الشعر الشعبي .. جوهر أدبي نابض بالجماليات
شاعر المليون من أبرز البرامج التي تعزز مكانة الشعر الشعبي
يحتل الشعر الشعبي مكانة متصدرة في الذاكرة الأدبية الإماراتية والخليجية بوجه عام. وهو بلا شك يحضر بقوة مشكلاً وجهة تأثير إبداعي فاعلة ومهمة في تفاصيل الحياة اليومية في مجتمع الإمارات، بفضل اهتمام الدولة وقيادتها الرشيدة بهذا الحقل الإبداعي، وللعناية الشديدة من الجهات المتخصصة بحفظ هذا الدر المكنون واستقطاب الشباب إليه.
وهو ما يؤكده عدد من الشعراء والمثقفين في حديثهم إلى «البيان»، مشددين على أنه لم تزل مكانة الشعر الشعبي محل اهتمام ملموس من قبل الشعراء، إن في الزمن الماضي، أو على مستوى جيل الشعراء الشباب، الذين أثروا وسائل التواصل الاجتماعي بمخزون أدبي ثري، عبَّر عن المكانة المرموقة التي يتربع عليها ذلك النوع الأدبي حتى وقتنا الحالي، وخاصة في زمن الانفجار المعلوماتي والثورة التكنولوجية التي عبدت الطريق أمام ثلة من الشباب لإيصال أصواتهم وقصائدهم إلى شتى فئات المجتمع، متجاوزين النطاق المحلي إلى مساحة أبعد إقليمياً وعربياً.
واتفق الشعراء أيضاً، في الوقت نفسه، على أن الشعر الشعبي جوهرة وأيقونة تخزن الكثير من الجماليات والملامح المحلية ولا يمكن أن تتراجع، ولكننا بحاجة دائمة لتوثيق عرى روابط الأجيال الشابة بهذا المساق الإبداعي وتعريفهم بدر مكنون هذا الإبداع.. والتركيز على جذبهم إلى الأمسيات الشعرية المتخصصة بالشعر الشعبي.
كما رأى المشاركون في الاستطلاع أننا بحاجة لتعزيز اهتمام أفراد الجمهور بهذا المساق الإبداعي، مع التركيز على اهتمام شبابنا به.. وخاصة في زمن أصبحت الرواية فيه رائجة ومفضلة لدى كثيرين.
متابعة
يقول الشاعر محمد المشيخي: لا شك أن شبابنا في غالبيتهم، مهتمون بالشعر الشعبي، وطبعاً من الصعب الحكم على إقبالهم على الشعر مع عدم حضورهم للأمسيات؛ فالكثير منهم حريص على متابعة الشعر والشعراء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والمتعددة، لذا فإن الحصيلة المعرفية في الشعر الشعبي جيدة لديهم، إضافة إلى أن كثرة برامج الشعر والحسابات التي تهتم بالشعر كثيرة ومتعددة وتحمل في طياتها الموروث الشعبي، مما ساهم في تعريف الأجيال بالشعر بالشكل المناسب، وهو ما يحسب لوسائل التواصل الاجتماعي وأثرها الإيجابي واستخدامها بشكل صحيح.
ويتوقع المشيخي أن يزيد إقبال الشباب على الشعر الشعبي والاهتمام به، مما يزيد من فرصة بروز شعراء حقيقيين مجيدين في هذا المجال.
محمد المشيخي
وعي
بدورها، تؤكد الشاعرة بتول آل علي، أن الشعر الشعبي له رونقه المهم. وتضيف: في زمن «الإلكترونيات» علينا ترسيخ أهمية الشعر الشعبي بكل السبل.. وتشجيع الشباب المهتمين بهذا النوع الراقي من الأدب، الذي يحكي ويعبر عن ثقافتنا وتاريخنا وعراقتنا، لذ فإننا نجد مساعي طيبة ومشكورة من عدد كبير من الجهات الوطنية المعنية بالثقافة والتراث، ولكن علينا جميعاً التعاون في الخصوص. ولا بد للإعلام من الإسهام الفاعل في هذا الشأن.
بتول آل علي
وتتابع بتول آل علي: هناك أساليب عديدة لا بد لنا من اتباعها لاستقطاب الشباب من عوالم مواقع التواصل نحو الأمسيات الشعرية المتخصصة بالشعر الشعبي، وهذه حاجة ملحة علينا أن نسارع فيها. ولا بد من أن نطلع شبابنا ونثقفهم حول تاريخ ومبادئ وغنى هذا النوع من الإبداع الشعري، بشتى الطرق.
تفاعل محدود
وعن اهتمام الجيل الحالي بالشعر الشعبي ترى الشاعرة عائشة الحدادي أن هناك مجموعة مهمة من الشباب تهتم بقراءة الشعر الشعبي أو الاطلاع على قصائده، باعتباره موروثاً غنياً جداً.
ولكن الخلل الأساسي برأيها هو تخلف بعض الشباب عن مواكبة فعاليت وأمسيات الشعر الشعبي، خصوصا في ظل عزوف نسبة كبيرة من الشباب عن الثقافة والانغماس في عوالم المواقع الإلكترونية. ومن واجبنا نحن كشعراء ومثقفين أن نحفز الشباب لحضور الفعاليات الثقافية والأمسيات الشعرية المتخصصة بالشعر الشعبي.. لا أن يقتصروا فقط على متابعة شعرائهم الشعبيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
عائشة الحدادي
عزوف
«الجيل الحالي لا يهتم بقراءة الشعر عامة»، هذا ما بدأ به الشاعر محمد إبراهيم حديثه، إذ يرى أننا مطالبون، كمثقفين وجهات معنية، في جذبهم بقوة إلى إدراك كنه هذا الإبداع الغني، وخاصة الشعر الشعبي.
ويتابع: إننا معنيون بجعل شبابنا متعلقين بالشعر ويخصصون وقتاً لقراءته والإبداع فيه، لا أن ينغمسوا فقط في عوالم التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي. هناك طرق كثيرة يمكن أن نتبعها وتوفر الحلول الناجعة في هذا المجال، ويجدر أن نضع خطط عمل مدروسة لتمكين وتمتين علاقة شبابنا بالشعر الشعبي.