أحلام معلّقة - هدى كريد
ماذا تصنع
حين تكون أحلامك
في السّماء
وقدماك غائصتان
في الأوحال؟
أشتهي سكرة أمنية
على درب بعيد
وهمسة عصفور صغير
وقبلة رضيع مضمّخة
بذاك العبير
أنتوي ركوب بساط الريح
لأسافر بين حكايا السندباد
وأضحك ملء أشداقي
من عسس الاحلام
يسجّلون بحق الحالمين
أقدس جريمة
نزيف سبايا شهريار
في روحي الحائمة
حول خطى الرّاقصين
وحلقات المريدين ...
يا حلمي الشّارد
في صحراء التّيه
هل تملك خارطة الرّجوع؟
ومفاتيح كلّ الغرف المرصودة
وتمتمات القماقم المخبوءة
في صدري ؟
قبل الآن
اصطفاني القمر
من بين الجموع
ووشوش في جمر الضّلوع
أنت بشائر الصباح
ومواسم الأمطار المباركة
في زمن هامته مرفوعة
لايشيب
ولا يغيب
أوحيت إليّ
ألاّ أسمع يوما
أيّ نعيب
كنت جذلى
مجنونة بالنّبإ
العجيب
والسّرّ الغريب
الآن
تعصرني الأشواق
ولا أعصر خمرا
ترتجف يداي
ولا أعقد أمرا
جفناي ينغلقان بلا نوم
وجسدي مسجّى
يختبر الموت كلّ لحظة
الصّداع مزمن
من أوجاع الابد
أشباح القتلى
تحاصرني
تشتهي دمائي المقصلة
تجمّدت الدموع في المآقي
فتقرّحت النّفوس
من جلد الدّواهي
يا حلمي المجنون
تعال دون الأوامر والنّواهي
حتّى تكون
ولا توؤد حيّا
رأيتك أخضر
وزهريّا ..رأيت بريّا
وبحريّا ..رضيعا
يشرب كلّ الرحيق
فيكبر فجأة
ويرحل بلا استئذان
يبحث عن قرين جديد
لا تبتلعه الظّلمة
خذلتني يا خافقي
وتوقّفت عن النّبض
صرت أحمل آلة خرساء
صرت بلهاء
بعد غيّبت امنياتي
في تجاويف الحفر
وواريت سوأتها
دون غراب
يشهد على اخر خطايا البشر