تلومني الدّنيا إذا أحببت
كأنّي أنا خلقت الحبّ واخترعته
كأنّي أنا على خدود الورد قد رسمته
كأنّي أنا الذي للطيور علّمته
وفي حقول القمح زرعته وفي مياه البحر ذوّبته
كأنّي أنا الذي في القمر الجميل، في السّماء علّقته
تلومني الدّنيا إذاً سمّيت من أحبّ أو ذكرته
كأنّي أنا الهوى وأمّه وأخته
هذا الهوى الذي أتى من حيث انتظرته
مختلفاً عن كلّ ما عرفته
مختلفاً عن كلّ ما قرأته وكلّ ما سمعته
لو كنت أدري أنّه باب كثير الرّيح ما فتحته
لو كنت أدري أنّه عود من الكبريت ما أشعلته
هذا الهوى أعنف حبّ عشته
فليتني حين أتاني فاتحاً يديه، أرديته
وليتني من قبل أن يقتلني قتلته
هذا الهوى على ستائري أراه في ثوبي،
وفي عطري، وفي أساوري
أراه مرسوماً على وجه يديّ
أراه منقوشاً على مشاعري
لو أخبروني أنّه طفل كثير اللهو والضّوضاء ما أدخلته
وأنّه سيكسر الزّجاج في قلبي لما تركته
لو أخبروني سيشعل النّيران والحرائق
ويقلب الأشياء في دقائق لكنت طردته.
يا أيّها الغالي هذا الهوى أجمل حبّ عشته أروع حبّ عشته..