بينما كان أحد رجال الأعمال، يقود سيارته الجاكوار الجديدة، في إحدى الشوارع، ضُربت سيارته بحجر كبير من على الجانب الأيمن..
نزل ذلك الرجل من السيارة بسرعة، ليرى الضرر الذي لحق بسيارته، ومن هو الذي تجرأ على فعل ذلك.. وإذا به يرى ولدا يقف في زاوية الشارع، وتبدو عليه علامات الخوف والقلق..
اقترب الرجل من ذلك الولد، وهو يشتعل غضبا، فقبض عليه دافعا إياه إلى الحائط، وهو يقول له : يا لك من ولد غبي!.. لماذا ضربت سيارتي الجديدة بالحجر؟!.. هل تستطيع أنت وأبوك دفع ثمن إصلاحها؟!..
ابتدأت الدموع تنهمر من عيني ذلك الولد، وهو يقول : أنا آسف جدا يا سيدي!.. لكنني لم أدر ما العمل؟!.. فمنذ فترة طويلة وأنا أحاول لفت انتباه أي شخص كان، ولكن لم يقف أحد لمساعدتي..
ثم أشار بيده إلى الناحية الأخرى من الطريق، وإذ بولد مرمى على الأرض.. وتابع كلامه قائلا : إن الولد المرمي على الأرض هو أخي، فهو لا يستطيع المشي بتاتا، فهو مشلولا بكامله، فقد كنا نسير وهو جالسا في كرسي المقعدين، واختل توازن الكرسي، وإذا به يهوي في هذه الحفرة.. وأنا صغير، وليس بمقدوري أن أرفعه، مع إنني حاولت كثيرا.. أتوسل إليك يا سيدي، هل لك أن تساعدني على رفعه، فإنه في الحفرة منذ مدة على تلك الحال، وهو خائف جدا، ثم بعد ذلك افعل ما تريده بي!..
لم يستطع ذلك الرجل أن يمتلك عواطفه، فقام برفع ذلك الولد المشلول من الحفرة، وأجلسه في الكرسي، ثم أخذ منديل من جيبه، وابتدأ بتضميد جروح الولد المشلول، من جراء سقوطه في الحفرة..
وبعد انتهاء ه، قال له الولد : والآن، افعل بي ما تريده من أجل ما فعلته بالسيارة..
فأجابه الرجل : لا شيء يا بني!.. لا تأسف على السيارة، فلن أصلح سيارتي الجديدة، وسأبقي تلك الضربة تذكارا، عسى أن تكون تذكرة لي، ولا يضطر أحد غيرك بأن يرميني بحجر للفت انتباهي، فتبسم الولد فرحاً.
إننا نعيش في أيام، كثرت فيها الانشغالات والهموم، فالجميع يسعى لجمع المقتنيات، ظنا منهم بأنه كلما ازدادت مقتنياتهم، ازدادت سعادتهم أيضا.. بينما هم بذلك ينسون الله تعالى كليا..
إن الله يمهلنا بالرغم من غفلتنا، لعلنا ننتبه.. فينعم علينا بالمال والصحة والعلم، ولا نلتفت لنشكره.. يبعث لنا بإشارات، لكن ليس من مجيب.. فينبهنا الله بالمرض أحيانا، وبالأمور القاسية، لعلنا ننتبه ونعود لجادة الصواب..
ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله، وخسر رحمة الله.. إن الإنسان يسعى لأمور كثيرة، فسياراتنا مؤمن عليها، وبيوتنا مؤمنة، وممتلكاتنا الثمينة لها تأمين.. لكن هل حياتنا مؤمنة؟.. فهل أنت منتبه؟.. هل تعي ما هو الهدف من الحياة الدنيا!.. إن شاء الله تكون واعيا، وإن لم تع فلربما تحتاج إلى حجر؟!.