بعض من أعرفهم يطلبون الحوائج مباشرةً من أهل البيت(ع) في دعائهم، فهل يدخل ذلك في باب الشّرك بالله. وما رأيكم بصحة دعاء التوسّل؟
الجواب:
في الواقع، نحن نتوسّل بأهل البيت توسّل استشفاع، فنقول: "اللّهمّ واجعل توسّلي به شافعاً، يوم القيامة نافعاً". فنحن نطلب من الله قضاء حوائجنا، ولا نطلبها من أهل البيت(ع). إنّنا نتشفّع بهم إليه، أي نجعلهم شفعاءنا إلى الله في قضاء حوائجنا، على أساس أنّ الله أراد أن يكرّم أنبياءه ورسله وأولياءه بأن يشفِّعهم في قضاء حوائج عباده، على هدى قوله تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ}[الأنبياء: 28]. ولذلك، نحن نقول إنّنا إذ نتوسَّل، فنرفع الأمور إلى الله سبحانه وتعالى، نتوسل بالله في ذاته، وبحقّهم، أي ممّا جعل الله لهم من حقّ في هذا المجال، وليس شركاً بالله، بل هو مظهر لتوحيد الله ، وهذا لا مانع منه.
ودعاء التوسل ليس ثابتاً عن أئمّة أهل البيت(ع)، وسنده ضعيف، ونحن نقول إنَّ علينا عندما ندعو الله سبحانه وتعالى، ونطلب الشفاعة من أهل البيت(ع) والأنبياء، أن يكون ذلك وفق أسلوب: "واجعل توسّلي به شافعاً"، أيّ أن نطلب من الله أن يشفّعهم فينا، لا أنْ نطلب الشفاعة منهم بشكلٍ مباشر، لأنّهم لا يملكون الشَّفاعة، بل إنَّ الله عزَّ وجلَّ هو الّذي يكرِّمهم بالشّفاعة لعباده.
المجيب: السيد محمد حسين فضل الله