بَرْهِنْ بأنكَ ما تَزالُ ضَريرا .. يحيى الحمادي
بَرْهِنْ بأنكَ ما تَزالُ ضَريرا
واصنَع لِكُلِّ جَريمةٍ تَبريرا
بَرهِن بأنك لم تَجئ مُتحرِّرًا
ممّن تَخافُ لِتَزعُمَ التحريرا
بَرهِن بأنك ما أتَيتَ مُحاربًا
خَطَرًا سِواكَ، ولا ذَهَبتَ خطيرا
واحصُد من الأَرواحِ كُلَّ بَريئةٍ
حتى تُؤَمِّنَ مكةً وعَسيرا
ودَعِ الذين عليكَ تُمطِرُ نارُهُم
يَتَوافدُونَ إلى حِماكَ نَفِيرا
وأَبِح لَهُم ما كان يَصعُبُ نَيلُهُ
لِيُضاعِفُوا التطبيلَ والتزميرا
لا أَنتَ غالِبُهُم بطائرةٍ، ولا
هُم غالبُوكَ بِدَانَةٍ تَفجِيرا
ما دامَ مالُكَ مَن يُسالِمُ خَوفَهُ
فَغَدًا يُحاربُك السَّلامُ فَقيرا
وغَدًا سَتَنقلِبُ الأُمورُ، فلا تَرى
بين الإقامةِ والرَّحيلِ نَصيرا
يا مَن على العَتَبَاتِ يَقصِفُ دُونما
سَببٍ.. غَلَبتَ حقيبةً وسَريرا!
وهَدَمتَ بِالطَّيَرانِ دارَ مُعَمَّرٍ
ويَتِيمَتينِ.. لِكي تَنَامَ قَريرا!
وعلى الجُسُورِ، على المَعالِم، والمَآ
تِمِ، والملاعِبِ لم تَزَل نِحريرا
وخَتَمتَ بالمُستَشفياتِ مُدَاوِيًا
مَن لم تَصِلهُ يَدَاكَ والكُوليرا!
كُلُّ المَجازِرِ في البِلادِ تَسَاءَلت
ماذا تُريدُ؟! ولم تَجِد تَفسيرا!
والشَّعبُ نَحو عَدُوِّهِ وصَدِيقِهِ
ما عادَ يَملِكُ كَفَّهُ لِيُشِيرا
بَرهِن -لِمَن عَشِقُوكَ أو كَرِهُوكَ- كم
خُدِعُوا بِقولِك والفِعالِ كثيرا
واعلَم بأنَّ الظُّلمَ يُدفَعُ دَينُهُ
لِلظالِمينَ، ويَرفضُ التأخيرا
لا بُدَّ لِلحسراتِ والعبراتِ مِن
أَمَدٍ، ومِن وطنٍ يُطِلُّ كبيرا