المصدر
https://ar.rt.com/klts
هاجم متظاهرون إيرانيون الليلة الماضية حوزة علمية في بلدة اشتهارد في محافظة كرج غرب طهران، وسط استمرار تحركات احتجاجية متفرقة في البلاد على خلفية تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
ونقلت وكالة "فرانس بريس" عن مدير الحوزة حجة الإسلام هندياني، أن "زهاء 500 متظاهر هاجموا المدرسة حوالى الساعة التاسعة مساء الجمعة، محاولين كسر أبوابها وإحراق محتوياتها".
وأضاف أن المحتجين "كانوا يحملون الحجارة وكسروا كل نوافذ قاعة الصلاة وهم يرددون شعارات ضد النظام"، موضحا أن الشرطة قامت بتفريقهم واعتقلت عددا منهم.
وشملت التظاهرات في الأيام الأخيرة أصفهان وشيراز ومشهد وطهران وعددا من المناطق الأخرى احتجاجا على الوضع الاقتصادي بالإضافة إلى حالة أوسع من الغضب على النظام السياسي.
وأظهرت تسجيلات فيديو نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية أشخاصا يسيرون في شوارع مدن عدة ويهتفون "الموت للدكتاتور" ويرددون شعارات أخرى ضد رجال الدين والجمهورية الإسلامية.
ويتعذر التحقق من صحة أو مصدر هذه التسجيلات التي تنشرها جماعات معارضة في المنفى تتهمها السلطات بأنها تتلقى الدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية، في حين يحظر على وسائل الإعلام الأجنبية تغطية التظاهرات "غير المرخصة".
وتوحي التسجيلات المتداولة بأن احتجاجات الأيام الماضية أصغر بكثير وأضيق نطاقا من تلك التي جرت في ديسمبر ويناير الماضيين وشملت عشرات المدن والبلدات وقتل خلالها 25 شخصا.
ولكن ما يميز الاحتجاجات الحالية هو أن الإيرانيين هذه الأيام يترقبون بقلق التداعيات الاقتصادية لإعادة فرض العقوبات الأمريكية على بلادهم ابتداء من الثلاثاء بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وتوعدها بفرض عقوبات يكون لها "أبعد الأثر" على إيران على مرحلتين في 7 أغسطس و5 نوفمبر.
ورغم أن الشركات الأصغر أعلنت أنها ستعمل على الالتفاف على العقوبات، أكدت شركات توتال وبيجو وسيمنز أنه سيتعين عليها الانسحاب من السوق الإيرانية، في الوقت الذي أدى فيه تنامي العداء الأمريكي إلى إضعاف الريال الإيراني الذي فقد قرابة ثلثي قيمته خلال ستة أشهر.
ولم يتضح بعد كيف سينعكس كل هذا على الحياة اليومية للإيرانيين، لكن دبلوماسية غربية في طهران تتابع التطورات الاقتصادية، قالت إن أسعار المواد الغذائية الأساسية تشهد بالفعل ارتفاعا.
وأضافت أن انهيار العملة ليس ناجما عن عوامل اقتصادية بحتة، وإنما لأن الناس يبحثون عن مكان آمن للاحتفاظ بمدخراتهم لأنهم لا يثقون بقدرة الحكومة على تحسين الأوضاع والتصدي لعقوبات
O