السومرية نيوز/ بغداد
ذكرت مجلة نيوزويك الأمريكية، أن حركة طالبان وتنظيم "داعش" يتواجهان في معركة للسيطرة على أفغانستان، حتى في ظل محاولات الولايات المتحدة وحلفائها لتهدئة الأوضاع في الدولة التي مزقتها الحرب.
وقالت المجلة إن "طالبان ظلت القوة المسلحة الأكثر قوة في أفغانستان منذ ظهورها في جنوب الدولة الواقعة في آسيا عام 1994، وفي الوقت الذي يحول فيه التحالف - الذي تقوده الولايات المتحدة - حربه - التي لا يبدو إنه يمكن الفوز بها - ضد المسلحين ، إلى جانب أن التهديد الذي يشكله ذراع تنظيم داعش في أفغانستان آخذا في النمو
وأشارت المجلة إلى أن "مسلحي ولاية خرسان - وهي ذراع داعش في أفغانستان - هاجموا الثلاثاء منزل قيادي في إقليم سربل في شمال البلاد، مما أسفر عن مقتل 15 مسلحا على الأقل كانوا يحضرون جنازته ، وكان هذا القيادي قد قُتل قبل ذلك بيوم على يد مسلحي داعش".
ومضت المجلة تقول إن "المسلحين الموالين لولاية خرسان - وهو اسم لمنطقة عتيقة كانت تضم في الماضي أفغانستان وباكستان - ينافسون الآن حركة طالبان"، لافتة الى أن "معقل قوة داعش الآن يتواجد في إقليم نانكارهار الشرقي لكن مسلحي التنظيم ينشرون حملتهم إلى المنطقة الشمالية المنعزلة، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة زيادة ملحوظة في العنف في أقاليم سربل و جور و فارياب".
وذكرت نيوزويك إن "تنظيم داعش فقد السيطرة في سوريا والعراق، ولذلك بحث مسلحوه عن مناطق أخرى جديدة يستطيعون ممارسة أنشطتهم فيها، حيث ظهر الفرع الجديد لداعش في أفغانستان في أواخر عام 2014".
ووسعت الولايات المتحدة عملياتها ضد عناصر "داعش" في أفغانستان مع زيادة انتشارهم في الفترة من تموز 2016 وحتى تموز 2017 ، وقتلت الغارات الجوية الأمريكية ثلاثة قادة متواليين لخرسان.
وأردفت المجلة تقول إنه "على الرغم من أن الحكومة الأفغانية قدرت عدد مسلحي داعش في أفغانستان في عام 2017 بنحو ثلاثة آلاف مسلح، غير أنه من الصعوبة معرفة قوتهم الحقيقة"، لافتة الى ان "الفواصل بين التنظيمات المسلحة في أفغانستان مثل طالبان وداعش والجماعات الأخرى مفتوحة، بمعنى أن أعضاء هذه الجماعات عادة ما ينتقلون من جماعة إلى أخرى".
وقالت المجلة إن "طالبان وداعش نفذتا هجمات خطيرة في الأشهر الأخيرة وسعيا إلى الاستحواذ على الأراضي من القوات الحكومية المدعومة من الولايات المتحدة، وفي ايار تم إحباط هجوم كبير لطالبان على مدينة فراه فقط بعد أن تم استدعاء طائرة أمريكية لمساعدة القوات البرية الأفغانية المحاصرة للدفاع عن المدينة".
وتشير إحصاءات الجيش الامريكي إلى أن طالبان كانت تحكم قبضتها على نحو 14% من أراضي أفغانستان بنهاية 2017 ورغم أن خرسان تسيطر على نسبة أقل من الأراضي، غير أن مسلحيها نفذوا هجمات لتأكيد وجودهم، وهذا العام شهدت العاصمة كابول العديد من الهجمات الانتحارية المنسوب مسؤوليتها إلى التنظيم، من ضمنها هجوم مزدوج في نيسان استهدف صحفيين وأسفر عن مقتل 29 شخصا على الأقل ، وأعلنت ولاية خرسان مسؤوليتها عن هجوم على مركز انتخابي في كابول في نيسان أسفر عن مقتل 69 شخصا.
وتعمل ولاية خُرسان في باكستان المجاورة أيضا، وهي مسؤولة عن هجوم انتحاري الأسبوع الماضي استهدف حشدا انتخابيا وأسفر عن مقتل 149 شخصا.