لَم يَجِئْ بَعدُ مَوطِني كَي يَرُوحَا
أَنتِ مَن جاءَ واختَفَى.. كي أَنُوحَا
أَنتِ مَن ذُقتُ أَمنَهُ في بلادٍ
لم تَطِب لِي, ولا استَطَعتُ النُّزُوحَا
أَنتِ مَن كُنتِ جنَّةً مِن يَقينٍ
إِن تَغَرَّبْتُ, أَو فَقَدتُ الطُّمُوحَا
بَوحُ عَينَيكِ إِن جَفَا أَو تَنَاءَى
كَيفَ لِلشِّعرِ بَعدَهُ أَن يَبُوحَا!
صِرتُ مُذ غِبتِ "شاعِرًا" غيرَ أَنِي
أَنزِفُ الرُّوحَ صامِتًا, لا الجُرُوحَا
كُلُّ حَرفٍ كَتَبتُهُ عَنكِ أَضحَى
حَقلَ وَردٍ.. يُرِيدُنِي أَن أَفُوحَا!
كُنتِ بَحرِي، وهَا أَنا اليَومَ وَحدِي
أَدفَعُ البَحرَ قائِلًا: لَستُ نُوحَا
كَيفَ يُوحَى إِلَيَّ إِن لَم تَكُوني
أَنتِ شِعرِي وشاعِرِي.. كَيفَ يُوحَى؟!
غِبتِ عَنِّي فَغِبتُ عَن كُلِّ شَيءٍ
أَينَ أَلقَاكِ كَي أَرَى, أَو أَلُوحَا؟!
مِن تَنَائِيكِ صارَتِ الرُّوحُ جُرحًا
يَرتَدِينِي, وأَصبَحَ الجُرحُ رُوحَا
.
#يحيى_الحمادي