يترقب العالم، مساء الجمعة، مشاهدة أطول خسوف قمري في القرن الـ21 وفرصة رؤية المريخ عن قرب، وظهور ما يعرف بـ"القمر الدموي".
وذكرت الوكالة الأمريكية للطيران والفضاء (ناسا) أن الخسوف الكلي سيستغرق ساعة و42 دقيقة و57 ثانية، لكن يسبقه ويليه خسوف جزئي، ما يعني أن القمر سيمضي ثلاث ساعات و54 دقيقة في الجزء المعتم من ظل الأرض.
وأضافت الوكالة أنه يمكن مشاهدة الخسوف من أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط بين الغروب اليوم، ومنتصف ليل الجمعة - السبت وشروق الشمس في معظم أنحاء آسيا وأستراليا.
وقال أستاذ علم الفلك في جامعة كمبردج، أندرو فابيان إنه "يطلق عليه القمر الدموي لأن نور الشمس يخترق الغلاف الجوي للأرض في طريقه إلى القمر، والغلاف الجوي للأرض يحوله إلى اللون الأحمر بالشكل ذاته الذي يصطبغ فيه قرص الشمس باللون الأحمر عند الغروب".
وعندما يتحرك القمر إلى الظل المخروطي للأرض، يتحول من كونه مضاء بنور الشمس إلى كونه مظلماً، لكن بعض الضوء سيصل إلى القمر لأنه ينكسر بفعل الغلاف الجوي للأرض.
وأضاف فابيان أنه:"لو كنت تقف على سطح القمر أثناء هذا الخسوف، سترى الشمس ثم ستعترض الأرض الطريق لتحجب الشمس... ستبدو حافة الأرض متوهجة لأن الغلاف الجوي يكسر الضوء".
وسيصبح هذا ثاني خسوف قمري كامل لعام 2018، حيث وقع الأول في 31 كانون الثاني، واستمر لمدة 3 ساعات و23 دقيقة، بينما كانت الفترة الزمنية التي حدث فيها الخسوف الكلي، ساعة و16 دقيقة.
والخسوف الكلي هو حدث نادر يقع عندما يدخل القمر كله منطقة ظل الأرض، وفي هذه الحالة ينخسف كامل قرص القمر، وستدخل مساحات كبيرة من الكوكب في ظلام تام.
ويعرف الخسوف القمري المقبل بـ"القمر الدموي" لأنه بينما يكون القمر في الظل، يتحول لونه إلى الأحمر بدلا من أن يختفي في الظلام كما هو متوقع، بسبب تأثير ما يعرف باسم “Rayleigh Scattering”، حيث تتم تصفية طيفي الضوء الأخضر والبنفسجي عبر الغلاف الجوي.
وما يجعل هذا الحدث بارزا بشكل خاص، أن الأرض تمر بين الشمس والمريخ خلال الفترة ما بين شهري تموز وأيلول، وفي 27 تموز سيكون الكوكب الأحمر في أقرب نقطة إلى سمائنا منذ عام 2003، وهذا يعني أن المراقبين على الأرض سيكون لديهم أيضا أقرب وألمع عرض للكوكب خلال 15 سنة.