بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته




(وأدرر على يدي أرزاقهم ) ما داموا صغارآ وأطفالا حتّى إذا بلغوا أشدّهم سعوا في الأرض وأكلوا من كدّ اليمين . وفيه إيماء إلى أنّه ينبغي للإنسان أن يحتاط ويحترز من أن يترک أيتامآ بلا مال ولا راعٍ وكفيل ، وفي الحديث : «إن تذر ورثتک أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكفّفون الناس » وقريب منه قوله تعالى : (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحآ حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ )[1] .



وأجهل خلق الله بالله ودينه وسنّته وشريعته ، من ترک العلاج للشفاء، والسعي للرزق زاعمآ ـبلسان حاله وأفعاله ـ أنّه قد أخذ من الله عهدآ أن يعطيه ما يحتاج بمجرّد نيّة التوكّل دون أن يسرح ويتزحزح ! إنّ الله سبحانه هو الذي يشفي المريض ، ما في ذلک ريب ، ولكن بالعلاج ، ويطعم الجائع ولكن بالسعي تمامآ كما يخلق الحيوان من النطفة والشجرة من النواة والليل والنهار من دوران الأرض ... وهكذا كلّ ما في السماوات والأرض من أسباب ومسبّبات ، تُردّ إلى السبب الأوّل الذي خلق فسوّى والذي قدّر فهدى .

اللَّهُمَّ اشْدُدْ بِهِمْ عَضُدي ، وَأقِمْ بِهِمْ أوَدي ، وَكَثِّر بِهِمْ عَدَدي ، وَزَيِّنْ بِهِمْ مَحْضَري ، وَأحْيي بِهِمْ ذِكْري ، وَاكْفِني بِهِمْ في غَيْبَتي ، وَأعِنِّي بِهِمْ عَلى حاجَتي ، وَاجْعَلْهُمْ لي مُحِبِّينَ ، وَعَلَيَّ حَدِبَينَ مُقْبِلَينَ مُسْتَقيمَينَ لي ، مُطيعينَ غَيْرَ عاصينَ وَلا عاقِّينَ وَلا مُخالِفينَ وَلا خاطِئينَ ؛ وَأعِنِّي عَلى تَرْبِيَتِهِمْ
وَتَأديبِهِمْ وَبِرِّهِمْ ، وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْکَ مَعَهُمْ أوْلادآ ذُكورآ،



وَاجْعَلْ ذَلِکَ خَيْرآ لي ، وَاجْعَلْهُمْ لي عَوْنآ عَلى ما سَألتُکَ .


هذا الجزء من الدعاء واضح لا يحتاج إلى الشرح والتفسير. وأيضآ تقدّم بالحرف أو بالمضمون في هذا الفصل وغيره

(عضدي ) العضد: الساعد وهو من المرفق إلى الكتف ، والمراد به هنا القوّة والمساعدة ، قال سبحانه : (سَنَشُدُّ عَضُدَکَ بِأخِيکَ )[2] ، أي يساعدک ويعينک .



(أودي ): ثقلي وحملي ، قال عزّ من قائل : (وَلا يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا)[3] ، أي

لا يثقله حفظهما.

(حدبين ): مشفقين .


-------


[1] () البقرة : 255.

[2] () التغابن : 14.

[3] () البقرة : 267.