بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إنّ من حقّ الإمام الحسن بن عليّ عليهما السّلام أن نبيّن دوره في بقاء دين جدّه محمد صلّى الله عليه وآله وسلم، وأن نلفت الأنظار إلى أهمية ما قام به من أجل إعلاء كلمة الحقّ.
فثورته وإن كانت لم تقم على حربٍ طاحنة، إلاّ أنّها كانت عامل أساس أوصل الإمام الحسين عليه السلام إلى ثورته المثمرة على صعيد بقاء إسلامنا.
فالامام الحسن تولّى الإمامة بعد أبيه علي بن أبي طالب عليهما السّلام في الواحد والعشرين من شهر رمضان سنة 40 للهجرة وقد كان له من العمر سبع وثلاثين عامًا..
وقد استمرّت إمامته إلى عمرٍ يناهز الثمانية وأربعين سنة.
لقد قام الإمام الحسن عليه السلام بخطوات كثيرة أثّرت في بقاء الدين، ولعلّ أبرزها «صلحه مع معاوية».
فقد كان معاوية قد عمل على نشر الجواسيس في المجتمع وبدأ يلقي إشاعات ضدّ حكم أهل البيت عليهم السّلام..فأتت سياسة الإمام الحكيمة لتكشف مخطّطاته.. وكان هذا الصلح عنواناً للسياسة الرشيدة.. فكشف حقيقة معاوية الذي أراد طمس قواعد الدين.
فقد علم الإمام عليه السلام ما يضمره معاوية من خبثٍ.. ورغم ذلك لم يعلن الحرب بل قام بدعوته مرّة بعد أخرى إلى توحيد أمر المسلمين.
ومن ناحيةٍ أخرى كان معاوية قد أنفق الكثير لرشوة جند جيش الإمام عليه السّلام. ممّا جعل بعضهم خونة (كمثل قائد الجيش على خط النار "عبيد الله بن العباس"، بالتالي فخوض حربٍ بهكذا جيش يعتبر ضربًا من اللامعقول وحاشى لإمامنا أن يقوم به.
وبالرغم من الانتقادات اللاذعة للإمام.. إلاّ أنّ هذا الصلح كشف حقيقة الطرف الآخر وشخصه، عندما صرّح بأنه لن يفي بأيّ شرط من شروط الصلح.
وبعد الصلح، انتقل الإمام عليه السلام إلى مدينة جدّه صلّى الله عليه وآله وسلم، حيث قام بنشاطات عديدة(مدرسة وقيادة فكرية كبيرة) كانت إشعاع للهدى والفكر الإسلامي.
وعلى الرغم من اقصائه من الحكم، إلا أنه أشرف على قاعدته الشعبية وقام بتوعيتها وتعبئتها مما أثّر على عاطفة الأمّة. ومنها كانت قاعدة ثورة كربلاء.
ولكثرة ما خاف معاوية من دور الإمام عليه السلام، حاول عدّة مرات اغتياله وقد نجح بذلك عندما اتفق مع زوجة الإمام"جعدة بنت الأشعث بن قيس" والتي قد دسّت له السّمّ فاستشهد عليه السلام في شهر صفر من سنة خمسين للهجرة.
فسلامٌ عليه يوم ولد ويوم جاهد لإعلاء كلمة الدين المحمديّ الأصيل وبنى صروحه الشامخة ومهّد لثورة أخيه الحسين عليهما السلام ويوم استشهد ويوم يبعث حيّا.