بكتيريا تتغذى على السموم، وتخرج ذهبا!
الذهب الذي تراه في الصورة لم يستخرج من المناجم أو من الأنهار بل عن طريق نوع من البكتيريا القادرة على الحياة في وسط عالي السمية، قادرة على إنتاج ذهب من عيار(24) قيراط حسب ما صرح به باحثون في جامعة ميشيغان.
تبدو هذه قصة لا تصدق أو أسطورة من أساطير القدماء، لكنها في الواقع حقيقية، وتم نشر كيفية عملها في مجلة علمية.
تدعى هذه البكتيريا” ديلفتيا اسيدوفورانس” ولديها قدرة كقدرة الملك ميداس على تحويل الذهب، لكن البكتيريا ليس غرضها الجاه بل تنتجه كألية دفاعية.
أيونات الذهب الذائبة في الماء سامة، لذلك عندما تحس البكتيريا بوجودها تطلق بروتين” ديلفتيباكتين أ” حيث يعمل البروتين كحاجز دفاعي، ويحول السموم إلى جزيئات غير مضرة تتجمع خارج الخلية.
على الرغم من أن الكمية التي تنتجها البكتيريا صغيرة، إلا أنه يوما ما يمكن استخدامها لاستخراج الذهب، والعثور على جزيئاته في مجاري الأنهار.
لكن لا تضيع كل أموالك على هذه الطريقة؛ لاعتقادك أنها سوف تنقذنا من تداعيات الأزمة المالية العالمية.
وقد قام البروفيسور” كاشيفي” مع زميله” براون” بعمل مختبر لتحويل كلوريد الذهب (وهو مركب كيميائي سام موجود في الطبيعة) إلى ذهب خالص بنسبة (%99.9) مما سيسمح بجعل وضعه المادي أفضل قليلا.
يقول كاشيفي:
إننا نقوم بخيمياء ميكروبية، ونحول شيء ما لا قيمة له، مع العلم أنه يكلف بعض المال، إلى معدن ثمين
هذه البكتيريا تتمتع بمقاومة كبيرة للسم، فقد تبين أنها أقوى (25) مرة مما كان يعتقد سابقا، حيث يتم وضع البكتيريا مع المادة السامة لمدة أسبوع، وفي غضون ذلك تقوم بعملها لتحلل المواد السامة وتخرج لنا الذهب.
عملية يعتقد أنها تحصل باستمرار في الطبيعة، و بعبارة أخرى نعم، إن هذه لبكتيريا تتبرز ذهبا.
ويبدو أن خيميائيي العصور الوسطى في بحثهم عن حجر الفلاسفة كانوا يبحثون في المكان الخاطئ، حيث أن العنصر السحري لم يكن معدنا بل جرثومة.