مابتُّ إلاّ عارفاً بهواكِ *** علّي أنالُ مِن العبير الزاكي
وخضبتُ وجهاً بالترابِ مُعفّراً *** أبكي عليهمْ كالسحابِ الباكي
تاللهِ كمْ نلتِ الفضائل كلّها *** جناتُ عدنٍ خالقي سوّاكِ
لولاهُ ما عُرِفت منازلُ كربلا *** كلاّ ولا نحو العلى أعلاكِ
يابُقعةَ طهُرَت وطابتْ مَضجَعاً *** أعطاكِ كلّ سجية أعطاك
فيكِ الرسالةُ والولايةُ والإبا *** حتى التفاخر بالثرى أولاكِ
أعطاكِ مِن شرفِ الرسالةِ نهجها *** لمْ يُعطِ يوما في الإبا ، لسواكِ
لهفي على سبطِ الرسالةِ بالعرا*** ذبحوهُ صبراً ظامئاً بثراكِ
لمْ أنسَ فاجعة الطفوفِ وقتله *** ورجالهُ فوق الثرى شُهَداكِ
والسبطُ محزوزُ الوتين مرمّلُ *** والرّحلُ عند عصابة الأفّاكِ
أمّا العقليةُ في البكا قد ساعدتْ***وحيّ السما وكتيبة الأملاك
هذا يُعدّدُ بالنياحِ وهذه*** تشكو المصابَ لربّها وتحاكي
ياكربلا إنّي كتبتُ قصاصتي*** ونشرتها حُزناً على الأفلاكِ
وجمعتُ آهاتِ الزمانِ ووجدهِ*** وبعثتها شجواً إلى مَغناكِ
تالله ماغابت فجائع كربلا *** عن مهجتي لمّا اكتوى بنداكِ
إنْ تقبلي ياعدنُ قولي إنني *** والله ماعشق الفتى إلاّك
للشاعر علي كريم الربيعي