درر العراق

أُمنية · 3/August/2018

عملية تطويل الشعر والعناية به تستهلك الكثير من الوقت، وتكون في العادة متعبة للغاية، مما يجعل الكثير من النساء يلجأن إلى وصلات الشعر التي تعتبر حل عملى وسريع خصوصاً في حالة توصيل خصلات شعر بشرية لأنها تكون طبيعية بشكل أكبر ويسهل تصفيفها ودمجها مع شعر الشخص الطبيعى، لكن هناك بعض الأشياء المزعجة والغير أخلاقية التي تحدث في هذه الصناعة، واليوم سنبحر بكم في الجانب المظلم من صناعة وصلات الشعر :
يدفع الأثرياء المئات وربما الآلاف من الدولارات من أجل خصلات الشعر الجيدة، لكن الأشخاص الذين يبيعون شعرهم يحصلون على مبالغ زهيدة للغاية من قبل شركات الشعر التي عادةً ما تستهدف الفقراء ، كما أنهم أيضاً يستهدفون الأطفال لأن شعر الكبار لا يكون بنفس الجودة بعد سنوات من تعرضه لأدوات التسخين، والصبغ، والعناصر الطبيعية، مما يجعل شعر الأطفال مرغوب للغاية عند مصنعي خصلات الشعر لأنه يجلب لهم أرباحاً أكبر بكثير , لدرجة أنهم يطلقون عليه إسم “الذهب الأسود”
يقوم العملاء في العادة بتعقب الفتيات الفقيرات في القرى الريفية، والتفاوض على شراء شعرهن مع الأهل الذين غالباً ما يكونون يائسين جداً للحصول على الأموال، ولا يمانعون بيع أي شئ ممكن من أجل توفير الطعام لعائلاتهم، حيث يستغل هؤلاء الأشخاص ظروف العائلات الصعبة، ويجعلون الآباء يعطونهم الأذن لقص شعر أطفالهم بغض النظر عن موافقة أو رفض الطفل ، وهناك الكثير من التقارير التي تقول أن العديد من الفتيات يصرخن، ويبكين، ويحاولون الهروب خلال قص شعرهن، ومن المؤكد أن هذه التجربة المؤلمة تؤثر على نفسية الأطفال للغاية، لكن أهلهم يشعرون بأنهم مجبرون على فعل ذلك الأمر لأنهم لا يمتلكن أي خيار أو مصدر رزق آخر .

وتعد هذه التجارة مربحة بشكل لا يصدق بالنسبة للأشخاص الذين يصنعون الشعر , حيث ازدادت مبيعات الشعر البشري بنسبة 70% في الخمس سنوات الماضية، وفى عام 1992 كانت هذه الصناعة تقدر بحوالى 51 مليون دولار في الولايات المتحدة، لكنها وصلت في عام 2016 إلى 700 مليون دولار تقريباً، وهناك العديد من الأماكن التي تشتهر بتصدير الشعر مثل بيرو والهند , إذ يعتبر الشعر القادم منها ذو قيمة عالية جداً لأن نسائها نادراً ما يصبغون شعورهن، كما أن متوسط الدخل هناك منخفض، مما يمكن التجار من شراء شعر رأس الفرد بأكمله بمبلغ لا يتعدى ال45 دولار، ثم يتم معالجة هذا الشعر، وبيعه للعملاء الأثرياء بسعر مبالغ فيه للغاية .
وقد تم استخدام خصلات الشعر منذ العصر الإدواردي إلى أن اختفت لفترة بعد أن أصبحت موضة قديمة، لكن ثقافة المشاهير أعادت هذا الإتجاه بشكل أكبر وأكثر ربحاً من أي وقت مضى، وبالرغم من أن خصلات الشعر الاصطناعي قد تكون أرخص وأفضل من الناحية الأخلاقية، إلا أنها ليست عملية إطلاقاً , حيث لا يمكن تصفيفها والتعامل معها بنفس طريقة الشعر الطبيعى، ويزعم أصحاب الصالونات أن زبائنهم يهتمون بثمن خصلات الشعر أكثر من الاهتمام بالمصدر
وكانت الصين مصدر كبير لخصلات الشعر في الماضي بسبب الحالة الإقتصادية السيئة التي جعلت الناس يائسين للحصول على المال وعلى استعداد لبيع شعرهم ، لكن الأحوال الاقتصادية تحسنت في السنوات الأخيرة، لذلك أصبح من الصعب العثور على أشخاص راغبين في بيع شعورهم، مما يضطر عملاء هذه الشركات الآن للذهاب إلى القرى الريفية البعيدة من أجل العثور على أشخاص فقراء ويحتاجون إلى المال .

وهناك أيضاً مشكلة كبيرة أخرى في صناعة خصلات الشعر، وهى معالجة الشعر بعد تجميعه , حيث يتم في العادة دفع أجور ضئيلة جداً لا تزيد عن 2 دولار في الساعة إلى العاملين الذين يقضون ساعات طويلة في فرز الشعر وتجميعه. كما تقوم شركات الشعر في الكثير من الأوقات بوضع علامات مضللة عن مصدر الشعر، فعلى سبيل المثال تقوم الشركة ببيع الشعر الصيني على أنه من البرازيل من أجل أن يباع بأسعار زائدة، بالإضافة إلى ذلك، تقوم الشركات بخلط بعض الشعر الاصطناعي على الشعر البشرى بهدف زيادة أرباحهم، حتى أن بعض الأماكن تقوم بخلط شعر الحيوانات مع الشعر البشرى عند تجميع الخصلات، ويعد حيوان الياك من أشهر الحيوانات التي يتم استخدام شعورها في خصلات الشعر البشرية.

ولا يبدو للأسف أن كل هذه الانتهاكات سوف تنتهي في أي وقت قريب، فيجب على الحكومات أن تسن بعض اللوائح من أجل منع هذه المواقف الكريهة من الحدوث حتى لو كان هذا الأمر سوف يؤدي إلى زيادة تكلفة الحصول على خصلات شعر طبيعية.