تمكن مسبار هويجنز، عندما هبط على سطح قمر زحل "تيتان" عام 2005، من تقديم أفضل رؤية لـ"الأرض الغريبة" التي تميزها أمطار الميثان والكثبان الرملية الشاهقة.
ولكن المسبار "توفي" بعد 72 دقيقة فقط من هبوطه، تاركا مركبة الفضاء كاسيني تحمل البيانات وحدها من مدار زحل.
وعلى الرغم من أن كاسيني "انتحرت" وانتهت مهمتها منذ أواخر العام الماضي، إلا أن الثروة التي أرسلتها إلى الأرض على مر السنين ما تزال تخفي الكثير، حيث أن وكالة ناسا تنشر تباعا البيانات التي تجمعت على مدار سنوات.
ونشرت وكالة الفضاء الأمريكية صورة جديدة، عبارة عن سلسلة من ست صور بالأشعة تحت الحمراء لقمر زحل "تيتان"، حيث ظهرت الصورة ملونة وتعرض القمر بتفاصيل غير مسبوقة.
وكانت صورة تيتان الأكثر شيوعا، تظهر القمر مثل كرة مغطاة بالكامل بضباب كثيف. أما الآن، وباستخدام بيانات 13 عاما عبر أداة قياس الخرائط الطيفية للأشعة تحت الحمراء(VIMS)، من كاسيني، قامت ناسا بتجميع أكثر الرؤى العالمية تفصيلا حتى الآن، ما يظهر كيف يمكن رؤية قمر تيتان إذا كان بالإمكان اجتياز أجوائه الضبابية الكثيفة.
وتقول ناسا إن الغلاف الجوي السميك المعروف للقمر الغريب، يجعل دراسة سطح تيتان مهمة صعبة، حيث أن الهباء الجوي أو "الإيروسول" يشتت الضوء المرئي.
وقامت ناسا بالجمع بين الصور الملتقطة بثلاث قنوات ألوان مختلفة وهي الأحمر والأخضر والأزرق، واعتمد الباحثون على تقنية تعرف بـ" band-ratio" للتخفيف من "الطبقات"، وجعل الاختلافات الدقيقة أكثر وضوحا والكشف عن بعض المواد السطحية بتفاصيل أفضل، وأصبح هذا ممكنا باستخدام أداة "VIMS" المثبتة على كاسيني، بحسب ناسا.