اسم ابن عطية ومولده

القاضي أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن عبد الرؤوف بن تمام بن عبد الله بن تمام بن عطية بن خالد بن عطية المحاربي الداخل [*]. وُلد سنة ثمانين وأربعمائة (480هـ)، واعتنى به والده ولحق به الكبار، وطلب العلم وهو مراهق، وكان يتوقَّد ذكاء.

شيوخ ابن عطية

1- والده الحافظ الناقد المجود أبو بكر غالب بن عبد الرحمن، وكان والده يُعتبر اللبنة الأولى له في تلقينه للعلوم والمعارف لاسيَّما وهو إمامٌ جليل، قال عنه ابن بشكوال: "كان حافظًا للحديث وطرقه وعلله عارفًا بالرجال ذاكرًا لمتونه ومعانيه، وكان أديبًا شاعرًا لغويًّا ديِّنًا فاضلًا، تُوفِّي سنة ثمان عشرة وخمسمائة (518هـ) من جُمادى الآخرة وله سبعٌ وسبعون سنة".

2- الحافظ الحسين بن محمد بن أحمد أبو علي الغساني محدِّث الأندلس، كان بصيرًا بالعربية واللغة والشعر والأنساب، وتصدَّر بجامع قرطبة، وأخذ عنه الأعلام، وكان ممَّا أخذ عنه الإمام ابن عطية رحمهما الله، وتُوفِّي سنة 498هـ.

3- الحافظ أبو علي الحسين بن محمد بن سكرة الصدفي، كان عالمـًا بالحديث وطرقه، عارفًا بالقراءات، وله الباع الطويل في الرجال والعلل والأسماء والجرح والتعديل، وكان حسن الخط جيد الضبط، تُوفِّي سنة 514هـ.

4- الإمام أبو الحسن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري المعروف بابن الباذش، كانت له الإمامة بالأندلس في صناعة العربية وإقراء القرآن، تُوفِّي سنة 528هـ.

5- الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب القرطبي، وصفه ابن بشكوال بقوله: "آخر الشيوخ الجلة الأكابر بالأندلس في علو الإسناد وسعة الرواية". تُوفِّي سنة 520هـ.

6- الفقيه أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد العزيز بن حمدين التغلبي، أجلُّ رجال الأندلس وزعيمها في وقته ومقدمها جلالة ووجاهة وفهمًا ونباهة، مع النظر الصحيح في الفقه والأدب البارع والتقدم في النثر والنظم، تُوفِّي سنة 508هـ.

7- الفقيه أبو بحر سفيان بن العاصي بن أحمد الأسدي، من جلَّة العلماء وكبار الأدباء ضابطًا لكتبه صدوقًا في روايته من أهل الرواية والدراية، تُوفِّي سنة 520هـ.

تلاميذ ابن عطية

لقد فاق الإمام ابن عطية الغرناطي في كثيرٍ من العلوم والمعارف، فكان من الطبيعي أن ينهل منه وينتفع به ويتتلمذ عليه فقد درس عليه كثيرٌ من رواد العلم، فمن أشهرهم:

1- الإمام الحافظ الثقة أبو بكر محمد بن خير بن عمر الإشبيلي، المتوفَّى سنة 575هـ.

2- الإمام الفقيه أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الملك بن أبي جمرة المرسي، المتوفَّى سنة 599هـ.

3- الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الأنصاري المشهور بابن حبيش، المتوفَّى سنة 584هـ.

4- الإمام الفيلسوف أبو بكر محمد بن عبد الملك ابن طفيل القيسي، المتوفَّى سنة 581هـ.

5- الإمام العالم الثقة أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مضاء اللخمي القرطبي، تُوفِّي سنة 592هـ.

مصنفات ابن عطية

أسهم ابن عطية رحمه الله في إثراء المكتبة الإسلامية بالذخائر والنفائس فكان من أشهر هذه النفائس:

التفسير:

وهو يُعدُّ من أشهر كتب التفسير بالمأثور، فهو جليل الفائدة عظيم النفع، وكان الباعث على وضع هذا التفسير هو التقرُّب إلى الله تعالى، فقال في مقدِّمة تفسيره: إنَّه أراد أن يختار لنفسه وينظر في علم يعد أنواره لظلم رمسه، فعلم أنَّ شرف العلم على قدر شرف المعلوم، ووجد أنَّ علم كتاب الله هو أمتن العلوم حبالًا وأرسخها جبالًا وأجملها آثارًا وأسطعها أنوارًا، وأيقن أنَّه أعظم العلوم تقرُّبًا إلى الله تعالى وتخليصًا للنيات، ونهيًا عن الباطل وحضًّا على الصالحات. ورجا من وراء اشتغاله بهذا العلم أنَّ الله تعالى يحرم على النار فكرًا عمرته أكثر عمره معانيه، ولسانًا مرن على آياته ومثانيه، ونفسًا ميَّزت براعة رصفه ومبانيه، وجالت سوامها في ميادينه ومغانيه، ومن أجل هذا كلِّه ثنى إلى هذا العلم عنان النظر وأقطع جانب الفكر وجعله فائدة العمر.

هل وضع له اسمًا؟

يرى جمع من المؤرِّخين أنَّ ابن عطية لم يضع لتفسيره اسمًا خاصًّا به؛ فقد ذكره ابن عميرة الضبي فقال: ألَّف ابن عطية تفسيرًا ضخمًا أربى فيه على كلِّ متقدِّم. وذكر -أيضًا- لسان الدين بن الخطيب -وهو من علماء القرن الثامن الهجري- أنَّه ألَّف كتابًا في التفسير يُسمَّى بالوجيز فأحسن فيه وأبدع وطار -لحسن نيَّته- كلَّ مطار. وأمَّا من أطلق عليه اسمه المعروف الآن -وهو المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز- فهو ملا كاتب حلبي [حاجي خليفة] (المتوفَّى سنة 1067هـ)، ومن ثَمَّ نستطيع أن نقول: إنَّ هذا الاسم لم يكن من وضع ابن عطية.

الفهرست:

وقد كتبه سنة (533هـ)، وهو محفوظٌ بدار الكتب المصرية تحت رقم (26491) ب.

ثناء العلماء على ابن عطية

قال الذهبي في السير: الإمام العلامة شيخ المفسرين كان إمامًا في الفقه وفي التفسير وفي العربية قويَّ المشاركة، ذكيًّا فطنًا مدركًا من أوعية العلم. وقال ابن الزبير: كان فقيهًا جليلًا عارفًا بالأحكام والحديث والتفسير، نحويًّا لغويًّا أديبًا، بارعًا شاعرًا مفيدًا، ضابطًا سنيًّا فاضلًا من بيت علمٍ وجلالة، غاية في توقُّد الذهن وحسن الفهم وجلالة التصرف.

وقال ابن فرحون: كان فقيهًا عالمـًا بالتفسير، والأحكام والحديث والفقه والنحو واللغة والأدب مقيدًا حسن التقييد. وقال الداودي كما قال ابن فرحون.

وبهذا نكون قد علمنا أنَّ كتب التراجم والسير أجمعت على توثيقه وسعة علمه، وتفسيره خير شاهدٍ على ثقته وأمانته.

وفاة ابن عطية

في ليلة خامس عشر رمضان سنة اثنتين، وقيل إحدى، وقيل: ست وأربعين وخمسمائة (542هـ)، تُوفِّي هذا الإمام الجليل بلورقة. عليه هواطل رحمة الغفور المنَّان.

منهج ابن عطية في التفسير

لقد سلك ابن عطية في تأليف كتابه "المحرر الوجيز" مسالك المفسِّرين، فجاء كتابه جامعًا بين المأثور والمعقول، فمن أهمِّ الأسس التي قام عليها منهجه في تفسيره:

1- الجانب الأثري:

يذكر ابن عطية دائمًا ما رُوي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما رُوي عن الصحابة والتابعين في تفسير القرآن، ولكن دون ذكر أسانيد المرويَّات، وكثيرًا لا يذكر تخريج الحديث ويكتفي أحيانًا بذكر الصحابي الراوي للحديث وكان ينقل عن ابن جرير الطبري كثيرًا، ويُناقش رأيه ويردُّ عليه أحيانًا.

2- جانب الرأي عند ابن عطية:

كان ابن عطية رحمه الله يُكثر في تفسيره من ذكر وجوه الاحتمالات التي يُمكن حمل الآية عليها، ناقلًا ذلك عن المفسِّرين وغيرهم؛ فيقوم بتفسير الآية بعبارةٍ عذبةٍ سهلة، مناقشًا ما ينقله من آراء، وكان كثير الاستشهاد بالشعر العربي؛ فعني بالشواهد الأدبية للعبارات كما أنَّه يحتكم إلى اللغة العربية عند ما يُوجه بعض المعاني، وهو كثير الاهتمام بالصناعة النحوية، كما أنَّه يتعرَّض كثيرًا للقراءات وتوجيهها في آيات الذكر الحكيم. قال أبو حيان في مقدمة تفسيره في صدد المقارنة بين ابن عطية والزمخشري: "وكتاب ابن عطية أنقل، وأجمع، وأخلص، وكتاب الزمخشري ألخص، وأغوص".

مصادر ابن عطية

لاشكَّ أنَّ المصادر تُعتبر النواة الأولى للمفسِّر، سواءٌ كانت هذه المصادر تَلَقِّي عن الشيوخ أو متمثِّلة في الكتب التي استفاد منها في كتابة التفسير، فيُمكن أن نُقسِّم المصادر إلى نوعين: المصدر الأول: وهو شيوخه وقد تقدَّم الكلام عليهم. والمصدر الثاني وهو الكتب التي استفاد منها في كتابة التفسير، فنقول ولله الحمد والمنة: فكان من أهم الكتب التي تأثَّر بها التفسير القيِّم المسمَّى بـ:

مصادر ابن عطية في التفسير

1- "جامع البيان في تفسير القرآن":

وتفسير ابن جرير هو لأبي جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري وُلد سنة أربع وعشرين ومائتين (224هـ) وتُوفِّي سنة عشر وثلاثمائة (310هـ)، وكان حافظًا لكتاب الله ومحيطًا بالآيات ناسخها ومنسوخها وبطرق الرواية صحيحها وسقيمها وبأحوال الصحابة، ولذلك كان تفسيره من أجلِّ التفاسير بالمأثور وأصحها وأجمعها. قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات: كتاب ابن جرير في التفسير لم يُصنِّف أحدٌ مثله. ومع جلال قدر الإمام الطبري عند أهل العلم وخاصَّةً الإمام ابن عطية الغرناطي لم يكن موقف ابن عطية موقف المتأثِّر دائمًا الذي ينقل أقوال الطبري ويُوافقه في جميع ما ذهب إليه؛ بل كان ابن عطية كثيرًا ما يُناقش الإمام الطبري فيما ذهب إليه، وهنا تتَّضح شخصية الإمام ابن عطية في نظر الباحثين.

2- "شفاء الصدور":

لأبي بكر محمد بن الحسن بن زياد الموصلي المعروف بالنقَّاش المقرئ المفسِّر، كان إمام أهل العراق في القراءات والتفسير، قرأ القرآن على هارون بن موسى الأخفش، وابن أبي مهران وجماعة، وقرأ عليه خلائق وروى الحديث عن أبي مسلم الكجِّي ومطين والحسن بن سفيان وآخرين، وروى عنه الدارقطني وابن شاهين وأبو علي بن شاذان وجماعة. ضعفه جماعة قال البرقاني: كلُّ حديث النقَّاش منكر، فقال الخطيب: في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة، وقال الذهبي: ليس بثقة على جلالته ونبله. ولضعف هذا الرجل كان نقل الإمام ابن عطية عنه على حذرٍ وخِيفة فكان ينظر إلى كلامه بعين الناقد البصير فإن كان ضعيفًا نبَّه عليه وعبَّر عنه بأنَّه وهم.

3- "التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل":

وهو لأبي العباس أحمد بن عمار المهدوي التميمي مقرئ أندلسي أصله من المهديَّة بالقيروان، وكان مقدَّمًا في القراءات والعربية، ومات في حدود سنة ثلاثين وأربعمائة (430هـ). والمهدوي: نسبةً إلى المهديَّة، بينها وبين القيروان مرحلتان بناها أحمد [عبيد الله] بن إسماعيل المهدي على ساحل البحر. يقول شيخنا الأستاذ الدكتور عبد الوهاب فايد: وكان موقف ابن عطية من هذا المصدر أنَّنا نجده أحيانًا يستشهد بكلام المهدوي دون أن يُعقِّب عليه، وكأنَّه بذلك يُشير إلى أنَّ كلامه محتملٌ في معنى الآية، وفي كثيرٍ من الأحيان ينقل كلام المهدوي في الآية ثم يُردفه بالتعقيب عليه.

4- "الهداية إلى بلوغ النهاية":

هو لمكي بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار أبو محمد القيسي، كان من أهل التبحُّر في علوم القرآن والعربية. وكان موقف ابن عطية من هذا التفسير مشابهًا إلى حدٍّ كبير تفسير الإمام المهدوي.

مصادر ابن عطية في الحديث

السنة النبوية الشريفة تُعتبر أصلًا من أصول التشريع الإسلامي؛ فهي شارحة للقرآن الكريم، مفصلة لمجمله، مقيِّدة لمطلقه، مخصِّصة لعامِّه، مبيِّنة لمبهمه، مظهرة لأسراره. فكان ابن عطية ينهل من الكتاب الكريم فإن لم يجد أخذ من السنة الصحيحة، فكان من أهم المصادر التي استفاد منها في كتابه أوَّلًا:

1- صحيح البخاري المسمى بالجامع الصحيح، وهو لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، المتوفَّى سنة 256هـ، وقد خرَّج الإمام ابن عطية عنه كثيرًا.

2- المسند الصحيح للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري المتوفَّى سنة 261هـ، وهو من المصادر الهامَّة لابن عطية قد خرَّج عنه كثيرًا.

3- سنن أبي داود، وهو سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن عامر المتوفَّى سنة 275هـ.

4- الجامع الصحيح المسمَّى بسنن الترمذي، وهو للإمام أبي عيسى بن محمد بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي البوغي الترمذي الضرير، تُوفِّي سنة 279هـ، وقيل غير ذلك.

5- سنن النسائي للإمام أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار الخراساني، تُوفِّي في شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة "303هـ". وغير ذلك من المصادر.

مصادره في علم القراءات

القراءات علمٌ بكيفيَّات أداء كلمات القرآن واختلافها بعزو الناقلة .. والمقري: العالم بها رواها مشافهة، فلو حفظ التيسير مثلًا ليس له أن يُقرئ، بما فيه إن لم يُشافهه من شوفه به مسلسلًا؛ لأنَّ في القراءات أشياء لا تحكم إلا بالسماع والمشافهة. وكان تفسير ابن عطية مملوءًا بالقراءات مستعملها وشاذها فكان اعتماده على مصادر كثيرة من أبرزها:

1- "المحتسب"، وهو كتاب متداول بين أهل العلم مطبوع في مجلدين وهو لأبي الفتح عثمان بن جني -بسكون الياء معرب- من حذاق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف، توفي سنة 392هـ. قلت: وقد أكثر النقل عنه بخاصة في توجيه القراءات الشاذة.

2- "الحجة في علل القراءات السبع" لأبي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان الإمام أبي علي الفارسي، توفي ببغداد سنة 377هـ. يقول الأستاذ عبد الوهاب: "وقد لا حظت أن ابن عطية في بعض نقوله عن أبي علي الفارسي كانت له شخصيته الناقدة وعقليته الفاحصة؛ حيث كان أحيانا يناقش الفارسي ويتعقبه في أقواله وآرائه"، وذكر لذلك أمثلة.

3- التيسير لأبي عمرو بن عثمان بن سعيد بن عثمان، أبي عمرو الداني، ويقال له ابن الصيرفي من موالي بني أمية: أحد حفاظ الحديث، توفي سنة 444هـ. وكان ابن عطية ينقل منه كثير وهذا يتضح لقارىء الكتاب.

مصادر ابن عطية في اللغة والنحو والمعاني

1- معاني القرآن للفراء وهو لأبي زكريا يحيى بن زياد الفراء كان من أعلام أهل الكوفة بالنحو بعد أستاذه الكسائي، وقال فيه أبو العباس ثعلب: لولا الفراء ما كانت عربية؛ لأنه خلصها وضبطها، ولولا الفراء لسقطت العربية؛ لأنها كانت تتنازع ويدعيها كل من أراد، توفي سنة 217هـ.

2- معاني القرآن للزجَّاج لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن السري الزجاج، أحد أئمة أهل العربية وأقدم أصحاب المبرد، توفي سنة 311هـ.

3- "الإغفال فيما أغفله الزجَّاج من المعاني" وهو لأبي علي الفارسي.

4- "مجاز القرآن" لأبي عبيدة معمر بن المثنى التيمي البصري، كان من أعلم الناس بالعربية وأخبار العرب، توفي سنة 209هـ.

5- "الكتاب" لسيبويه أبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر إمام البصريين، ويقال له أبو الحسن مولى بني الحارث بن كعب، ولقب بسيبويه ومعناه رائحة التفاح، توفي سنة 180هـ وقيل غير ذلك.

6- المقتضب لأبي العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي البصري أبي العباس المبرد، إمام العربية في زمانه توفي سنة 285هـ.

7- "العين" للخليل بن أحمد الفراهيدي، سيد أهل الأدب قاطبة في علمه وزهده، والغاية في تصحيح القياس، واستخراج مسائل النحو وتعليله، توفي سنة 170هـ.

8- إصلاح المنطق ليعقوب بن إسحاق بن السكيت أبي يوسف، من أكابر أهل اللغة، قال المبرد عن كتابه: ما رأيت للبغداديين كتابا خيرا من كتاب يعقوب بن السكيت في المنطق، توفي سنة 244هـ.

9- الفصيح لأبي العباس أحمد بن يحيى بن يسار الشيباني مولاهم البغدادي الإمام أبي العباس ثعلب، إمام الكوفيين في النحو واللغة، توفي سنة 291هـ.

10- "المجمل في اللغة" لأحمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب أبي الحسين اللغوي القزويني، توفي سنة 395هـ بالري.

10- المخصَّص لعلي بن أحمد بن سيده اللغوي النحوي الأندلسي أبي الحسن الضرير، صاحب المحكم والمحيط، توفي سنة 458هـ.

مصادر ابن عطية في الفقه

والفقه هو العلم بالأحكام الشرعية العملية من أدلَّتها التفصيليَّة، وعرفه ابن خلدون في مقدمته فقال: الفقه معرفة أحكام الله تعالى في أفعال المكلفين بالوجوب والحظر والندب والكراهة والإباحة وهي متلقاة من الكتاب وما نصه الشارع لمعرفته من الأدلة فإذا استخرجت الأحكام من تلك الأدلة قيل لها فقه. فالفقه في تفسير ابن عطية متلقى من كتب المذاهب المختلفة خاصة المذهب المالكي حيث إنه السائد آنذاك فمن أهم المصادر:

1- الموطَّأ وهو لإمام دار الهجرة مالك بن أنس وهو أحد أعلام الإسلام وإمام دار الهجرة، توفي سنة 179هـ، ودفن بالبقيع.

2- المختصر لعبد الله بن عبد الحكم بن أعين، كان من أعلم أصحاب مالك بمختلف قوله، وأفضت إليه الرياسة بعد أشهب، توفي سنة 214هـ.

3- المدونة وهي أصل المذهب المالكي وعمدته قال سحنون: إنما المدونة من العلم بمنزلة أم القرآن من القرآن تجزي في الصلاة عن غيرها ولا يجزي غيرها عنها. وأصل المدونة أسئلة أسد بن الفرات علي بن عبد الرحمن بن القاسم بعد وفاة مالك فأجابه ابن القاسم بنص قول مالك مما سمعه منه أو بلغه عنه أو قاسه على قوله، ورحل بها أسد إلى القيروان فكانت تسمى "الأسدية" و"كتاب أسد" و"مسائل ابن القاسم"، ثم طلبها سحنون من أسد فمنعه إيَّاها فتلطَّف به سحنون حتى وصلت إليه، فرحل بها سحنون إلى ابن القاسم فسمعها منه وأصلح فيها أشياء كثيرة رجع ابن القاسم عنها، ثم كتب ابن القاسم إلى أسد أن يعرض كتابه على سحنون ويصلحه منها فأنف عن ذلك، فرتبها سحنون فأصبحت المدونة المشهورة بين الخلائق.

4- الواضحة لعبد الملك بن حبيب السلمي فقيه أهل الأندلس، توفي سنة 183هـ.

5- التفريع لأبي القاسم بن الجلاب، المتوفى سنة 378هـ.

6- "الإشراف على مذاهب أهل العلم" لأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، المتوفَّى سنة 309هـ.

__________

المصدر: ابن عطية: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1422هـ.[*] انظر ترجمته في: الصلة (2/ 386)، معجم ابن الأبار (269-273)، بغية الملتمس (376)، الديباج المذهب (2/57)، بغية الوعاة (2/73)، طبقات المفسرين (16/17)، الداودي (1/260)، نفح الطيب (1/679)، سير أعلام النبلاء (19/ 587)، شجرة النور الزكية (1/129)، هدية العارفين (502)، كشف الظنون (439، 1613).