رواية سنغافورية متهمة بـ«الركاكة» تحصد جائزة مرموقة
المصدر: إعداد - فاتن صبح
حصدت رواية «بونتي»، أولى روايات الكاتبة السنغافورية شارلين تيو، جائزة ديبورا روجرز الافتتاحية للكتاب، وحلّت في مكانة مرموقة بالوسط مشفوعةً بمديح مشتعل لإيان ماك إيوان، ولكن... مع أن أي كاتب على الكوكب يطمح لأن تزيّن تلك الأسماء غلاف كتابه، فإن ذلك لا يعني أن الاستعداد الأوليّ للوقوع في حبّ عمل تيو سيستمر للنهاية، وذلك على الرغم من بعض التعليقات التي ترى أن الرواية ستطارد القارئ طويلاً بعد الانتهاء منها.
الآراء الأخرى جاءت مغايرة وأشارت لحاجة ملحّة إلى محرر أقوى لرواياتها المقبلة..واتهمتها أنها تعاني الركاكة في الصياغة والحبكة. كما ذهب البعض في تحليلهم للرواية بالقول: إنها تخطت الحرارة الساكنة لرواية كاتبة القصة القصيرة الأميركية سيلفيا بلاث «الناقوس الزجاجي»، وشيئاً من شجي «العذراء تنتحر» شبه الحالم، للروائي الأميركي جيفيري أوغينيدس. ونجحت في أولى رواياتها الساحرة بأن ترسم ملامح مراهقة فتاة في سنغافورة تحمل من الثراء والغرابة إلى جانب شيء من الألفة الموجعة.
وتتحدث «بونتي» بلسان ثلاثةٍ من أبطالها أو بطلاتها النساء: سزو ذات الـ16 عاماً، سجينة «الأرض الحارة الرهيبة» كما تسمّي سنغافورة، وسيرس، صديقتها المفضلة فاحشة الثراء ذات اللسان السليط، وأميسا والدة سزو ذات الجمال الأخاذ، نجمة سينمائية منسية من الصف الثاني.
تصوّر تيو سنغافورة بتفاصيلها الدقيقة بدءاً من رائحة الدخان المحمّلة على الضباب، وجدار المدرسة، و«طيف دوار السيارات والمثلجات بالنعناع البخسة الثمن» وقوالب حلوى أعياد الميلاد، وصولاً لأصحاب مدونات الموضة. أما شخصيات تيو النسائية فمرسومة بتعقيدات مذهلة، تجعل منهن خرقاوات مغريات مراوغات ضعيفات.
وتعالج «بونتي» بعين النقد هوس سنغافورة الحديث بالحنين إلى الماضي، في حبكةٍ لاذعة حزينة مطعّمة بشعور الوحدة العميق المترسب في زوايا المدينة سريعة التغيير.