوَّل للشعب الهندي، و-أيضًا- الأعمال الفنيَّة الصينيَّة التي تسحر الغربيِّين بما يرونه من حضارةٍ مختلفةٍ غريبةٍ عن الذوق الغربي[13].
إنَّ هذا التأثير الخطر جعل مؤرِّخ الفن المعروف أرنولد هاوزر يُطلق على التاريخ الاجتماعي للفنِّ في القرن العشرين لقب "عصر الفيلم"؛ بل جعل لينين يُصرح بأنَّ "السينما هي أهمِّ الفنون بالنسبة إلينا". وليس بعيدًا عن هذا أن ينظر الرئيس الأميركي بيل كلينتون إلى الممثِّل الأميركي الشهير شين كونري -وهو الذي مثَّل شخصيَّة جيمس بوند- قائلًا له: "لولاك ما كسبنا الحرب الباردة"[14].
إنَّه تأثيرٌ ليس بوُسع باحثٍ جادٍّ أن يتجاهله وهو يرصد حركة المجتمعات، بل إنَّ باحثًا مثل جوزيف براودي وهو يُحَلِّل المجتمع العراقي بُعيْد الحرب الأميركيَّة التي سقط فيها نظام صدام حسين، لم يَسَعْه إلَّا أن يُفرد فصلًا كبيرًا لتاريخ التأثير الفنِّي في العراق، الذي كان مصريًّا خالصًا بادئ الأمر، حتى المجهودات الأميركيَّة في استخدام الإعلام لتوصيل رؤيتها للشعب العراقي[15].
وتبدو الشعوب غير القادرة على صناعة الفنون وتقديم نفسها في أعمال مختلفة هي الشعوب الأسوأ حظًّا والأكثر عرضةً لتشويه صورتها، ونحن نرى بوضوحٍ كيف كشفت أحداث الحادي عشر من سبتمبر عن جهلٍ رهيبٍ لدى الغربيِّين بطبيعة الإسلام والشعوب المسلمة، فضلًا عمَّا أُنتج من أعمال فنيَّة تُعَبِّر عن عمق الغياب العربي والإسلامي عن الشعوب الغربيَّة[16].
ونتوقَّع أنَّه لو كانت الشعوب المسلمة قادرة على صناعة فنون ذات قيمة، وتُعَبِّر بأصالة عن نفسها، وتتحقَّق فيها شروط العمل الفني الجذَّاب- لاستطاعت توقِّي الكثير من الآثار السلبية، وإزالة ما تَبَقَّى من آثار الكراهية المترسِّبَة حتى الآن منذ العصور الوسطى؛ ذلك أنَّ الفن النابع عن طبيعتها الإسلامية فنٌّ متميِّز، منطلقٌ من منظومةٍ فكريَّةٍ تشتاق إليها قلوب الذين سئموا المنظومات الماديَّة، أو بعبارة الأستاذ محمد قطب: "الفن الإسلامي المعبِّر عن رُوح الإسلام الشاملة لا يُحِبُّ هذا التمزيق المشوِّه لكيان البشر وكيان الحياة، بل يُحِبُّ أن يَعْرِضَ الحياة البشريَّة في شمولها المتكامل، الذي يشمل كلَّ جوانب النفس الإنسانيَّة الفاعلة في هذا الوجود، المنفعلة به، المتَّصلة دائمًا بما وراء حواجز الحسِّ القريبة، الواصلة بفطرتها إلى فطرة الوجود الكبير... تصوير الحياة البشريَّة على النطاق الواسع، الذي لا يقف عند حدود الأرض القريبة، وإنَّما يتعدَّاها إلى ناموس الوجود الأكبر، ويصلها بالله خالق الحياة والأحياء، يُضفي عليها -ولا شَكَّ- جمالًا لا تعرفه معظم الفنون الحديثة التي تقطع الأرض بالسماء"[17].
وليس هذا توقُّعًا من قبيل التمنِّي والحلم، بل هو ما نجزم به على سبيل القطع؛ فالفن الإسلامي الذي أبدعته الحضارة الإسلاميَّة ما يزال حتى الآن وسيلةً فاعلةً في التأثير على مَنْ يُشاهدها، وإعطائه انطباعًا حسنًا عن الحضارة الإسلاميَّة، بل ربَّما كان هذا مدخله لمعرفة عظمة هذه الحضارة، وفي كلِّ الأحوال يُؤَدِّي هذا إلى إعادة الاعتبار لصانعيها، والتعرُّف عليهم وإعادة مراجعة الأفكار السلبيَّة المترسِّخَة عنهم.
لقد وقف كثيرٌ من الباحثين مبهورين أمام ما تَبَقَّى من آثار الفنون الإسلاميَّة، وبدا ول ديورانت -على سبيل المثال- مشدوهًا، وهو يقول: "تَخَطَّى الفنُّ الإسلامي كلَّ حدود الزمان والمكان، وكان يَسْخَرُ من التمييز بين العناصر والأجناس، وأنتج طرازًا فذًّا ولكنَّه متعدَّد الأنواع، وعبَّر عن الروح الإنسانيَّة بأناقةٍ موفورةٍ فيَّاضة، لم يَفُقْهَا شيءٌ من نوعها حتى ذلك الوقت"[18]. وماذا نتوقَّع أن يكون انطباع من يقرأ لجوستاف لوبون، وهو يقول: إنَّ الفنون الصناعيَّة شائعةٌ بين العرب في كلِّ مكان، وأنَّ الأشياء التي يصنعها العرب صنعوها بروعةٍ تدلُّ على اتِّصَاف أحقر صناعتهم بالذوق الفني[19].
وهذه الحال نفسها بالنسبة إلى الشعوب الإفريقيَّة، وكثيرٌ من الشعوب الآسيويَّة، وشعوب أوربَّا الشرقيَّة -حتى روسيا- وأميركا الجنوبيَّة، فكلُّ هذه الشعوب لم تستطع بعدُ أن تُسَوِّق لنفسها بشكلٍ واسعٍ يُتَعَرَّف عليها من خلاله؛ ممَّا يجعل عدد مَنْ يُفَكِّرون في التقارب بين شعوبهم والشعوب الغربيَّة -ذات التأثير الفني- أكبر بكثيرٍ ممَّن يُفَكِّرون في التقارب بين شعوبهم وهذه الشعوب المجهولة، فمِنَ النادر أن تجد إفريقيًّا يتحدَّث عن التقارب مع شعوب وسط آسيا، أو مع شعوب أميركا اللاتينيَّة، والعكس صحيح، بينما يكثر عدد المتحدِّثين عن التقارب مع الشعوب الغربيَّة.
الفن وحب التعارف:
إنَّ غريزة "حب التعارف" التي خلقها الله في الناس هي الأساس العميق لنجاح الأعمال الفنيَّة، التي صُنِعَتْ في بيئةٍ وسياقٍ ثقافيٍّ مُعَيَّنٍ؛ إذا ما عُرضت في بيئةٍ أخرى وسياقٍ ثقافيٍّ مختلفٍ تمامًا، ومن هنا ينبغي الاهتمام بهذا الجانب لكلِّ مَنْ أراد التعايش والسلام بين الشعوب.
إنَّ المفكِّرِين والكُتَّاب حين يكتبون في أدب الرحلات أو عن طبائع الشعوب لا يلفت نظرهم إلَّا هذه المساحة من الاختلاف بين بيئته وبين مَنْ يكتب عنهم، وهذا الأمر في حدِّ ذاته يجعل من الآخر شيئًا غريبًا، وقد تكون الرسالة الضمنيَّة أنَّ "التعايش معه عسير"، وهذا في أحسن الأحوال، ولكن من الوارد أن تبلغ الأحوال من السوء ما يجعل الآخر شيطانًا يجب محاربته وقهره والتخلُّص منه، لا سيَّما إن كان هذا يُكتب بوحيٍ من تعصُّبٍ أو سياسةٍ أو لغرضٍ آخر.
وبالطبع لا يُمكننا أن نُعَمِّمَ هذا على كلِّ كتَّاب الرحلات، فثمَّة رحلات كثيرة كانت أعمالًا علميَّةً قويَّة؛ ككُتب الرحَّالة المسلمين التي احتفظت لنا -كما يقول لويس سيديو- بما "لا يُقَدَّر بثمنٍ عن تاريخ القرون الوسطى"[20]. وثمَّة رحلات كانت فارقة في مسار العلاقة بين الشعوب، أو على الأقل فارقة في الرؤية والتفكير؛ مثل كتاب رفاعة الطهطاوي "تخليص الإبريز في تلخيص باريز"، وغيره، ولكن القراءة في أدب الرحلات هو في عمومه قراءة لـ"مساحة الاختلاف"، لا لمساحة التشابه والالتقاء.
ولكنَّ العمل الفني الذي يُرَكِّز في جوهره على التعبير عن المجتمع وأعماقه، فيُلامس بهذا الإنسانيَّة الكامنة في كلِّ البشر، يستطيع -ربَّما دون أن يقصد- أن ينشئ جسور التواصل مع الإنسان الآخر في أيِّ منطقةٍ على هذه الأرض ومهما كانت البيئة الثقافيَّة؛ لأنَّه صادقٌ في التعبير عن المشترك وهو الإنسان وهمومه، ترى هل هذا السبب في أنَّ الأفلام التسويقيَّة والسياحيَّة لا تُحَقِّق أيَّ نجاحٍ بالمقارنة بالأعمال السينمائيَّة والتليفزيونيَّة؟! هل لأنَّها مصنوعةٌ من البلاستيك، ومملوءةٌ بمساحيق الزينة، وليست من العنصر البشري الحيِّ؟ أستطيع أن أقول: نعم.
لقد استطاعت هذه الغريزة -غريزة حُبِّ التعارف- أن تُوَسِّعَ نطاق العمل الفني، فصار من الظواهر المعروفة الآن أن تتمَّ أفلام المغامرات أو الأفلام البوليسيَّة في أراضي دولٍ أخرى وبيئاتٍ أخرى، فيُصبح من العناصر الجذَّابة الإضافيَّة ما تُمَثِّلُه هذه البيئة الأخرى من اختلافٍ وتنوُّع؛ وهذا ممَّا يُحَقِّقُ قدرًا أكبر من الأرباح، ويُثبت أنَّ الإنسان متشوِّق دائمًا للتعرُّف على الإنسان المختلف عنه، حتى لقد رصد تقرير لمجلة الصين المصوَّرة كيف انتقلت الصين بأطعمتها وملابسها وآثارها ورموزها إلى أوربَّا وأميركا، عبر عدد من الأفلام الأميركية، التي صُوِّرَتْ في الصين، أو استعانت بمشاهد تعرَّضت للثقافة الصينية[21].
بل تَطَوَّر الحال بصُنَّاع السينما إلى الخروج من الواقع الحقيقي، ومن كوكب الأرض لصناعة أفلامٍ تعيش على كواكب أخرى؛ ومؤخَّرًا حدث تطوُّرٌ جديدٌ ومبشِّر، فلقد انتقل هذا الخيال العلمي من مرحلة الصراع مع الكائنات الخارجيَّة -التي تُريد احتلال الأرض وتدمير حياة البشر- إلى مرحلةٍ ورؤيةٍ جديدةٍ أكثر التقاءً وبحثًا عن التعايش وفهم الآخر، تمثَّلت في فيلم "أفاتار Avatar"[22]، الذي عُرِضَ أواخر 2009م، وحقَّق نجاحًا فنيًّا كبيرًا، وكذلك أرباحًا هي الأعلى في تاريخ السينما[23]، على الرغم من أنَّه نَقْدٌ صريحٌ وحادٌّ للرؤية الأميركيَّة المركزيَّة[24].
الفن مشترك إنساني:
لقد أصبح التقريب بين الشعوب عبر الأعمال الفنيَّة من الحقائق الواقعيَّة؛ فالعمل الفنِّي الواحد قد يجمع بين أفراده عشرات الجنسيَّات، وقد يتكرَّر إنتاجه فيجمع غيرهم بعد سنين أخرى.
عُرِضَ في مصر مؤخَّرًا فيلم "الولد الخارق"، وهو الفيلم الذي بدأ يابانيًّا خالصًا؛ حيث بدأ كتابته أوسامو تزوكي كقصصٍ في عام 1952م، ثُمَّ تحوَّل إلى مسلسل رسوم متحرِّكة في عام 1963م، وبعدها بعام أُنتج كفيلم كارتون، ثُمَّ أُنتج كمسلسل في عام 1980م، وكمسلسل آخر بعد ربع قرن تقريبًا عام 2003م، وما يهمنا في هذا أنَّ نسخته الأخيرة في 2010م كان أبطالها مجموعةً من أشهر الممثِّلين الأميركان، وفي كلِّ لغةٍ يُدَبْلَجُ إليها يجمع إليه جنسيَّاتٍ أخرى[25].
وكذلك فيلم "الحاضرة Metropolis"، وهو من أفلام الرسوم المتحركة، أُنتج مؤخَّرًا، وكان من وحي المسلسل الكوميدي الياباني الذي أُنتج عام 1949م، وكان يقتبس الأساطير البابليَّة العراقيَّة القديمة، ومثل هذا ما يُرى من اندماج الأفكار السومريَّة القديمة مع الخيال العلمي في الأعمال الدراميَّة الإذاعيَّة، التي تنتجها شركة المسرح المسموع ZBC، وفي روايات الكاتب نييل ستيفنسون[26].
***
ومن المساحات التي أسهمت بها الفنون في التقريب بين الشعوب المختلفة ما أحدثته من مهرجانات عالميَّة تعرض الأعمال الفنيَّة من مختلف أنحاء العالم، ويُحَكَّم فيها بواسطة شخصيَّات متعدِّدَة الجنسيَّات والثقافات والحضارات، ومن قواعدها أن تُكَرِّم الأعمال الفائزة والفنانين المتميِّزين، بغضِّ النظر عن الفوارق الجنسيَّة والثقافيَّة والعرقيَّة.. وغيرها، وتكون المهرجانات فرصةً متميِّزةً للقاء هؤلاء البشر، الذين يُمَثِّلُون هذا التنوُّع البشري العريض؛ ومن ثَمَّ فهي فرصةٌ لمزيدٍ من التعاون والتقارب متعدِّد الثقافات.
وعلى سبيل المثال ففي الدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي الفرنسي العالمي فاز بجائزة "السعفة الذهبيَّة" فيلم تايلاندي "العم بونمي"، وبالجائزة الثانية فيلم فرنسي "عن الآلهة والرجال"، وفاز بجائزة لجنة التحكيم فيلم تشادي "رجل يصرخ ليس دبًّا يرقص" للمخرج محمَّد صالح هارون، وفاز بجائزة التمثيل مناصفةً إيطالي "إيليو جيرمانو" وإسباني "خافيير بارديم"، وبجائزة الممثلة فرنسيَّة "جولييت بينوش"، وبجائزة السيناريو كوري جنوبي "لي تشانج دونج"[27]، وإذا نظرنا في قائمة الفائزين بجوائز مهرجان كان منذ بدايته فإنَّنا نستطيع أن نَعُدَّ خمسًا وعشرين جنسيَّة (أوربيَّة وآسيويَّة وأميركيَّة) فازت بالجائزة الأولى "السعفة الذهبية"، وهذا ما يضعنا أمام غابة من الحضارات والثقافات التي التقت في هذه الساحة العالميَّة[28].
وهذا بخلاف المهرجانات الأخرى حول العالم؛ ومنها: المهرجان الدولي للفيلم بمَرَّاكُش، مهرجان برلين السينمائي، مهرجان الخليج السينمائي، مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، مهرجان بوسان السينمائي الدولي، مهرجان دبي السينمائي الدولي، مهرجان دمشق السينمائي الدولي، مهرجان صاندانس السينمائي (وهو أكبر مهرجان خاص في أميركا)، مهرجان فاميك للسينما العربيَّة (يُقام في فرنسا)، مهرجان فيزول الدولي للسينما الآسيويَّة (يُقام في مدينة فيزول الفرنسيَّة)[29].
إنَّ هذه المساحة -مساحة المهرجانات العالميَّة- هي من حيث المبدأ مساحة ممتازة للتواصل، أمَّا ما يشوبها من بعض الممارسات والسلوكيَّات والإقصاء المتعمَّد لبعض الأطراف والثقافات والآراء، أو عرض ما هو مخالفٌ للآداب الإنسانيَّة، فهي تفاصيلٌ ينبغي أن تُدَان وأن تُصَحَّح؛ حتى تقوم رسالة التعاون والالتقاء بواجبها على أفضل حال.
ضوابط هامَّة:
غير أنَّه ينبغي على هذه المساحة من المشترك العامِّ أن تُراعي بعض الضوابط؛ لكي لا تتحوَّل من ساحة التقاءٍ إلى ساحة افتراق وإشعالٍ للمعارك؛ وأهم هذه الضوابط ألَّا تتدخَّل الفنون في مهاجمة معتقدات وثقافات ومقدَّسات فريقٍ من البشر، لا سيَّما في المحافل العامَّة والعالميَّة، وقد رأينا كيف اشتعلت الأجواء بين العالم الإسلامي وبين الدنمارك من أجل رسومات كاريكاتيريَّة أساءت لشخص النبيِّ r، الذي هو أحبُّ إلى المسلمين من آبائهم وأمَّهاتهم وأنفسهم، ووضعت الدنمارك نفسها في خانة العداوة مع العالم الإسلامي، ولم يكن ثمَّة ما يُبَرِّر ذلك، فضلًا عن أن تكون ثمَّة مصلحة قد تحقَّقَتْ، والأغرب من ذلك أن تُكَرِّر النرويج الفعل نفسه، وكلا الدولتين ليس بينهما وبين العالم الإسلامي سابق عداوة.
لقد كَلَّفت هذه الأزمة -وفي أيَّامها الأولى- الاقتصاد الدنماركي خسائر تُقَدَّر بـ 134 مليون يورو، وانخفضت الصادرات لأكبر سوقٍ للدنمارك في العالم الإسلامي وهي المملكة العربيَّة السعوديَّة بما نسبته 40%، كما انخفضت بنسبة 47% في إيران، ثالث أكبر أسواقها في المنطقة، كما شهدت حركة الصادرات لكلٍّ من ليبيا وسوريا والسودان واليمن تَقَلُّصًا شديدًا[30]، هذا غير التوتُّرَات السياسيَّة، ومسلسل سحب السفراء المتبادل مع السعوديَّة وإيران وإندونيسيا وسوريا[31].
ما الذي كان يستحقُّ كلَّ هذا؟!
إنَّ مساحة المشترك الأسمى التي تتمثَّل في العقائد والمقدَّسات ينبغي أن تظلَّ بعيدةً عن التناول، إلَّا في أجواء الهدوء والبحث والنقد العلمي، مع توفُّر مظلَّة الحوار المتكافئ، الذي لا يرتفع فيه أحد ليرى نفسه جديرًا بالأمر والنهي، وتحديد ما يجوز وما لا يجوز؛ إنَّ مساحة الفنِّ مساحة جماهيريَّة بطبيعتها، تستهدف الإثارة وتهتمُّ بتحقيق الصدمة والمفاجأة الفنيَّة، وتُجيد التعامل في مساحة الأبيض والأسود، ولا تُناسبها المساحات الرماديَّة، وتضيق عن مناقشة التفصيلات والتعقيدات؛ لذا فهي لا تصلح لأن تكون منبرًا يتناول الخصوصيَّات الثقافيَّة والحضاريَّة والمقدَّسات الدينيَّة للشعوب الأخرى.
قد يُناسب المجتمع المسيحي أن يعرض فيه فيلم مثل "آلام المسيح"[32]، ولكنَّه يصنع أزمات حين يُعرض في مجتمعات ترفض الرواية التي يعتمدها الفيلم، وتُؤمن بغيرها تبعًا لقناعاتها الدينيَّة، كما قد يُناسب بعض المجتمعات أن تُعرض فيها أعمال لا تعني بالجانب الأخلاقي فتزيد فيها مساحات الجنس أو العنف، إلَّا أنَّ هذه الأعمال نفسها تُمثِّل أزمات بالغة في المجتمعات المحافظة، وهنا ينبغي أن تُحترم الخصوصيَّات الدينيَّة والثقافيَّة للشعوب الأخرى.
يُمكن للفنِّ -كما لكلِّ شيءٍ آخر- أن يكون مساحة تواصل بين الشعوب، مثلما يُمكنه أن يكون سلاحًا فتَّاكًا يُشعل المعارك ويُؤَجِّجُها ويُحَافظ عليها مشتعلة ملتهبة، المهمُّ هو ماذا نريد نحن بني البشر أن نفعل به؟! إنَّ حوارًا كبيرًا يجب أن يقوم بين المفكِّرين والعقلاء في هذا العالم؛ لوضع ميثاق شرف يُمَثِّل الحدَّ الأدنى من الالتزامات، التي يجب على الساحة الفنيَّة أن تُراعيها، وفي اعتقادنا أنَّها مساحة "المشترك العام"، التي يُمَثِّل انتهاكُها واختراقًا للطبيعة البشريَّة وحقوقها الفطريَّة، مضافًا إليها مساحة "المشترك الأسمى"، التي يُمَثِّل الاعتداء عليها اعتداءً على الخصوصيَّة المقدَّسة العميقة الغائرة في وجدان الأُمَّة؛ إنَّه ليس من مصلحة أحدٍ أن يكون الفنُّ سلاحًا في معركة.
المصدر:
كتاب المشترك الإنساني.. نظرية جديدة للتقارب بين الشعوب، للدكتور راغب السرجاني.
[1] مجمع اللغة العربية: المعجم الفلسفي، ص140.
[2] المعجم الوسيط 2/703.
[3] هاني نصري: الفكر والوعي بين الجهل والوهم والجمال والحرية، ص197.
[4] أشيلي مونتاجيو: البدائية، ص161.
[5] أنا ماري شيمل: الجميل والمقدس، ص13.
[6] شاكر عبد الحميد: التفضيل الجمالي، ص8.
[7] هديل بسام زكارنة: المدخل في علم الجمال، ص8.
[8] أشيلي مونتاجيو: البدائية، ص17.
[9] ول ديورانت: قصة الحضارة 19/274.
[10] ميرلو بونتي: العين والعقل، ص7.
[11] كانت التجربة الأولى للمسلسلات اليابانيَّة على الشاشات العربية متمثِّلة في عرض المسلسل الياباني "أوشين" على التليفزيون المصري والسعودي، وحقَّق نجاحًا مدهشًا، ولفت النظر إلى العالم الياباني إلى الحدِّ الذي تَعْرِف فيه الأوساطُ الشعبيَّة المصريَّة اليابانيَّات باسم "أوشين"، عُرِضَ هذا المسلسل في 59 دولة عبر العالم. للمزيد انظر: حسام تمام: عن الاستثناء الياباني في السياحة! – شبكة إسلام أون لاين. نت بتاريخ 28/4/2009م.
[12] نقلت صحيفة اليوم السابع المصرية الصادرة في 25/5/2010م عن صحيفة "حريت" التركيَّة، قولها: إنَّ إسطنبول أصبحت المقصد الأوَّل لإقامة حفلات الزفاف للأثرياء العرب، وذلك بفضل المسلسلات التركيَّة التي حقَّقت شعبيَّةً كبيرةً في العالم العربي.
[13] للمزيد عن السينما الصينية، انظر: محمد عبيدو: أضواء على السينما الصينية، منشور بمجلة الحوار المتمدن، العدد (1536)، بتاريخ 30/4/2006م، وانظر: تقرير جريدة الشعب الصينية عن "السينما الصينية في مهرجان كان"، في عددها الصادر في 13/5/2010م، من نسختها العربية على الإنترنت .
[14] يحيى عزمي: التطور التكنولوجي لفن السينما عبر مائة عام، بحث منشور ضمن كتاب "حصاد القرن"، تحرير: محمد شاهين، وإشراف: فهمي جدعان، ص320.
[15] انظر: جوزيف براودي: العراق الجديد، فصل بعنوان: "إعادة تصوير المشهد البابلي: السينما العراقية ونشاطات الترفيه والتسلية". ص247-265.
[16] نشر الباحث الأميركي من أصل لبناني جاك شاهين كتابه: "العرب الأشرار في السينما: كيف تُشَوِّه هوليود شعبًا Reel Bad Arabs: How Holly wood vilifies a people" في عام 2001م، ومن قبله في مجلة الأكاديمية الأميركية للسياسة والعلوم الاجتماعية، وهذه الدراسة ترتكز على أكثر من تسعمائة فيلم منذ عام 1896م، فكانت النتيجة صورة في الغاية من التشوه والسوء.
[17] محمد قطب: منهج الفن الإسلامي، ص134.
[18] ول ديورانت: قصة الحضارة 13/240.
[19] جوستاف لوبون: حضارة العرب، ص507.
[20] لويس سيديو: تاريخ العرب العام، ص425.
[21] تقرير بعنوان: "رموز صينية في السينما العالمية"، مجلة الصين المصورة، النسخة العربية، بتاريخ 6/2/2009م.
[22] يحكي فيلم "أفاتار" عن تعرُّف البشريَّة على كوكب جديد به مخزون من الطاقة، وشعبه متخلف عن البشر، قامت القوَّات الأميركيَّة بالنزول إلى هذا الكوكب واحتلاله، وفي محاولتهم فهم وإقناع هذا الشعب بالاستسلام وقبول الاحتلال تم زرع عملاء، ولكن ما يلبث التطور الدرامي يتحوَّل إلى أن يقع العميل في حب واحدة من أبناء هذا الشعب، ويقتنع بضرورة التعايش، وبأنَّ ما فعلته بلاده هو نوع من الاحتلال، فيقود مقاومة هذا الشعب إلى أن يتحقَّق جلاء الاحتلال الأميركي من هذا الكوكب.
[23] حقق الفيلم أكثر من ملياري دولار منذ ديسمبر 2009م، ليُحَقِّق أعلى عائدات لفيلم في التاريخ متقدمًا على فيلم "تيتانيك"، وفاز بثلاث جوائز أوسكار. صحيفة الدستور المصرية، بتاريخ (2، 8/3/2010م).
[24] رامي عبد الرازق: أفاتار.. عن الفلسطينيين والهنود الحمر والعراقيين في مواجهة المستعمر. صحيفة المصري اليوم، بتاريخ 2/1/2010م.
[25] جريدة اليوم السابع المصرية 18/4/2010م.
[26] جوزيف براودي: العراق الجديد، ص261.
[27] وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 24/5/2010م.
[28] انظر: أرشيف المهرجان، على موقع مهرجان كان .
[29] الموسوعة الحرة "ويكيبيديا".
[30] تقرير لشبكة BBC بتاريخ 9/9/2006م.
[31] تقرير لشبكة الجزيرة نت 11/2/2006م.
[32] أُنتج في عام 2004م، كتبه وأنتجه وأخرجه الممثل الأميركي ميل جيبسون.