(( عيدي غداً أرجوك أن تأتي غداً ))
يا من أحلت الدهر ليلاً سرمدا
كم مـرة ٍ بعد الرجـاء خذلتني
(( هي حيلـةٌ أخرى ولن تتجددا ))
(( العمر رهن في يديك بموعد ))
فأرفـق بـه مـن قبل أن يتبددا
ماذا يساوي العمر إن أهملتني
(( خذه ولا تـمنع علي الموعدا ))
(( أنا لا أرى في العيد غيرك سيداً ))
قـد حلّ في قلبي غرامك مفردا
لن أرتضي بالحب غيرك فارساً
(( إن لم تكن أنت الأمير السيدا))
(( ما عدت أحفل بعد ذاك بمولدي ))
صار انتظـار لقاك همي الأوحدا
لا أرقب الميلاد لكـن زورةً
(( وحياة عينك قد دفنت المولدا))
(( أوفدت قلبي كي تجيء لبيتنا ))
ظمآن يرجو من حنانك مورداً
رحماك لا تـقس عليه بـجفوة ٍ
((رفقاً به كان الأمين الموفدا ))
((فهنا مقاعد رفقتي حضّرتها ))
وجعلتُ منها في الحديقة منتدى
كلّ لهُ جـزءٌ تسمى باسـمـه
(( وحجزت باسمك في ضلوعي مقعداً ))
((لو كانت الأشخاص تعبد في الهوى))
لبنيتُ من أنقاض حبك مسجداً
أو جاز إهداء الحبيب عبادةً
(( كنت الوحيد وكان صدري معبدا ))
(( ماذا عساني أن أقول لرفقتي ))
إن أدركـوا أني خذلتُ مـجـدداً
سأظـلُ ملهوفـاً أغـص بعبرتي
(( إن أنت لم تقبل ولم تحضر غدا))
((لا لم اقل إنا انتهينا .. لم اقل ))
حتى وان كان العذاب مؤبدا
سألفّ جرحي بالسكون واختفي
((هي لعبة أخرى ولن تتجددا))
(( مثّل هواي غداً كما مثلته ))
من قبل حين خدعتني متعمدا
واصل طريقاً قد رسمت فصوله
((فيما مضى والله يغفر ما بدا ))
((هي ليلة خدر كياني كله ))
مـوّه بالفاض الحنان تودداً
ماذا يضيرك أن تكفكف دمعتي
(( في كذبة مرغ على خدي يدا ))
((شعري تجعد في يديك على الهوى ))
قـد كان سرحاً قبل ذاك وأجودا
لكنّ بـعدك لم تلامسه يـدٌ
((وغداً تراه في يديك مجعدا ))