خاطرة
- أ. سيد عفيفي
..
لا تكترثْ بالنازحينَ من مُدنِ الحب، لم يسكنوا إلا أدناها، أما نحنُ فلم نزلْ نحلِّقُ فوق
قممِ السنديان بطرقاتها، بين مآذِنَ تُقامُ في سَاحِها صَلوَاتُ الحَنين، وكمْ شيَّدنا للقادمين نُزُل الصفاء بلبناتِ من فضةٍ ومِلاطٍ من النور، وأرسلنا طيورَ الأمل تَهْدِي العالقين في دُروبِ الحيرة، ما قلَّدُونا تيجانَ الإمارةِ هنالك إلا لأنَّنا بَعَثنا البينَ إلى هُوَّةِ الماضي، وتبتَّلنا في محاريبَ الصدقِ لربِّهِ فجادَ علينا بالخلاصِ من فقاقيعِ الأحلام، ما برحتْ روحانا تنقُّلاً بين مسرى الأماني ومعاريج الرجاءات، لا تكترثْ بالنازحين ما دُمتُ ودامَ لنا جناحانِ من أثير، وإنْ ضاق بك المُقامُ بين النُّجيمات.. فثمَّ قلبي سَكنٌ.. والجفنُ سِتْرٌ لأستار الغرام.