كان يبدوا النص اجمل ، لو انني كتبته على شاكله فِكري ،
وجعله يتحدث عن احد افراد الدم "العائله"
الا انني لا اريد التسبب برش الملح على جروح الاصدقاء الفاقدين ، ها هُنا ،
لذا شاء ان يُصبح النص من زاد حبيبٍ ما ،
اشعلوا الموسيقى اولاً ، وانسابو في الحروف
النص طويل ، لذا إن لم يسعفكم المزاج ، ف ارضوه وانتقلوا الى شيئ اخر اقصر
29 / 7
12:01 am
اما قبل ، ما بعدك يوؤلمني جداً
منذ اشهر وانا ابكي دون انقطاع او فتور ،
عيناي صامدتان لدرجه كبيره حتى انها لم تَجُف ، وفيتان جداً
حاولت كثيراً ان اشرح اورداي وشراييني علنيّ احضى والتقيك هناك ،
على اسره المشفى التي كانت اخر موقع تتكور فيه ذكراك لتهرب مني دون ان يجتاحني النسيان ،
اعلم جيداً انك لن تبكي عليّ كما افعل ، اعلم انك لن تستطيع ،
اعلم ايضاً انك مجرد شاهد عيان على كل ما يحصل لي دون ان تصل يدك لي للعون والوقوف مجدداً بعد اخر سقطه سقطتها
انا اقرآ كل يوم محادثاتنا النصيه ، المحادثه التي لم تصل فيها رساله اخيره منك للوداع ، غير انني ملأتها بالرسائل المكتوبه بالمشاعر التي تلونها الدموع ،
واعلم جيداً ايضاً انك لن تقراً ، بل تنظر لي وانا اكتب فحسب ،
لازلت اتمعن في صوره وجهك كل يوم اثنى عشر ساعه ،
لازلت احلم بك كل ليله وانت تدفع يدي حين كنت اتشبث بك كي لا تتركني
اتذكر حينما كنت ابكي وابكي واحتضنكً، لكنك لم تُبد اي رده فعل حينها ،
اتذكر كيف كنت تغلق عيونك البُنيتان بإحكام ، رغم ذلك ، كان هناك انت آخر ينظر الينا من بعيد كشاهد على اختراق الموت لقلبي
اتعلم يا وتين قلبي !
انا بكيت حتى ارتعب الجميع مني بسبب تحولي الى هيكل عظمي ،
في حادث حصل لهاتفي حُذفت صورتك الساحره التي احببتها جداً دون ان اخبرك ، حيث كانت تبدوا عيناك زوقاوتان ،وذلك الخال الصغير على خدك الذي تمنيت ان اقبله كل يوم حيث وجنتاك ،
منذ مئه قرنٍ ونيف لم ارى وجهك ، اتظنني ابالغ ؟
لكن يوم واحد في ظل غيابك يعادل قرن كامل من السنون على قلبي ،
اذا اخبرني ، هل لازلت تحتفظ بإبتسامتك ؟
هل لازالت عيناك بلون البُن ام ابيضتا من شراب الدهر عليها ؟
في طفولتي كنت اخاف من ارواح الموتى ، اتجنب كل ما يخصهم من ممتلكات وثياب ولا انظر الى اشكالهم في الصور ابداً
بتُ الان لا استطيع النوم دون احتضان قميصك الملطخ بدمائك الباهته ، حاولت مراراً ان ازيل بقع الدم تلك ولكن !
هي الشيئ الاخير المتبقي لي من جسدك المدفون ،
كل يوم ارش من عطرك على صدري واحتضنني كطفل يكور نفسه تهيؤاً للعوده الى رحم امه ،،
بعد موتك ، انا اعاني ، انا لا اخبرك بذلك لكي تعلم ، لانك تعلم دون ان اخبرك
بعد اخر لقاء لنا على الاسره البيضاء والاغطيه ، والمكان الذي يسمى مشفى ،
كرهت كل الاشياء البيضاء واصبحت تناول الكثير من الادويه دون ادنى سبب ، فقط لاني كرهت كوني في حاله شفاء مشتق من اسم ذلك المكان اللعين ، وابكي اكثر من الثكلى ، خلا فتره صغيره اصبحت روحاً عجوزه في جسد فتاه اطفأت شمعتها الثامنه عشر قبل اشهر
انا لازلت اثرثر كثيراً ، واذكر كم كنت تتسلى لثرثرني الطويله وتضحك ،
وذاكرتي القويه التي كانت دائماً تتذكر مواقفنا اصبحت تنسى ،
انسى كيف يكون الضحك ، وشفاهي تتشقق حينما ابتسم ، نسيت كيف ان انام
المرعب في الامر انني بدأت انسى شكلك !
بدأت انسى صوتك !
غير ان خطواتك في المنزل لم تغادر بعدك
اصبحت مجنونه تقريباً بسبب سماعي لفتحك الباب الخارجي او رنه هاتفك !
اه حقاً ، هاتفك ، لقد اصابني بالموت لكنني لم امت ،
لذلك ، قمت باغلاقه والاحتفاض به في علبه الذكريات الثمينه
اتعلم كيف كنت اصاب بالموت ؟
حينما كان يتصل احدهم بك ، لاجيبه ، واقول انكّ مُت ، يا أنا
وكل يوم ، لا انام حنيناً اليك ، حتى انني لم يغمض لي طرف ليله دون ان تبتل وسادتي بالدموع في حين ان شريط الذكريات يعاد كل ليله في رأسي حتى اصبح مُثقلا ك بنايه قديمه مهترئه يمكن لريح صغيره اسقاطها
كل يوم انتظر حفله تأبيني ، لاكون قربك ، المسافه الضئيله بين قلبين وقبرين
انا الان اقاطع نومك في ذلك المكان الضيق الذي لن تقوم منه ابدا
لذلك يا عزيزي الى هذا الحد في هذا اليوم ، اكتفي
#زينب99
..