توصل علماء البيولوجيا إلى طريقة مبتكرة تجعلهم أقرب إلى إنشاء أجنة اصطناعية قادرة على التكيف مع محيطها.
واستخدم العلماء خلايا جذعية مأخوذة من الفئران لإنتاج بنى اصطناعية شبيهة بالجنين، وذلك بهدف أن تقوم الخلايا الجنينية بتنظيم نفسها بنفسها في البنية الصحيحة لتشكيل الجنين.
ويمنح هذا الاختراق العلمي الأمل في تسليط الضوء على أحد أكبر أسباب العقم، المتمثلة في فشل زراعة الأجنة في الرحم.
وحاول العلماء على مدى سنين إنشاء أجنة من الخلايا الجذعية، من أجل توفير إمدادات غير محدودة يمكن استخدامها في الأبحاث الطبية. ولكن عملية إنماء الخلايا الجذعية لتصبح هياكل ثلاثية الأبعاد معقدة للغاية، حيث أُحبطت الجهود العلمية في المختبر بشكل متكرر.
ولكن فريقا دوليا، بقيادة جامعة كامبريدج، أنشأ في السابق بنية أبسط بكثير تشبه جنين الفأر هيكليا. واستخدم الفريق نوعين من الخلايا الجذعية، أو ما يسمى "الخلايا الرئيسية" في الجسم، وجيلا ثلاثي الأبعاد يمكن أن ينمو عليها.
وتشبه البنية النهائية، المصنوعة من الخلايا الجذعية الجنينية (ESC) والخلايا الجذعية الجنينية المكونة للمشيمة (TSCs)، الجنين الطبيعي عن قرب. ومع ذلك، فقد كانت عملية الترميم، التي وصفها عالم الأحياء البارز في جنوب إفريقيا، لويس وولبرت، بأنها "أهم وقت في حياتك"، مفقودة.
وتبدأ هذه العملية عندما يتحول الجنين من طبقة واحدة إلى 3 طبقات، ويحدد الأنسجة والأعضاء التي ستتطور الخلايا لتشكلها.
والآن، قام الباحثون أنفسهم بتطوير هياكل شبيهة بالأجنة، باستخدام 3 أنواع من الخلايا الجذعية.
واستبدلت البروفيسورة ماجدالينا زيرنيكا-غويتز، الجيل المستخدم في التجارب السابقة بالخلايا الجذعية البدائية (PESCs). ويشكل هذا النوع من الخلايا الجذعية الحويصلة السرية، وهي غشاء خارج الجنين، يضمن تطور أعضائه بشكل صحيح.
ومن خلال إضافة PESCs، خضع الجنين المطور لعملية الترميم وتنظيم نفسه في طبقات الجسم الثلاثة.
ويعتقد الباحثون أنهم الآن في وضع يسمح لهم بفهم كيفية تفاعل أنواع الخلايا الجذعية الثلاثة، لتفعيل عملية نمو الجنين. كما يأملون في إجراء المزيد من التجارب باستخدام الخلايا الجذعية البشرية، في إطار السعي لإنشاء الأجنة البشرية من الخلايا الجذعية.