من يشترك مع النظام في خلق الأزمة في البصرة؟
نحن نتفق على ان النظام الحاكم (بسلطاته الثلاثة) هو جوهر المشكلة، إذ ان المواطنين جميعاً يتفقون على ان هذا النظام لا نقاش على فشله الا اننا نختلف في سبل للتعامل مع حقيقة وجود هذا النظام، فبعضنا يتأمل ان يصلحه و الآخر لا يرى أملاً في إصلاحه.
ان وسائل النظام المستخدمة في صناعة الأزمة في البصرة تمثلت بإرسال قوات عسكرية من مختلف الأصناف الى البصرة، و عندما يقول بعض البصريين الذين احتكوا بهذه القوات بأن العناصر الملثمة التي أشرفت على قمع البصريين بالقرب من مبنى المحافظة و حقل البرجسية النفطي هم من محافظات آخرى، لا غرابة في ذلك، و ان ينظر البعض لهذا الادعاء على انه عنصرية من البصريين قد غفل عن الحقيقة الأهم، ان هذه القوات تتحرك بأوامر القائد العام للقوات المسلحة، و قد أمر بإرسالها للبصرة بعد ان قام البصريون بقطع الطرق على الحقول النفطية، متجاهلاً ان للبصرة شرطتها الخاصة، أي فرض آمن هذا الذي يحتاج قوات قادمة من خارج المحافظة؟ ما هي الأسلحة الخارقة التي استخدمها أهل البصرة و عجزت شرطة البصرة عن التصدي لها؟ فهنا يجب ان نتسائل عن استفادة هذا النظام من تحويل الأزمة من أزمة محافظة مع حكومة مركزية الى أزمة أبناء محافظة مع أبناء المحافظات الآخرى
شركات الإتصالات و الأعلام الرسمي
في الساعات الأولى من قطع الإنترنت، كان القطع مبرمجاً كعملية تجهيز الكهرباء تماماً، اي انه القطع في اليوم الأول لم يستمر ليوم كامل بل انقطع لساعات و عاد لساعات أقل و من ثم أنقطع ليومين، ففي أثناء عودته السريعة في البصرة، شهدت منشورات لأشخاص و صفحات من بغداد تتحدث عن وصول قطع الإنترنت لبغداد، و ان دل هذا على شيء فهو يدل على ان الإنترنت قُطع عن البصرة أولاً، في الساعات الأولى من قطع الإنترنت نقلت القناة الرسمية العراقية IMN خبراً في شريطها الأخباري ان قطع الإنترنت سببه قطع في كابل على طريق كركوك - الطوز قبل ان يدخل القطع في الكابل الى ثقب دودي ليتحول موقعه الى الطريق بين محافظات ذي قار - ميسان - البصرة!
و حسب معلوماتي فأن قطع الكابل - ان وجد اساساً - سيؤثر على إبراج الإنترنت لا على إبراج شركات الإتصالات، و رغم هذا فقد قامت شركات الإتصالات ايضاً بقطع خدمة الإنترنت، اثناء بداية قطع الإنترنت، طلبت من خمسة أصدقاء ان نتصل معاً بمركز خدمة الزبائن لأسياسيل للأستفسار عن الموضوع، و قد كررنا المحاولة لأكثر من مرة دون اي رد، لاحقاً، تفاجئنا بقطع خدمتي الإتصالات و الرسائل النصية لساعات معدودة بشكل متفرق
الأعلام الخاص
من أشكال التعاون مع النظام في تعقيد الأزمة هو اصرار الاعلام الرسمي و الخاص على مصطلحات كالمخربين و المندسين، بطريقة مبالغ بها و مثيرة للسخرية في وقت واحد، فعندما صرح حيدر العبادي و "غرد" مقتدى الصدر عن موضوع التخريب و التجاوز على الممتلكات العامة، لم تنتشر في ذلك الحين الا الصورتين اللتان أصبحتا أشهر من نار على علم، صورة لشاب ملثم يتجاوز جداراً بسلم، و صورة لشاب يضع جهاز تبريد على دراجته، و هذه الصورتين المريبتين تباكى عليها العبادي و الصدر و السياسيين جميعاً و الأعلام الرسمي و الخاص و مدوني الاحزاب في مواقع التواصل، في ذلك الحين لم يكن هناك اي حراك شعبي في محافظة آخرى او اي حرق مقرات لأي حزب، مما يزيد الشك ان تهمة التخريب كانت جاهزة و كل ما كانت تحتاج إليه هو تطبيل الأعلاميين و ترسيخها في أذهان المواطنين، فمن البديهي ان يلجئ المواطن بعد ذلك للتخريب الحقيقي فقد تمت ادانته قبل ان يرتكب الجرم.
اتذكر جيداً عندما روج الأعلام الخاص لتقبيل يد مسؤول حراسات المنطقة الخضراء لمقتدى الصدر على انه "احترام لزعيم وطني" و ان نصب خيمة مقتدى الصدر في الخضراء "تواضع زعيم بممارسة حق المواطنين" و عندما وصف أقتحام الصدريين للبرلمان بأنه "انتصار لثورة شعب"
فأن هذا الأعلام تتغير أحكامه بتغير المحكوم عليه و ان كان فعلهما متشابهاً، مع ذلك فأنا أُفضل نتعامل مع هذا الأزمات كمواطنين بصريين على ان ننهي هذه العقبات بتحالفنا مع المتحزبين
التجار
قد يخفى على البعض حقيقة أرتفاع اسعار تعبئة المياه و حتى بيع المياه المعدنية بالجملة قد أرتفعت أسعاره، في بلد يوزع المتدينين من أهله كل ما لذ و طاب على من يحيي ذكرى الشهيد الثائر الذي مات عطشاناً و يتقاعسون عن دعم الثائر الحي ولو بالكلمة و يستغل بعضهم سوء حال البلد للتجارة بالماء الصالح للشرب