بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
وقد اشتملت سورة الحجرات على آيات كثيرة محذرة من هذا: منها
قوله تعالى: {ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} (الحجرات:11)
ولا يجوز لمسلم أن يستحل سب المسلم أو شتمه أو عيبه أو غيبته إلا في حق كأن يكون مظلوماً يرد عن نفسه كما قال تعالى: {لا يحب الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم} [النساء:148] أي من اعتدى عليه أولاً فله الحق أن ينتصر من ظالمه بأن يسبه كما سبه، أو يذكر ظلمه للناس ولكنه لا يجوز له أن يعتدي بأكثر مما سب وعيب به، لقوله تعالى: {ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} [البقرة:190] وكقوله: {ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل *إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم} [الشورى:41-42] ولا شك أن الصفح والمغفرة لأعظم وآجر عند الله لقوله تعالى: {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور} [الشورى:43].
ففي رواية وردت في كتاب نهج البلاغة لأمير المؤمنين (عليه السلام) من جملة كلام له وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين فقال: «إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم وأهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به». تطرقت لهذا الموضوع بسبب كثرة هذه الظاهرة المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي مع شديد الاسف ونحن كمجتمع اسلامي يجب علينا ان نلتزم بتعاليم ديننا واحاديث رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام حيث يقول : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
. رسول الله الذي اوذي كثيرا في سبيل ايصال رسالته الاسلامية الينا الا يستحق ان نكون مطيعين لنهجه وخاصة نحن منسوبين الى الاسلام . فكلمة مسلمين تحملنا مسؤولية كبيرة بان نكون مسلمين فعلاً قلباً وقالباً وذلك بتطبيق تعاليم رسولنا الاكرم عليه افضل الصلاة والسلام وبذلك ندخل السرور على قلب الرسول ص كما اننا نعكس صورة طيبة عن ديننا الاسلامي . ونحن في هذه المرحلة الحرجة نعاني كثيرا ممن اساءوا لهذا الدين وشوهوه فكما تشاهدون القواعد والجماعات تقتل وتذبح تحت شعار الله اكبر ووو ..الخ .. فينبغي جميعا ان تتكاتف جهودنا ونتسلح فكرياً وثقافياً وان نصحح نظرة العالم لهذا الدين ونثبت للعالم اجمع ان الاسلام الحقيقي بعيد عن كل مظاهر القتل او الشتم او السب والفحش في الكلام والطعن في الأنساب ، كما ذلك ليس من أخلاق المؤمن
والمؤمن بعيد عن السب والشتم ولا يستخدم الألفاظ البذيئة في جد ولا هزل ولا في رضا أو غضب .