الّليلُ يأتيني يرمي شَكْواهُ
فالشّوقُ أضناني وأضناهُ
حاضرٌ لهُ قمري ف يسْمَعُهُ
يسكُبُ نوراً ، ما أُحيلاهُ !
لولا الحنين ما أتاني مُعاتباً
وما تَنَهَّدْتُ بالآهاتِ لولاهُ
هيمانٌ ينقرُ السّهرُ عينيهِ
لا زاحَ مرةً ولا تعثّرَ مرآهُ
"أين وجدي !"
"لا وجدٍ بمتئدٍ"
فل تَراهُ كما أنا أراهُ
أراهُ في كلِّ الوجودِ وهو
ما لهُ في الحُسنِ أشبَاهُ
إن وصفْتَهُ فلن أُنصِفَ به
فاقَ ما نَقَلَ الرُّواةُ وغنّاهُ
ما رأيتُ قمراً فيهِ مُؤتلِقاً
إلا وشَعَّ وجهُهُ فأحياهُ
كمثل نهرٍ يمرُّ ويرويني
زمزمٌ ما ذِقْتُ أحلاهُ
والعينُ مؤرقةٌ لا نومَ فيها
تُناجي بدراً في الهُدبِ ليلاهُ
تَشِدُّ رِحالَها وتحطُّ في ثغرٍ
تتقوّى بقهوةٍ
في خدِّها هالُ
أراهُ لو مرَّ النّسيمُ به
أو مالَ اليهِ العِطرُ ل يَلْقَاهُ
لقد ثَمِلْتُ بهِ يا لائمي
وصارَ الفؤادُ كؤوساً وأفواهُ
فالحُبُّ خمرٌ في القلوب مُعَتَّقٌ
لو كان يُشرَبُ
كُنّا شرِبناهُ.....!