ماغواير .. وكيس القمامة
المصدر: دبي - البيان الرياضي
رغم أن الإنجليزي هاري ماغواير ارتقى إلى الفريق الأول في نادي شيفيلد يونايتد بعد شهر من الاحتفال بعيد ميلاده الثامن عشر، فإنه اضطر للتحلي بالصبر طويلاً بانتظار أول استدعاء للانضمام إلى منتخب «الأسود الثلاثة»، ونال فرصته الأولى في سبتمبر 2017 عن عمر يناهز 24 سنة، وخاض باكورة مبارياته مع منتخب إنجلترا بعدها بشهر، عندما ساعدها على الاحتفاظ بشباك نظيفة ضد ليتوانيا في المباراة الأخيرة ضمن تصفيات كأس العالم، بيد أن رزانة أسلوبه وعروضه المبهرة في ليستر سيتي، مكّنته من الحصول على مقعد في رحلة الفريق إلى روسيا، والمشاركة في المباريات الخمس التي خاضها منتخب بلاده حتى الآن في المونديال.
لا شك أن غاريث ساوثجيت، مدرب إنجلترا، لاحظ أن إمكانيات ماغواير الجسمانية لا تنقص من مهاراته بالكرة وإيقاعه السريع، وأظهر قلب الدفاع قدرة هائلة على التقدم بهدوء إلى الأمام، وإضفاء قوة إضافية ومبادرة هجومية على وسط الملعب عند الحاجة، وهي سمة تتماشى بشكل جيد مع نظام ساوثجيت المفضل الذي يقوم على ثلاثة مدافعين في مركز الخط الخلفي، لكن وعلى غرار العديد من اللاعبين الذين يشكلون جزءاً من قصة نجاح «الأسود الثلاثة» حتى الآن في كأس العالم، شخصيته المتواضعة والمحبوبة، والتي جعلته يحظى بالاحترام والتقدير والإعجاب في أوساط الجماهير الإنجليزية.
يملك ماغواير حسّاً فكاهياً يقربه إلى زملائه اللاعبين، وفي أغسطس الماضي، وصل إلى أول حصة تدريبية له مع المنتخب الإنجليزي حاملاً حذاءه في كيس بلاستيكي مخصص للقمامة، وغرد على حسابه الشخصي في «تويتر»، بعد الفوز على السويد في ربع النهائي، بالظهور في صورة مع شريكته فيرن هوكينز، وكتب عليها تعليقاً يقول لها إن تطلب من الجيران إخراج القمامة خلال ما تبقى من أيام هذا الأسبوع، في إشارة إلى استمرار بقاء المنتخب الإنجليزي فترة أطول في المونديال.
ساهمت إنجازات ماغواير في قلب الأمور رأساً على عقب، وبفضل رأسيته القوية ضد السويد، منح صاحب القميص رقم 5 التقدم لمنتخب إنجلترا، مساهماً في إحداث تغيير في الديناميكية، وتمكّن هو وزملاؤه في فريق «الأسود الثلاثة» من الحفاظ على رباطة الجأش بعد بداية تميزت بندية قوية، ليفوز المنتخب الإنجليزي، ويتأهل إلى الدور نصف النهائي، بعدما شارك مع منتخب بلاده في 435 دقيقة، موزعة على 5 مباريات، وقطع خلالها 43 كيلومتراً، ومنها 16.6 مسافة مقطوعة من الاستحواذ على الكرة، و15.7 كيلومتر مسافة مقطوعة دون استحواذ على الكرة.