حالة نادرة يحظى بها بعض البشر دونًا عن غيرهم، وهي أنهم يمتلكون ألوانًا مختلفة لعيونهم، مثل أن تكون عين باللون الأزرق وأخرى بالأخضر لنفس الشخص. هذه الحالة نادرة الحدوث تُعرف باسم “Heterochromia iridum” أو تغاير لون القزحيتيْن، ومؤكد أنك شاهدتَ من قبل أشخاصًا يمتلكون عيون بهذه الصفة النادرة، فهل تعلم سبب حدوثها؟
لماذا يمتلك بعض الناس عيون ذات ألوان مختلفة؟
عادةً ما تكتسب العيون لونها بناءًا على نسبة صبغة الميلانين فيها، وهي الصبغة الداكنة التي تُحدد درجة دكانة لون البشرة والعيون. وتُجد هذه الصبغة في البشرة وفي قزحية العين، وكلما زادت نسبتها، فإن العين تميل لتُصبح بنية اللون والبشرة تميل للسُمرة أكثر.
كما أن الشعر يتأثر بصبغة الميلانين كذلك، وكلما زادت أصبح أكثر سوادًا وقتامة، والعكس صحيح.
وتلعب الجينات دورًا مهمًا في إنتاج الأصباغ داخل الجسم، منها صبغة الميلانين.
من أبرز هذه الجينات: OCA2 ، و HERC2. حيث يُشارك الأول في إنتاج الميلانوسومات، وهي تركيبات تُنتج الميلانين، وللثاني دور مساعد في تعزيز الصبغة كذلك.
وتحدث حالة “Heterochromia” نتيجة التوزيع غير المتكافئ للصبغة داخل العين.
وقد يحدث ذلك إما بسبب وراثي أو نتيجة أمراض أو إصابات في العين أو التهابات وما إلى ذلك. أما السبب الجيني، قد يحدث بسبب متلازمة Waardenburg أو متلازمة Horner’s Syndrome، أو Parry–Romberg Syndrome.
وبسبب التوزيع غير المتكافئ للميلانين في قزحية العين، ينتج عن ذلك لونين مختلفيْن لكل عين. وقد يكون الاختلاف كامل، أو اختلاف جزئي في أجزاء صغيرة من العين نفسها، أو اختلاف في لون مركز العين.
وتحدث هذه الحالة سواءًا لدى البشر والحيوانات كذلك، ولعل القطط الأكثر حظًا بالإصابة بهذه الحالة.
وعلى الرغم من كون حالة Heterochromia طفرة تحدث نتيجة خطأ ما أو مرض يُصيب العين، إلا أنها بلا شك طفرة رائعة وتمنح الشخص ميزة فريدة عن غيره!