صورة المرأة النمطية في المجتمع ..
دون سؤالها .. دون محاولة منحها فرصة التفكير والاختيار واتخاذ القرار
كان لزماً عليها ان تعيش تلك الصورة النمطية – كزوجة وأُم - المقررة لها من قبل المجتمع فقط لكونها انثى .
ينظر المجتمع للفتيات بنظرةٍ متشابهةٍ , فهن تلك المخلوقات المزاجيات اللواتي يحبن الموضة والمكياج وكل همهن الزواج بدافع الاحتياج مهما كانت درجة تعليمهن او ثقافتهن , حتى خلق منهن فتيات مطيعات حد تجاهل الذات او متمردات قاسيات يتبعن قوتهن القاتلة بحجة ( كوني قوية ) معتقدات ان القوة تعني السباحة عكس التيار ومحاربة المجتمع بكل ما اؤتين من عبارات جريئة .
قرر المجتمع ان يضع الفتاة في حيزٍ ضيق و طلب منها ان تتأقلم وتتعايش معه فكان دورها من وجهة نظره زوجة ( ربة بيت ) و أُم واحياناً مُصلحة لزوج المستقبل الفاشل الذي لم يستطع ذويه اصلاحه وان فشلت بذلك لاقت اصابع اتهام كثيرة تخبرها بفشلها وعجزها و عدم نفعها لشيءٍ وان قررت ان تتحدث في السياسة أو في اختلاف الاديان والمعتقدات او ان يكون لها عملاُ مستقلاً فإن ذلك سيزعزع ثقة المجتمع بنفسه وسينظر لها على انها مسترجلة فقدت معالم الانوثة واصبحت مثيرة للجدل ومخيفة للرجل تنازلت عن الفطرة الطبيعية و هي الانجاب والرعاية متناسين ان تلك اعمال تقوم بيها جميع الكائنات الغير عاقلة , اما الكائنات العاقلة في بيئتها ان اختارت ان تؤسس مجتمعها على فرد وهو الرجل متجاهلة المرأة و معتبره ان دورها محصور بجانبين فهي بذلك تعترف ان المرأة كائن غير عاقل !
ان المجتمع يناقض نفسه فتارةً يحاول جاهداً اعطاء ما يُسميه بحق المرأة في التعلم والعمل والمشاركة في كافة ميادين الحياة وتارةً اخرى نجده يحارب ذلك بأن ينتقد النساء اللواتي يلجأن لذلك و يطالبهن بالرجوع الى ما يسميه الدور الفطري الذي خُلقت المرأة له وهو الانجاب والرعاية !
قد يرى البعض ان المراة اخذت حقها بشكلٍ كافٍ كونها تعلمت وعملت ويقف كثيراً على ذلك لكن في الحقيقة ما هذا الا حق وهمي جداً بل هو ليس الحق الاساسي كون من البديهيات ان يحضى الطرف الثاني من المجتمع بهذه الامور ومن البديهيات ايضاً ان تتغير المجتمعات, ولو لم يكن هذا الحق وهمياً لما خشيت المراة الغير متزوجة ( المتعلمة ) من ألسن المجتمع , ولما لاحقت الاعين ملابس الفتيات ولما وجدن الثائرات المتمردات والنسويات , الحق ليس في حصول المراة على العمل او استمرار التعليم أو المشاركة في العملية السياسية والانتخابات , الحق هو ان يخضع كلا الجنسين بشكلٍ متساوٍ لقانون وعرف المجتمع ودام هذا الامر لم يتحقق الى يومنا هذا اذنْ فلا يمكن ان نقول ان المرأة كائن حر ومستقل ومتساوٍ مع الرجل وانها اخذت حقها كاملاً كما لا يحق للمجتمع ان يتهم النساء بأي شيء مالم يعالج نفسه فما افعال الانسان الا نتاج لثقافة مجتمعهِ ...