النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

شرح دعاء اليوم العاشر من شهر رمضان المبارك

الزوار من محركات البحث: 21 المشاهدات : 722 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2010
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3,209 المواضيع: 396
    التقييم: 420
    مزاجي: متفائل
    المهنة: خريج كلية التربية قسم التاريخ والآن طالب
    موبايلي: Galaxy Duos
    آخر نشاط: 25/February/2021
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى امير النحل
    مقالات المدونة: 19

    شرح دعاء اليوم العاشر من شهر رمضان المبارك


    دعاء اليوم : العاشر

    - (اَللّـهُمَّ اجْعَلْني فيهِ مِنَ الْمُتَوَكِّلينَ عَلَيْكَ ، وَاجْعَلْني فيهِ مِنَ الْفائِزينَ لَدَيْكَ ، وَاجْعَلْني فيهِ مِنَ الْمُقَرَّبينَ اِلَيْكَ ، بِاِحْسانِكَ يا غايَةَ الطّالِبينَ).

    - (اَللّـهُمَّ اجْعَلْني فيهِ مِنَ الْمُتَوَكِّلينَ عَلَيْكَ...) :
    بشكل عام في العبارات الدعائية التي تبدأ بكلمة (اجعلني) ، يكون ما بعد (اجعلني) هو من أفعال العباد.. ومن المعلوم أن الإنسان مكلف بالتوكل ، وبالتفويض ، ولكن أيضاً هو مكلف بالسعي وراء الرزق.. فما معنى (اجعلني) ؟.. إذا هو فعل الإنسان ، فإذن ما هو دور رب العالمين في فعل الإنسان ؟.. وإذا هو فعل رب العالمين ، إذن ما دوره هو ؟..
    وهنا ينبغي أن نكتشف معادلة في جميع الآيات القرآنية ، وفي جميع الروايات والشرائع.. والكلمة الفصل في هذا المقام هو ما نقله أئمتنا (ع) عندما قالوا : (لا جبر ولا تفويض ، ولكن أمر بين أمرين)..
    حقيقة الأمر أنه نحن صحيح عباد أحرار ، ولنا الاختيار ، وأن الله سبحانه وتعالى فوض إلينا أمر الوجود ، أي نعمل ما نشاء.. ولكن الله سبحانه وتعالى جعل لنفسه مساحة من التأثير في حياة الإنسان ، وهذه المساحة -أولاً- لا تمنع التكليف أبداً ، ولا تسلب الاختيار ، فبإمكان الله عزوجل يوم القيامة أن يحتج على العبد.. وفي نفس الوقت فإن هذه المساحة التي لله عزوجل ، دائماً توجب الرعب والخوف.. وكأن الإنسان بمثابة طائر يطير ، ولكن هناك حبل ممدود بين يدي الله عزوجل وبينه ، ومتى ما شاء الله عزوجل فإن هذا الحبل يجره إلى الأرض.

    ما هي المساحة للتدخل الإلهي في حياة الإنسان ؟..
    يمكن أن نلخص هذه المساحة بحقلين :
    الحقل الأول : عالم الأسباب المادية.. الإنسان الموفق ، يوفق على أساس أسباب طبيعية.. مثل : إنسان يزرع زرعاً ، فيحصد حصاداً ، فيصبح ثرياً ، فيزكي زكاة ، فيؤجر أجراً.. فالخاتمة هي الأجر ، وهي الحسنة ، وهي التقرب إلى الله عزوجل ، ولكن منشؤه ماذا ؟.. رب العالمين يقول في كتابه : {أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ}.. رب العالمين لو شاء لجعل الماء أجاجاً ، ولما أمطر السحاب ، ولما خرج الزرع ، ولما أخذ الحصاد ، ولما زكى الزرع ، ولما أنفق على الفقير واليتيم.. إذن، الإنسان منفق ، ولكن الله عزوجل إذا أراد ، فهو الذي يهيئ له الأسباب.

    كذلك الإنسان في عالم الخذلان.. مثل : إنسان يبتلى بالنظر المحرم ، ويرى امرأة جميلة ، فيفتتن بجمالها ، فيسعى إليها ، فلا يحصل عليها من الحلال ، فيضطر إلى الحرام.. كذلك لو أن الله عزوجل لم يخلق هذا الجمال ، ولم يخلق هذا الافتتان ، ولم يخلق حالة التجاذب الغريزي بين الرجل والمرأة ؛ لما وقع الذين وقعوا في الفساد والانحراف ، وهو الذي يقول في كتابه الكريم : {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}.. من الذي زين ذلك ؟..
    إذن، الله عزوجل في عالم التوفيق هو صاحب الأسباب ، وفي عالم الخذلان أيضاً هو صاحب الأسباب..
    فما دام الأمر بيده سبحانه وتعالى ، إذن حق لنا أن نقول : يا رب !.. أنت ما دام بيدك الأمور - الأسباب والمبادئ- ، وفقني لأن أكون على وفق ما تريد.. وهذا هو التوفيق..

    وأما الحقل الثاني من حقول التصرف الإلهي : القلب..
    القلب هو مخلوق لله عزوجل.. ولله عزوجل أن يلقي في روع الإنسان ما يشاء.. إن الإنسان يعمل بجوارحه وهو صاحب الإرادة ، ولكن كما أن الشيطان يلقي في روع الإنسان ، أيضاً فإن رب العالمين يلقي في روعه بطرقه : إما إلقاء مباشراً ، أو إلقاءً عبر الملائكة..

    إذن، الإلقاء في الروع من ناحية يغير مجرى الحياة.. كما في قصة أم موسى : قال تعالى : {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.. قلب أم موسى أصبح فارغاً ، إن هذا الفراغ وهذا الاطمئنان ، نتيجة أن ربط الله عزوجل على قلبها.. وكذلك أهل الكهف : قال تعالى : {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ }.. ولكن الربط الإلهي والتصرف في القلب ، لا ينافي التكليف.. لو أن الله عزوجل ربط على قلب عبد ، فاتجه نحو الخيرات ، فهذا الإنسان يثاب على عمله ؛ لأن الإرادة منه ، والسعي منه ، والجهاد منه.. نعم، الإلقاء في الروع من الله عزوجل..

    وكذلك عند الخذلان.. فعندما يُحبب للإنسان الفسوق ، وعندما يُختم الله عزوجل على القلب -كما يقول في القرآن الكريم : {خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ}- ؛ فإن القلب المختوم قلب لا يفكر ، وقلب لا يهتدي ؛ وعندئذ الإرادة لا تريد الخير ، والجوارح لا تمشي نحو الحق..

    إذن، القلب هو عالم التصرف الإلهي.. والقرآن لا يكتم هذا السر ، يقول في آية معروفة : {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ}.. الإنسان يريد شيئاً ، والله عزوجل يريد شيئاً ، ولا يكون إلا ما يريد الله عزوجل.. الإنسان يحب أن يريد شيئاً ، فيرى أن قلبه مصروف إلى جهة أخرى.. وفي آية أخرى يقول : {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ}..

    تلخص من الكلام المذكور : أن الله عزوجل له سبيلان إلى التصرف في حياة بني آدم : عالم الأسباب ، وعالم القلوب ؛ توفيقاً وخذلاناً..
    ولهذا صح أن نقول : اللهم !.. اجعلني فيه من المتوكلين عليك.. لو أن العبد رأى قدرة الله عزوجل ، ورأى رأفة الله عزوجل ، بأعلى صورها ، فمن الطبيعي أن يتوكل.. فالتوكل فرع الاعتقاد بقدرة المتوكل عليه ، وفرع الاعتقاد برأفة المتوكل عليه.. فإذا رأى القدرة والرأفة في الوكيل ، من الطبيعي أن يتوجه إليه ، ويتخذه وكيلا..
    نسأل الله عزوجل أن يجعلنا أهلاً لذلك !.

  2. #2
    من أهل الدار
    العقابي
    تاريخ التسجيل: May-2010
    الدولة: في بيتي
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,092 المواضيع: 220
    صوتيات: 18 سوالف عراقية: 3
    التقييم: 404
    مزاجي: الحمد لله أولا وآخرا
    المهنة: كلشي و كلاشي
    أكلتي المفضلة: زرازير شوي
    موبايلي: هواوي
    آخر نشاط: 15/July/2020
    الاتصال: إرسال رسالة عبر MSN إلى علاء إرسال رسالة عبر Yahoo إلى علاء
    مقالات المدونة: 8
    السلام عليكم ورحمة الله
    أخي العزيز أبو الحسن ...وفقك الله لكل ما يحب و يرضى و جهل هذه الكلمات في ميزان أعمالك.
    شكرا لك اخي و تقبل مروري

  3. #3
    في الحياة قصص اخرى
    ~أإنســــآنــهـ~
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: in my Dream
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 6,411 المواضيع: 287
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 5
    التقييم: 780
    مزاجي: تمام
    موبايلي: nokia x2-01
    آخر نشاط: 16/April/2014
    مقالات المدونة: 3
    مشكور وبارك الله فيك
    وتقبل منك كل خير

  4. #4
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: البصرة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 27,178 المواضيع: 3,882
    صوتيات: 103 سوالف عراقية: 65
    التقييم: 5826
    مزاجي: هادئة
    أكلتي المفضلة: مسوية رجيم
    موبايلي: Iphon 6 plus
    آخر نشاط: 5/August/2024
    مقالات المدونة: 77
    بلغك الله الجنة بهذه الكلمات وتقبل الله منك الطاعات شكرااا

  5. #5
    من أهل الدار
    تقبل الله منكم كل خير شكرا لكم

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال