لي حبيبٌ غابَ ثمّ أقبلا
هو أرقُّ من النّسيمِ وأجملا
سُكْناهُ أين ؟
أفي تَوَهُّجِ كوكبٍ
أم جاءَ من قمرٍ ف تلألأ
أو تهادى من قلبِ مَحَارةٍ
شَهِدَتْ ولادةَ وجهَهُ في لؤلؤة
عيني ارتَمَتْ في بهاءِ عينِهِ
وهُدبي مازالَ فيهِ مُكحَّلا
وشَعْري رحلَ إليهِ خِلسَةً
تغمَّدَ فيهِ من جِراحي تأمُّلا
مدَّ خُصلاتَهُ إليهِ مُهاجِراً
هوى فوق ذراعِهِ مُسترسِلا
أما عاد يَذْكُرُ كم كانَ يرتجي
يقْتَفي وجْهي الشّهيَ ل يَنْهلا
وكم نسى بين يديهِ أناملي
ألم يشْعُرْ بلمساتي متسلّلة
مازلتُ أنا بإنتظارِ موعدٍ
لا ولّى ليلي حتّى طيفِهِ أسبلا
والطّريقُ يُصغي إلى خُطاهُ
باكياً، ألم يدري كم بَكَاهُ المنزلا
حتّى أشجاري يبِسَ عودُها
والتُّرابُ من بعدِهِ ترمّلا
والوردُ قَبَّلَ عِطْرَهُ مُبتهِلاً
امتصَّ ما جفَّ الهوى وبلّلَلا
عجباً أراهُ بارداً يُحاذِرُ
لو عَرَفَ الهوى ما كانَ مُباليا
يا مُوقظُ الشّعرُ الدّفينُ تحيّةً
أما ملَلْتَ أن تكونَ الفواصِلا
ما إنتَ إلا نهرٌ في جوارحي
لا أرتضي من غير مائِكَ منْهَلا
كيفَ أستطيعُ أن أرُدَّ حديثَكَ
علّني أُجيبُ ثُمّ أعودُ فأُسْأَلَا....
وأين ألقاكَ ؟ وكلانا مكابرٌ
لستُ أدري...
من سيدنو أولا....!