كانَ الوَحِيدَ هُناكَ.. مُذْ دَجَّى
لَيلُ القُبُورِ.. فَثَارَ، واحتَجَّا
قَفَزَ الرَّصِيفُ عليهِ, واندَفَعَت
كُلُّ الجهاتِ تَمُجُّهُ مَجَّا
حَتّى الضَّلالُ بَدَا بأَلْسِنةٍ
تَغتابُهُ.. وتَرَاهُ مُعْوَجَّا
حَتّى الفَرَاغُ طَفَا, وصَارَ لَهُ
سَمْتُ الأَدِيبِ، وجُرأَةُ الهَجَّا
حَتّى العَبيدُ وكانَ يَحسَبُهُم
زالُوا, عَلَيهِ سُكُوتُهُم ضَجَّا
زَمَنٌ تَعَاكَسَتِ الوُجُوهُ بهِ
إِبلِيسُ يَرجُمُ فيهِ مَن حَجَّا!
*
أَرَأَيتَ يا زَمَنَ العَجَائِبِ كَم
مِن فارغٍ بِخَوَائِهِ ارتَجَّا!
أَرَأَيتَ كَيفَ يَصُولُ إِمَّعَةٌ
في قُطرِ نَعلِ مَسيخِهِ الدَّجَّا..!
يا ناسُ.. مائِدةُ اللِّئامِ على
طِفلِ السَّبيلِ دُخَانُها عَجَّا
لكنَّ فِي يَدِهِ قِرَى أُمَمٍ
دُونَ المَلامِ, وفَوقَ مَن رَجَّى
لا عاشَ إِن ضَحِكَت لِمُخزِيَةٍ
يَدُهُ, لِيَسلَمَ حِقدَ مَن شَجَّا
أَو كَي يُسَاوِيَ مَن يُزَجُّ بهم
فِي قَعرِ مَقبرةٍ بِمَن زَجَّا
يا ناسُ.. ما انكَسَرَت يَدَاهُ ولا
عِندَ الحَقيقةِ قَولُهُ لَجَّا
سَيَمُوتُ وهو على سَجيَّتِهِ
يُبكِي الغَمَامَ لِيُضحِكَ الفَجَّا
ويَعُودُ ثانيةً..لِيَكتُبَ فَو
قَ قُبُورِكُم "سُبحانَ مَن نَجَّى"
يحيى_الحمادي