للشّوقِ عزْفٌ في هواتفِنا
يَرِنُّ بغزَلٍ في أطرافِهِ خَفَرُ
ولي هاتفٌ طالَ شُرودَهُ
لا رنَّةٌ فيهِ ولا خَبَرُ.....
لولاهُ ما فاضَ قلبي بالهوى
نهرٌ ما بين الضُّلوعِ وكوثَرُ
يهمِسُ في طيِّ الأذنِ صوَتَهُ
يهتزُّ طَرَبَاً بما فيهِ يَزْخُرُ
ولكَمْ غفا البوحُ فيه معطَّرٌ
نغمٌ لوردٍ في المراشفِ يَقْطِرُ
كم في شِفاهِهِ هَتَفْتُ مُعاتِبة
شفَةٌ تُخاصِمُهُ وأخرى تَغْفِرُ
عهَدْتُهُ بسّاماً يُزيِّنُ مجلسي
يا شقْوَةَ ثغرُهُ المُتَكبَّرُ....
ينسابُ رنينُهُ انساماً معطّرة
يُشعِلُ الّليلَ بيُمنَاهُِ ويَهدِرُ
وإن رنّ وكان الصحبُِ مُنتَثِرٌ
يتراجَعُ ، يتَّزِرُ ...يتَفَكَّرُ....
فتَحُومُ حولَهُ الأنظَارُ وتلتقي
تصيرُ من وراءِ العينِ تُبصِرُ
فينتَظَرُ خلوَ المكانِ مُحاذِراً
وأنا أنتظِرُ وأكثرُ مِنهُ أحْذَرُ
مثلي بمثلِهِ لا نبوحُ بسرِّنا
ولو ما بِحْتُ أنا ، هو ينْكُرُ
مرتلٌ في العشّيات ساهرٌ
فالصّوتُ كما يَعْشَقُ يسْهَرُ
يرمي في كَرومِ الثّغْرِ خمرَهُ
وأطيبُ ما يَذُوقُ الكَرْمَ ثَغْرُهُ.....!