الغريافي يدعو إلى الاهتمام بالتراث الذي تعودته عين القطيفي ولفت أنظار السياح مريم آل عبدالعال - تصوير: أحمد الصرنوخ - سنابس 20 / 7 / 2018م - 11:42 م
دعا الباحث التاريخي عبدالرسول الغريافي إلى الاهتمام بما ألفته العين في منطقة القطيف مؤكداً أن ما لا يراه القطيفي بعينه في مكنونها التراثي هو ما تعوده لأنه ولد في بيئتها.
كان ذلك في الحوارية التي أقامتها ديوانية سنابس صباح اليوم الجمعة بعنوان ”ما لا نراه بعين السائح والباحث في القطيف“ وحضرها جمع من المهتمين بتراث وتاريخ القطيف من ناشطين ومثقفين.
تطرق فيها الغريافي إلى لمحة تاريخية وجغرافية عن القطيف ومعالمها الأثرية والتراثية ومقومات الحياة الطبيعية التي جعلتها مسرحاً تتجه إليه الكثير من الشعوب والحضارات من مناطق مجاورة والجانب الثقافي وإحياء الفلكلورات.
أشار فيها إلى أن القطيف يزورها الأجانب من أساتذة جامعيين وباحثين وعلماء آثار وسفراء من مختلف دول العالم الذين يلاحظون بعين السائح ما لا يولي أهلها اهتمامهم له في مواقعها الأثرية وعيونها وبساتينها، فضلاً عن أننا مثل أي سائح عندما يزور مناطق أخرى، نرى ما لا يرونه في منطقتهم.
وبين أن مقاصد السياح من طلبة الجامعات تكون عادة بغرض الدراسة ومتطلباتها، وعلماء الآثار بهدف التنقيب، والدبلوماسيين الذين تكون أهدافهم تعلم تاريخ المنطقة القديم واللغة العربية بعيداً عن مرافقة المترجمين معهم والذين يبدون اهتمامهم بالمنطقة.وعقب على الحاجة إلى تكثيف إصدار الكتب التي تؤرخ وتوثق وتنقل تاريخ المنطقة، وبالأخص باللغة الانجليزية التي يحتاجها السياح للإطلاع على تاريخ المنطقة بتفاصيله، وأوصى بطباعة الكتب وتأليفها من مهتمين وفنانين.
وعاتب تداول معلومة شكلت التباساً لدى الناشطين في مجال الإرشاد السياحي من أبناء القطيف عند حديثهم عن تاريخ مواقع تاريخية كثيرة للسياح متطرقين إلى أن تاريخ القطيف يمتد إلى 5000 سنة بينما الصحيح إلى 7500 سنة، مبيناً التباسهم في أن المنقول 5000 سنة هي الحقبة ما قبل الميلاد وبذلك يسقطون 2500 سنة من تاريخها، وهي ظاهرة منتشرة بين المرشدين والمؤرخين والمهتمين بالتراث حتى درجت.
كما تطرق إلى تطلعات الجهات الحكومية والأهلية إلى إنشاء الكثير من المعالم السياحية، منها المقاهي والمطاعم، وفندق وتشجيع المنتجعات ”الاستراحات“.
وأكد أن المنتجعات الزراعية المنتشرة بين البساتين صارت مطلب السياح للإقامة فيها حين يلاحظون كثرتها بين النخيل والمزارع، وعبر عن أمله بأن تتاح للسياح الأجانب وأن تنشأ هذه الفكرة حيث يتوجس من استضافتهم أصحابها.
وأورد في حديثه قراءة السائح لمتاحف القطيف الخاصة المترامية في كل الأنحاء، إلا أنها لا تضم بداخلها إلا قطع من مقتنيات خاصة كالفانوس وقد يمثل فترة ما قبل دخول الكهرباء للقطيف، و”الكاميرا“، وقد لا تعدو إلا تراثاً يمثل حقبة ليست بالبعيدة.
وبين أن متاحف المنطقة التي تضم تراث حقيقي تعتبر شحيحة، معولاً الآمال على أن يضم مركز الأمير سلطان الحضاري الكثير من القطع المتناثرة، بما فيها القطع التي غادرت الوطن ولم تعد، كاستعارات، مثل تمثال ”عشتار“، والتي لو كان هنالك متحف خاص بالمنطة لكان أحق بها.
واستذكر المعالم المنقرضة في ”البدراني“ التي تعرف اليوم على أنها أرض برية، كاشفاً عن عزم المتحف الإقليمي بالدمام القيام بحملة حفر وتنقيب لاكتشاف باطنها، حيث أنها كانت تضم أكثر من 50 عين نباعة، منوهاً أن منطقة البدراني كانت قبل عقود عبارة عن مزارع للأرز وقرى.
ولفت إلى أنه مع تتبع البحث وُجد أن البدراني هي الامتداد من سيهات حتى صفوى كانت تنتشر فيها القرى كقرية ”القرين“ و”برزة“، معقباً أن حتى السبعينات كانت توجد معالم لقرية ”برزة“ والتي تقع بين سيهات والجش والملاحة وأم الحمام، وجميع هذه القرى كانت مزارع للأرز، ولكن الرمال دفنتها، ولا تزال مطمورة تحت الرمال.