بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته




ان العمل ان لم يكن اكثر فائدة من غيره من العوامل فانه لا يقل عنها، لان البطالة مرفوضة في الاسلام، وان العمل امر مقدس فيه، وعندما يراد تقديس شيء في لغة الدين يقال : ان الله يحب الامر الفلاني. فمثلا ورد في الحديث : (ان الله يحب المؤمن المحترف)(1) وقوله : (الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله)(2) والحديث النبوي المعروف الذي يقول : (ملعون من القي كله على الناس).

ويفهم من القصص التي تروى عن الرسول وامير المؤمنين وسائر الائمة (عليهم السلام) ان العمل والاشتغال به امر مقدس في نظرة قادة الاسلام، وان مسالة العمل لا ترتبط بالحاجة وعدمها، ولا يسوغ العمل عند الفقر والمسكنة فقط.

بل ان العمل واجب وتكليف شرعي، فحديث الرسول الذي يقول (ملعون من القى كله على الناس)، هو حول هذا الامر، وان العمل تكليف اجتماعي وان للمجتمع حقاً في ذمة الانسان، لان كل ما يسلكه هو نتائج عمل الاخرين، فهو غارق في تلك النتائج، ولو اراد افراد من العمل باي عذر كان فسينطبق عليه قول الرسول (صلى الله عليه واله) بانه القي كله على الناس من دون ان يتحمل اقل واصغر حمل لصالح الناس، وعلى اية حال فان العمل واجب وتكليف. ولكن بحثنا هنا عن العمل من الجانب التربوي، أي العمل اللازم لبناء الفرد، فالإنسان موجود ومتعدد الجهات، فله جسم وقوة تخيل وعقل وقلب... الخ. فالعمل ضروري لجسم الانسان، وضروري لتخيله، وضروري لعقله وفكره، وضروري لقلبه واحاسيسه.


________________

1ـ وسائل الشيعة :ج 17، ص134.

2ـ الكافي :ج 5، ص88 .