يمكن لمواجهة المخاوف باستخدام الواقع الافتراضي أن تصبح العلاج المستقبلي للرهاب، بعد تجربة ناجحة قام بها أكاديميون من جامعة أكسفورد.
ووجد الباحثون أن بالإمكان علاج ما يقارب ثلاثة من أصل أربعة مرضى يعانون من رهاب خطير من المرتفعات، باستخدام برنامج واقع افتراضي، ما يعزز الآمال بشأن تمكن هذه التقنية من معالجة بعض مشاكل الصحة العقلية المستعصية الأخرى.
ويقدم البرنامج الذي قاده مدرب واقع افتراضي، مبنى مكونا من 10 طوابق مع مدخل مفتوح كبير في الوسط، ما شجع المشاركين تدريجيا على الاقتراب من الحافة لإنقاذ قطة أو عبور جسر من حبل، وغيرها من الأمور المتعلقة برهاب المرتفعات.
وتمكن المشاركون في الدراسة من التخلص في غضون ساعات من المخاوف التي كافحوا لعقود للتخلص منها، مثل الاقتراب من الشرفات أو الصعود باستخدام السلالم المتحركة، دون أي مداخلات من معالج بشري.
ويعد رهاب المرتفعات أو ما يعرف علميا باسم "Acrophobia"، الرهاب الأكثر شيوعا في العالم، حيث أن 1 من كل 5 أشخاص لديه مثل هذه الحالة، ويتم تشخيص 5% منهم سريريا بهذا الرهاب.
وقامت الدراسة بتجنيد 100 متطوع مع تشخيص رسمي بمعاناتهم من الرهاب لمدة 30 سنة في المتوسط، وتم إخضاع نصف المتطوعين بشكل عشوائي للعلاج بالواقع الافتراضي، على الرغم من أن اثنين منهم لم يتمكنا من إكمال العلاج لأنه كان صعبا للغاية بالنسبة لهم.
وبعد 6 جلسات مدة كل منها 30 دقيقة، على مدى أسبوعين، بدأ المتطوعون بالتعبير عن رغبتهم في شرح أسباب مخاوفهم لمدرب الواقع الافتراضي، سواء كانت القلق من السقوط أو رمي أنفسهم خارج المبنى، على سبيل المثال، ومن ثم تقديم تفسير لحالتهم من قبل علم النفس. وكشفت النتائج عن تحسن ملحوظ في حالة الرهاب لدى 34% من المشاركين عقب فترة العلاج الافتراضي.
وهذه هي التجربة الأولى التي تظهر فيها فوائد الواقع الافتراضي في علاج أمراض نفسية، ويشير فريق جامعة أوكسفورد إلى أنه يمكن تطبيق هذه التقنية لمعالجة حالات أخرى من مشاكل الصحة العقلية.
وقال البروفيسور دانيال فريمان، المعد الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة "The Lancetjournal": "يتضح من خلال تجربتنا السريرية أن معالجات الواقع الافتراضي لديها القدرة على أن تكون فعالة، وأسرع وأكثر جاذبية للعديد من المرضى من العلاجات التقليدية التي تعقد وجها لوجه مع الخبراء".