هل تتذكرون الفيديو الذي ظهرت فيه معلمة موسيقى مبدعة تعلم الأطفال الموسيقى الراقية بواسطة الإشارات، والذي نال إعجاب الجميع وحقق 4 ملايين مشاهدة على كافة مواقع التواصل؟
الفيديو الذي انطلق في مارس الماضي لمعلمة في روضة أطفال تعلم الصغار الموسيقى والإيقاعات الراقية، عبر إسماعهم المقدمة الموسيقية لأغنية "ألف ليلة وليلة" لأم كلثوم، وتلحين الموسيقار بليغ حمدي، وظهرت فيه المعلمة وهي تؤدي حركات بيدها، حسب الإيقاع والنوتة الموسيقية، ويعيدها الطلاب وراءها، المعلمة هي سوار خلايلة فلسطينية تقيم في منطقة سخنين المحتلة.
وتقول سوار إنها فلسطينية تبلغ من العمر 23 عاما، تقيم في منطقة سخنين المحتلة، درست الموسيقى وتجيد العزف على آلة "الكمانجا"، كما درست الإيقاعات، وتقوم بتدريس الموسيقى العربية للطلاب من الروضة وحتى الصف السادس الابتدائي.
وتضيف المعلمة الفلسطينية التي تؤكد اعتزازها بهويتها العربية والفلسطينية أنها تعشق الموسيقى، ولذلك تخصصت في دراستها، وتعلمت فن الإشارات والحركات، حتى تترسخ تلك النغمات في الوجدان والأذهان، مشيرة إلى أنها تعلم طلابها الموسيقى الراقية، وتحديدا ألحان محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي والأخوان رحباني.
وتوضح أنها تعلمت هذا الفن من أسماء فلسطينية معروفة، مثل عماد دلال ودعاء حمدي وروزان، مؤكدة أن الموسيقى تمنح الفرد طاقة إيجابية وتهذب النفوس، وتنمي الشعور بالانتماء والهوية، كما تنمي الذكاء العلمي عند الأطفال، وتوسع مداركهم، وتغرس في نفوسهم حب الحياة والجمال والفن والإبداع، وتقوي قدراتهم لتحمل ومواجهة مصاعب الحياة..
موسيقى راقية وحركات إيقاعية..
وتؤكد سوار أنها تدرّس للأطفال الموسيقى العربية الراقية التي تعتبرها من أفضل وأجمل الموسيقى في العالم، فهي غنية ومفعمة بالألحان الجميلة، والتراثية المعبرة عن الثقافة والهوية العربية، مضيفة أنها تقدم للأطفال الموسيقى مصاحبة بتلك الحركات الإيقاعية لتعلمهم أن الموسيقى فن ورياضة وسمو بالجسد والروح والعقل.
وقالت إن الأطفال بدأوا يعشقون ذلك النوع من الموسيقى، ويحفظون حركاتها عن ظهر قلب، وأصبحوا يؤدونها بمفردهم ويبدعون فيها أيضا، ويستخرجون منها مصطلحات موسيقية معبرة.
وعن الفيديو الذي حقق 4 ملايين مشاهدة، قالت سوار إنها كانت تؤدي حصتها العادية في الفصل، وقامت إحدى المعلمات بالصف الثاني الابتدائي بحصور الحصة وتصويرها، ونشرتها على صفحتها في فيسبوك، ثم نشرها صحافي من المنطقة على صفحته أيضاً، وبدأ الفيديو يتداول ويصل لما وصل إليه من أرقام قياسية في المشاهدة، مضيفة أن تلك الأرقام جعلتها سعيدة جدا بما قدمته وسعيدة أكثر بما وصلها من تعليقات تشيد بها وبطريقة تدريسها.
وقالت إن التفاعل الكبير الذي صاحب الفيديو جعلها تتأكد أن الفن الجميل والراقي مازال له مكان في النفوس والعقول.
وتحدثت سوار عن أسرتها التي تدعمها وقالت إن والدها وهو معلم لغة عربية شجعها على تعلم الموسيقى وتدريسها بتلك الطريقة، وكذلك والدتها وهي ربة منزل، حيث يوفران لها المناخ الملائم في المنزل للتعلم والعزف، مشيرة إلى أن فيديوهات حصصها الموسيقية أصبحت تلقى اهتماما كبيرا على مواقع التواصل..
العلاج بالموسيقى..
وعن طموحاتها المستقبلية تقول سوار إنها تدرس الآن العلاج عن طريق الموسيقى، وتعتزم التوسع فيه، كما تنوي افتتاح معهد موسيقى لذوي الاحتياجات الخاصة، مضيفة أن هذا النوع من الموسيقى المصحوبة بالحركات والإشارات مناسب لهم جدا، وقادر على توصيل الطرب لهم، كي يتذوقوا الموسيقى بالإشارة تعويضا لهم عن فقدهم للسمع.
وتختتم سوار حديثها قائلة: شكرا لكل من دعمني، وأتمنى أن أقدم فنا راقيا يعجب المشاهد والمستمع العربي الذي ما زال متشوقا للفن والموسيقى الأصيلة..