عمى الألوان أو” إضطراب رؤية العين ” هو عدم القدرة على التميز بين الألوان المختلفة الشائعة في طبيعتنا ، وهو من الأمراض الشائعة , وعلى الرغم من انتشاره فإن الصورة الذهنية المعروفة عنه خاطئة، وتدفع الناس أحيانا للتعامل مع المرضى بشكل يحمل طابع السخرية اليوم سنقوم بتقديم بعض الحقائق عن عمى الألوان والتي قد تعرفها لأول مرة :
1- عمى الألوان مصطلح يعنى إصابة الإنسان بخلل يفقده القدرة على رؤية أحد الألوان الثلاث التالية: الأحمر، الأزرق أو الأخضر، أو اللون الناتج عن خلطها معا. اما الحالة التى لا يستطيع فيها الإنسان أن يرى ألوانا على الاطلاق، هى نادرة جدًا , ويسمى هذا المرض أيضا بـ(الدالتونية) نسبة إلى الكيميائي والطبيب الإنجليزي جون دالتون الذي اكتشف حالة القصور في رؤية الألوان، والمفارقة الكبيرة أن دالتون نفسه كان مصابا بهذا الخلل .
2- إن سبب المرض وراثي في اغلب الأحيان، أو ممكن أن يحصل بفعل خلل في العينين أو العصب البصري أو الدماغ أو بسبب التعرض لبعض المواد الكيماوية، إذ يحدث عيب جيني، يتسبب في قيام مستقبلات الصورة في قرنية العين بإرسال معلومات ناقصة عن اللون من خلال العصب البصري إلى المخ .
3- ولكن مهلاً كيف تعلم أن لديك عمى ألوان ؟ , ذلك يتم عن طريق أحد الأختبارات الشهيرة والذى يدعى اختبار إيشيهارا ، حيث يقوم الطبيب بعرض أرقام وأشكال على الحاسوب اللوحي باستخدام الإنترنت ، ويطلب منك تحديد الأشكال واللون الذي تراه بها، ويحدد الطبيب اللون والشكل الذي لا تستطيع رؤيته أو تخلط بينه وبين لون آخر، يعُرف هذا النوع من الاختبارات بـ اختبار إيشيهارا ويتم فيه عرض مجموعة من النقاط الملونة التي تحتوي على حرف أو رقم .
4- هناك 1 من كل 10 أفراد مصاب بعمى الألوان أي ما يقرب من 10% من سكان العالم, ونسبة الرجال أعلي من النساء في الأصابة بعمي الألوان .
5- قد يبدأ عمي الألوان عند الولادة، وقد يتطور خلال مرحلة الطفولة، أو حتي لا يظهر حتي سن البلوغ. قد لا تكون الوراثة هي السبب الوحيد لعمي الألوان، ولكن التقدم في السن وضرر شبكية العين وأمراض العيون قد تكون أسباب أساسية للإصابة بعمي الألوان , ولا يمكن للأب المصاب بعمى الألوان أن ينقل المرض إلى أحد أبنائه، ووحدها الأم من تنقل المرض لجميع أبنائها إذا كانت مصابة بعمى اللونين الأحمر والأخضر .
6- لعدم قدرة المجندين المصابين بعمى الألوان على تمييز الأزياء المموهة التي يرتديها العدو يتم منعهم من الالتحاق بالخدمة العسكرية ، وذلك على عكس ما حدث في الحرب العالمية الثانية اذ كان مصابي عمى الألوان يتم تجنيدهم لعدم قدرتهم على تمييز الألوان التي يستخدمها العدو للتموية .
7- الشخص العادي يستطيع وصف أكثر من 100 لون أو تدرجات في اللون الواحد ، بينما الشخص المصاب بعمي ألوان بدرجة كبيرة لا يستطيع وصف أكثر من 20 % فقط .
8- في بعض البلاد ، من لديه عمي الألوان لا يحصل علي رخصة قيادة , حيث يٌطلب من الشخص المتقدم لطلب رخصة قيادة ان تكون رؤيته للألوان طبيعية لكي يحصل علي الموافقة، وذلك الشرط موجود في بعض دول العالم .
9- هناك نوع من عمى الألوان يسمى أحادي اللون ويرى المصاب به العالم كله أبيض وأسود مثل الأفلام القديمة ، وهو ينتج عن غياب الأقماع تماماً من شبكية العين، حيث تحتوي العصيات فقط , وهو مرض نادر جدا .
10- عمى الألوان يسبب إضطراب شديد للشخص المصاب به ، فتكون تأديه بعض المهمات اليومية المعتادة لأى شخص صعبة للمصاب به كأختبار مدى نضج الطعام أو اختيار المنتجات الغذائية الناضجة، و رؤية ألوان أشارات المرور، فهذه المهام قد تمثل صعوبة للأشخاص المصابون بعمي الألوان ومع ذلك فلا يجب اعتبار هذا المرض مأساة كبيرة، فالمصاب به يرى العالم مثل أي شخص سليم وإن وجد صعوبة في تمييز بعض الألوان وهناك كثير من المصابين بعمى الألوان يعيشون حياتهم من دون أي مشاكل بعدما وجدت عدسات لاصقة بخاصة ذات مصاف للألوان قادرة على تصحيح عمى الأحمر والأخضر