50% من حالات النوبات القلبية تؤدّي إلى فقدان المريض للحياة قبل وصوله إلى المشفى وقبل حصوله على الرعاية الطبية، وذلك على الرغم من وجود علامات تخوّل المريض التنبّؤ بالنوبة القلبية قبل أيام من حدوثها.
لذا إن كنت معرّضا للنوبات القلبية نعطيك هذه المجموعة من المؤشّرات التي تستدعي انتباهك واهتمامك لتداركها قبل فوات الأوان.
1) ألم الصّدر
ألم الصدر كمؤشّر للذبحة القلبية لا يقتصر على الألم الشديد الذي يشعر به المريض في أثناء مروره بالنوبة، فهذه فكرة خاطئة اكتسبناها من السينما والمسلسلات.
في الغالب قد يشعر المريض بآلام الصدر قبل أيام عديدة من الذبحة القلبية، وغالبا ما يمتد الألم إلى الفكّين، الكتفين واليدين. ويصفه من مرّ به بأنّه حالة من الضيق والانقباض في منطقة الصدر.
يمكن أن يشعر به المريض مسبقا بشكلين:
ألم بعد نشاط جسماني شاق، حيث تكون الدورة الدموية للقلب أضعف بسبب انسداد الشرايين، يتلاشى هذا الألم بعد الاسترخاء وتناول الدواء.
ألم غير مرتبط بنشاط ما، يمكن أن يصيب الشخص خلال وقت راحته وبدون بذل أي جهود، في حين لا تساعد الأدوية في التخفيف منه.
بشكل عام تتطوّر آلام الصدر تدريجيّا وببطء، الأمر الذي يقلل من قدرة الأشخاص على استشعار الخطر من ورائه فيقومون عادة بنسبه إلى أسباب أخرى كالتقدم بالعمر، عسر الهضم، خلل في نظام النوم وغيرها.
2) خفقان القلب
خفقان القلب يعني نبض القلب السريع أو رفرفة و"قفزات" في النبض، أي اضطراب في معدل نبضات القلب.
قد تتنوع أسباب خفقان القلب ما بين الإجهاد والتعب، تعاطي أدوية معيّنة، استهلاك مفرط للمنبّهات كالكافيين والنيكوتين والكحول، أو حتى قد تؤدّي الانفعالات الشّديدة للخفقان.
ومع ذلك، أحيانا قد يشير هذا الخفقان لاضطراب وأزمة قلبية في الطريق، خصوصا إن كان مصحوبا ببعض الدوار.
لذا إن كنت تعاني من الخفقان بشكل تصاعدي ولفترة طويلة لا تهمل نفسك أبدا، توجّه بأقرب فرصة لطبيبك قد تخلّص حياتك بذلك.
3) ضيق التنفّس
عند الحديث عن انسداد جزئي للشرايين فإنّ أي مجهود من شأنك أن تبذله لا بدّ وأنه سيؤدّي إلى زيادة الضغط على قلبك، حيث أنّه يعمل على ضخ الأكسجين الموجود في الدم إلى باقي خلايا وأعضاء الجسم.
لذا في حال أصبحت تشعر في ضيق تنفّس بعد نشاط جسماني كنت معتادا عليه، عندها من الضروري جدا مراجعة الطبيب بسرعة، قد يكون هذا مؤشّرا حقيقيّا لأزمة قلبية خلال أيام قريبة.
أظهرت الإحصائيات أن أولئك الّذين عانوا من ضيق التنفّس كانوا الأكثر عرضة للوفاة نتيجة لأمراض القلب، حيث أن ضيق التنفّس بسبب انسداد الشرايين يرفع من إجهاد عضلة القلب كي تضخّ الدم لباقي الجسم، ما يؤدّي إلى الإصابة بالنوبة القلبية.
4) التعرّق المفرط
عندما يكافح القلب والشرايين لضخّ الدّم إلى جسمك بسبب انسداد الأوعية الدموية، يبذل جسمك جهدا إضافيّا، هذا الجهد الإضافي يؤدّي إلى ارتفاع الحرارة في الجسم، فيضطرّ الجسم لتبريد نفسه بواسطة التعرّق.
عادة ما يلجأ الناس إلى إيجاد مبررات مختلفة أخرى للتعرّق، لكن في حال كنت تقوم بنشاطات بسيطة وتتعرّق بشكل مفرط، أو لاحظت أنّك تقوم بنفس النشاطات الاعتيادية بالنسبة لك لكنّك تتعرّق أكثر، عندها راجع طبيبك!
5) الغثيان
عند انسداد الشرايين، على الرغم من أنّ القلب يبذل كلّ جهده لضخ الدّم، إلّا أنّ الدم يصل لأجهزة وأعضاء الجسم بمحدوديّة معيّنة. عند وصول الدم بشكل محدود إلى الجهاز الهضمي قد يؤدّي ذلك إلى تقلّصات معويّة وغثيان.
في حال كان لديك تاريخ من القيء والغثيان، أو تقلّصات معوية غير مريحة، وخصوصا إن ترافق ذلك مع حالات من التعرّق أو الدّوار، قد يكون جسمك ينذرك بإصابته بنوبة قلبية.
6) ضعف ودوخة
كما أشرنا سابقا، فإنّ إجهاد الجسم من أجل ضخ الدّم ومقاومة الشرايين والأوعية الدموية المسدودة، لا بدّ أن يخلق في الجسم حالة من الاستنفار تؤدّي مع الوقت للوهن والدوخة.
لذا في حال كنت تشعر بالإرهاق والتعب على الرغم من أخذك قسط من الراحة أو دون القيام بمجهودات جسمانية، عندها عليك فعلا استشارة طبيبك والقيام بالفحوصات اللازمة.
7) ضعف الانتصاب
يحتاج القضيب كي ينتصب تدفّقا جيّدا للدّم، حيث أنّ الأنتصاب هو عبارة عن اندفاع الدم في الشعيرات الدموية فيه.
لذا في حال كنت تعاني من ضعف بالانتصاب يستمر لمدة يومين أو أكثر، قد يشير ذلك إلى أنّك تعاني من انسداد متزايد في الأوعية الدموية وعليك مراجعة الطبيب في الحال.
8) التجاعيد في شحمة الأذن
مهما قد يبدو الأمر غريبا، إلّا أنّه فعلا كذلك، حيث يظهر أنّ شحمة الأذن تنكمش على نفسها وتشير أيضا إلى انسداد في الشّرايين.
من خلال أكثر من دراسة تناولت العلاقة بين شكل شحمة الأذن وبين ميل الأشخاص إلى الإصابة بنوبات قلبية، تمّ تأكيد العلاقة بين وجود تجويف في شحمة الأذن واحتمال الإصابة بنوبة قلبية.
لذا في حال لاحظت أيّ تجعّد في شحمة أذنك لا تشعر بالسخافة لمراجعة طبيبك، فمعك كل الحقّ في ذلك.
عزيزي، في حالات النوبات القلبيّة أيّ تدخّل مسبق من قبلك ومن طبيبك قد ينقذ حياتك فعلا، وقد يساعدك في تجنّب أضرار عديدة قد تنجم عن النوبات القلبية والسكتات الدماغية، لذا لا تتساهل في الموضوع