كل المعلومات التي ينبغي عليك معرفتها حول جراحة تكبير الثدي
في وقتنا الحالي؛ أصبح الاهتمام بالعمليات التجميلية أكثر من أي وقتٍ مضى، لكن ما زال الناس ينظرون إلى عمليات تجميل الجسد نظرة دونية ويستهجنون روادها، خاصة عندما تتعلق بالثدي وتكبيره.
سنقوم في هذا المقال بتحليل وشرح كل ما يتعلق بهذه العملية مستعينين بآراء الخبراء وإفادات الأشخاص الذين قاموا بإجرائها، ومستندين على الحقائق فقط، دون أي زيادة أو نقصان. تابع معنا عزيزي القارئ لنحيطك علماً بكامل المعلومات المتعلقة بجراحة تكبير الصدر.
أصبحت عمليات تكبير الثدي من الإجراءات الجراحية الشائعة حاليا، وفي الواقع، ووفقاً للجمعية الأمريكية لأطباء الجراحة التجميلية، ”تعد عملية تكبير الثدي أكثر عملية تجميلية أجريت في العقد الماضي“، ففي عام 2017 فقط، تم إجراء أكثر من 300 ألف عملية جراحية تجميلية! بالنسبة للنساء اللاتي يتطلعن لتغيير شكل وحجم صدورهن؛ يمكن أن تكون عمليات تكبير الثدي هي الحل الأمثل.
إليك سيدتي كل المعلومات التي ينبغي عليك معرفتها عن هذا الإجراء الجراحي ومراحله.
مرحلة الإستشارة
تتضمن عملية تكبير الصدر أو ما يسمى ”حشو الثدي“ إدخال حشوات ذات نوعية خاصة بطريقة فنية إلى ثدي المرأة، ولكن قبل أن تقومي بحجز موعدٍ أو مكانٍ لإجراء العملية، عليك اتباع الخطوة الأولى والأهم، وهي استشارة عميقة ومطولة مع طبيبٍ تجميلي مختص.
بحسب أقوال (دانيال مامان)، وهو طبيب جراح متمرس من مدينة نيويورك: ”يمكن أن تستمر هذه الجلسة ل60 أو 90 دقيقة، يتناقش فيها كل من الطبيب و”المريضة“ حول تفاصيل الجراحة والخيارات المطروحة أمامهم، ويشمل ذلك نوع الحشوة الموضوعة وعلاقتها أو ارتباطها مع العضلات الصدرية، بالإضافة إلى مكان إجراء الشق الجراحي“.
مرحلة إتخاذ القرار
توجد العديد من الخيارات التي يجب عليكِ وضعها في الحسبان فيما يخص نوع الحشوة المستخدمة، كالاختيار بين حشوتي السالين والسيليكون، فحشوة السالين مملوءة بمياه ملحية معقمة وتأتي بشكل موحد، فقياس واحد يمكن أن يناسب جميع مقاسات الأثداء، أما حشوة السيلكون فهي ذات شكل هلامي، مصنوعة من مادة تعطي مظهراً طبيعياً يكاد لا يفرق عن مظهر الثدي الأصلي.
الاختيار بين حشوتي السالين والسيليكون
بعد اختيارك لنوع الحشوة يجب عليك معرفة الحجم والشكل المناسبان، فاذا قمت باختيار حشوة السيليكون على سبيل المثال، عليك الاختيار بين ثلاث أشكال مختلفة من تلك الحشوة، وبحسب ما قاله الدكتور (مامان)، فإن ”هذه الأصناف قد تكون إما بشكل دائري أملس، أو دائري خشن، أو بشكل يشبه حبة الدمع، وتكون كلها مركبة بطريقة تشريحية مماثلة لشكل الثدي الطبيعي“. وحسب تجربته، وجد أن الحشوات المدورة الخشنة تعطي شكلاً أوسع وأكبر، أما الحشوات الملساء فهي تبدو أنعم وأكثر ليونة.
تابع (مامان) حديثه قائلاً: ”معدل انكماش وتمزق محفظة الحشوات الخشنة بعد إلتئام النسيج حولها أقل من غيرها، بالإضافة إلى أنها تتحرك بشكل أقل“، ومع ذلك لا يميل الطبيب لاستعمال الحشوات المدورة المخططة، ويلتزم بصورة رئيسية بالنوع المدور الأملس، لأن النوع الخشن يمكن أن يتموج ويغير من شكله الأساسي، بالإضافة إلى أنه يحمل مخاطر أكبر للإصابة بمرض اللمفوما (سرطان الغدد الليمفاوية).
تُتبع الاستشارة لاحقاً بتصوير فراغي ثلاثي الأبعاد للثدي، مما يتيح الفرصة لتحديد الحجم المناسب لجسم المريضة، ورؤية كيف سيبدو جسدها بعد إضافة الحشوات في المستقبل. يحدد بعد ذلك موعد لقياس حجم الثدي قبل أسبوع من موعد العملية بغية التوصل إلى قرارات نهائية.
يخبرنا (مامان) عن ما يفعله في حال لم يستطع هو والمريضة تحديد النوع والحجم المناسبان في هذه الجلسة قائلاً : ”أدخلُ غرفة العمليات وقد قمت بتهيئة عدد من الحشوات المختلفة، وأقوم أثناء إجراء العملية باتخاذ الخيار النهائي، وذلك بعد التطبيق العملي ورؤيتي للحشوة المثالية التي استطاعت إعطاء المظهر الأفضل والأكثر طبيعية“.
المرشح المثالي لإجراء العملية
تعتبر جراحة تكبير الصدر من الإجراءات المباشرة والبسيطة، فكما يروي الدكتور (دارين سميث)، الحائز على شهادة مزاولة الجراحة التجميلية في مدينة نيويورك: ”..يمكن للمريضة أن تتعافى من هذا العمل الجراحي بسهولة، لأن فترة النقاهة تكون قصيرة والشعور بالألم بعدها يكون طفيفا ومعتدلا“، لذلك يصف الطبيب المرشح المثالي لهذه العملية بأنه شخص ذو صحة جيدة، وسليم بدنياً وكل ما يريده هو الزيادة في حجم الثدي.
أما بالنسبة للسيدات اللاتي يعانين من مشاكل مثل الأثداءً المترهلة أو ما يسمى بالثدي المتدلي، فلا ينصحن بإجراء تكبير أو رفع للثدي دون معالجة، فكما قال الطبيب (سميث): ”تحتاج عملية رفع الصدر، سواء كانت مترافقة مع أو بدون زيادة في الحجم، إلى معالجة التدلي أولاً“.
على العموم، يجب تجنب هذا الإجراء الجراحي المتعلق بزيادة حجم الثدي عند النساء اللاتي يخططن للحمل في المستقبل، لأن الحمل والإرضاع يغيران من حجم الثدي.
فترة التحضير
شأنها شأن معظم العمليات الجراحية الأخرى، تبدأ مرحلة الإستعداد لجراحة تكبير الصدر قبل ستة أسابيع من موعد العملية، وتُنصح المريضة المدخنة خلال هذه الفترة بالإقلاع عن التدخين واستبداله بمنتجات التبغ والنيكوتين الصناعية كاللصاقات وغيرها، بالإضافة إلى إيقاف استخدام مانعات الحمل الهرمونية، ويعود سبب ذلك إلى أن التدخين يؤدي إلى تأخر عملية التعافي ويزيد من احتمال حصول تعقيدات أثناء العمل الجراحي. وكما قال الدكتور (سميث) بصدد هذا الأمر: ”يزيد التدخين من خطورة حدوث تعقيدات إضافية، أما موانع الحمل الهرمونية فهي تزيد من خطورة تخثر وتجلط الدم“.
وفي المرحلة التالية، قبل عشرة أيام، تعطى المريضة لائحة من التعليمات والإجراءات التي يجب عليها اتباعها، وكما يقول (سميث) ”نطلب من المريضة الامتناع عن شرب النبيذ الأحمر، والابتعاد عن تناول الأسبرين والإيبوبروفين أو الأدوية التي تدخل هذه المركبات في تركيبها، فيمكن أن تزيد المواد السابقة من احتمالية حصول نزيف‘‘. وينصح الأطباء في هذه المرحلة أيضا بالابتعاد عن المكملات الغذائية، مثل الفيتامين E والأوميغا 3 وغيرها لنفس الأسباب السابقة.
قبل يومين من الحدث الرئيسي؛ تُنصح المريضة بزيادة الاهتمام بالصحة والنظافة الشخصية، من خلال الاستحمام باستعمال صابون مطهر خاص، مع التأكيد على أن المشروبات الكحولية ممنوعة أيضاً في هذه الفترة.
برأي (سميث): ”أهم مرحلة في كامل هذه العملية هي التواصل الجيد بين المريض والطبيب، فهذا التواصل مهم جداً لضمان أن الجراح يفهم مطالب وتوقعات المريضة بشكل كامل، ومن ناحية أخرى تفهم المريضة الدور المترتب عليها أيضاً“، وأضاف قائلاً: ”أفضل النتائج تأتي عندما يعمل المريض والطبيب كشركاء لإنجاح هذه العملية“.
مرحلة إجراء العمل الجراحي
يتألف الإجراء الجراحي بحد ذاته من عدة خطوات، والتي لا تتطلب الكثير من الوقت، فوضع الحشوات وتأمينها في المكان المناسب لا يستغرق أكثر من ساعة وربع كحد أقصى، ويتم إخراج المريض بعد الانتهاء منها بوقت قصير، حيث تجرى الجراحة على الشكل التالي:
توجد ثلاثة أماكن أساسية لإجراء الشق الجراحي، إما تحت الثدي عند الثنية السفلية مباشرة، أو حول الحلمة حيث يجرى فيها الشق على حافة الهالة، أما الخيار الثالث فيكون من خلال الحفرة الإبطية. ويوجد مكانين لوضع الحشوة بشكل أساسي، إذ توضع الحشوة إما خلف العضلة الصدرية الكبيرة، أو خلف نسيج الثدي وأمام العضلات.
يخبرنا الدكتور (سميث) عن تجربته حول هذا الأمر بقوله: ”من خلال خبرتي، فإن المكان الأفضل والأكثر شيوعا لزرع الحشوة هو ذلك الموجود خلف العضلات، والوصول الأمثل إلى ذلك الموضع يتم من خلال الشق أسفل الثدي“.
تبدأ المداخلة الجراحية بإجراء شق أسفل الثدي، ومن ثم تكشف العضلة الصدرية، ويتم فيها إجراء تجويف تشريحي باستخدام آلة تقوم بعمل جيب يماثل حجم الحشوة المناسبة لثدي المريضة، وبعد أن يتم التأكد من مساحة الجيب، تُزال هذه الآلة وتوضع مكانها الحشوة، ثم يغلق الشق الجراحي بعدها، ثم يتم إجراء العملية المماثلة نفسها للثدي الثاني.
مخاطر هذا العمل الجراحي
كما هو الحال في أي نوع من الجراحة، لا بد من وجود بعض المخاطر والتعقيدات المحتملة، حيث سلطت الجمعية الأمريكية لأطباء الجراحة التجميلية الضوء على المخاطر المتوقعة لعملية تكبير الثدي، وأهمها:
- الخطورة الناجمة عن التعرض للمواد المخدرة.
- حدوث نزيف يؤدي إلى تشكيل ورم دموي.
- إلتهاب النسيج وتغير الاحساس في الحلمة والثدي.
- تغيّر موقع الحشوة مع الزمن، أو تمزقها و تسرب محتواها إلى النسيج الغدي المجاور مما يؤدي إلى رد فعل مناعي اتجاهها.
- من الممكن أيضاً تراكم السوائل وظهور تجاعيد على الجلد فوق الحشوة.
يمكن لتلك المخاطر أن تسبب شعورا بألم متكرر أو مضاعفات أكثر خطورة، وهنا تزيد احتمالية إعادة العمل الجراحي أو استئصال الحشوة تماما إذا لزم الأمر.
يجب مناقشة كل المخاطر والتعقيدات المحتملة مع المريض قبل توقيع أي إستمارة موافقة.
مرحلة التعافي من الجراحة
عند انتهاء العمل الجراحي؛ يستعيد المريض عادة وعيه بعد حوالي ساعة من الزمن، وتدوم فعالية المخدر المسكنة للألم لمدة تصل إلى اثنان وسبعون ساعة، لتحول دون احساس المريض بالألم طوال تلك المدة، ويرسل المريض إلى المنزل مباشرةً بعد استعادة وعيه أي بعد مرور ساعة ونصف فقط على انتهاء الجراحة. علق (مامان) بخصوص هذا الأمر قائلا: ”يشعر معظم المرضى عادةً بضيق وعدم ارتياح في منطقة الصدر، لكن بدون وجود أي ألم“.
يمكن للمرضى العودة لممارسة نشاطاتهم اليومية بعد ثلاثة إلى خمسة أيام من إجراء الجراحة، لكن يجب اتخاذ بعض الاحتياطات التي تحد من النشاطات الجسدية المفرطة، كالإمتناع عن رفع الأوزان، أو تمرين الطرف العلوي والصدر لمدة أسبوعين بعد الإجراء الجراحي، وشرح (مامان) خطأ شائعاً يرتكبه المرضى بقوله: ”يشعر المرضى في معظم الأحيان بحالة جيدة جداً بعد أسبوع، لكن يجب علينا الحد من نشاطاتهم قليلاً حتى يتم شفاء أجسادهم بشكل كامل“.
بعد العملية الجراحية، ينصح الأطباء مرضاهم عادة بارتداء حمالات صدر طبية لمدة أسبوعين، وذلك لدعم منطقة الصدر، وتعتبر زيارة الطبيب بعد العمل الجراحي أمراً هاماً للغاية لأنها تساعد في عملية الشفاء بشكل كبير، وعادةً ما يتم تنظيم الزيارات اللاحقة للعمل الجراحي وتحديدها بمواعيد مضبوطة على الشكل التالي، (بعد ثلاثة أيام من الجراحة، بعد أسبوع، ثم اسبوعين، أربعة أسابيع، ستة أسابيع، ثلاثة أشهر، ستة أشهر، سنة، سنة ونصف)، وبعد ذلك يتم إجراء زيارة دورية في كل سنة، وينصح الدكتور (مامان) مرضاه بإجراء زيارات متكررة ليطمئن وليتأكد من سير عملية التعافي بشكلها الأمثل.
تكلفة اجراء عملية تكبير الثدي
مثلها مثل كل العمليات الجراحية التجميلية، لا يغطي التأمين الطبي تكلفة هذه العمليات، والدفع بهذا الخصوص يكون على حساب المريض بشكل كامل، إذ يجب على المريض تجهيز مبلغٍ لا يقل عن 6000 إلى 15000 دولار أمريكي، وتختلف التكلفة بالطبع من منطقة جغرافية إلى أخرى وبحسب مكان تدريب الطبيب الجراح و خبرته، لكن أكد (مامان) على أن النتيجة التي سيحصل عليها المريض ستكون على قدر المبلغ الذي سيدفعه.
رأي احدى اللاتي قمن بهذه الجراحة
يسارع كل من الجراحين والمرضى عادة بتدوين إنجازاتهم وتجاربهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ورفع صورٍ مثيرة للإعجاب تبرز نتائج عملياتهم مرفقة بصور سابقة توضح التغير الحاصل، حيث تروي لنا (جيسيكا) البالغة من العمر 34 عاماً، تجربتها في إجراء جراحة تكبير لثدييها، قائلة: ”إنني سعيدة بشكل لا يوصف باتخاذي لقرار تكبير ثدييّ وسعيدة بالنتيجة النهائية، فلطالما كنت نحيلة بصدر مستوٍ للغاية، وكل ما أردته هو الحصول على قوام أنثوي يبدو بمظهرٍ طبيعيٍ“.
استذكرت (جيسيكا) الشعور بالضيق وعدم الارتياح في ثدييها خلال الأيام القليلة التي تلت العمل الجراحي، لكنها أضافت قائلة: ”بنهاية الأسبوع الأول، عدت إلى وضعي الطبيعي بشكل كامل تقريباً“.
ووفقاً لتجربتها، تنصح (جيسكا) جميع المُقدمين على إجراء هذا العمل الجراحي بالتروي والبحث ملياً عن الموضوع، فقد قامت باستشارة ثلاث أطباء قبل أن تختار طبيبها الذي أجرى لها العملية، وقالت بهذا الخصوص: ”عليكِ اختيار الطبيب الذي يشعرك بالارتياح والذي يستمع إليكِ بشكلٍ كامل“.
في الأخير، اذا كنتِ تفكرين في الخضوع إلى عملية تكبيرٍ للثدي، أو أي عمل تجميلي آخر، عليك بالبحث عن طبيب جراح حاصل علی شهادة معتمدة في مجال الجراحة التجميلية، لتحصلي على استشارة أولية موثوقة