نقص سكر الدم وحالات مرضية نادرة الحدوث
المصدر: خاص «البيان الصحي» بالتعاون مع «مايوكلينيك»
يعد نقص سكر الدم حالة مرضية تتصف بالانخفاض غير الطبيعي في مستوى سكر الدم (الجلوكوز)؛ مصدر الطاقة الرئيسي في الجسم، وعادةً ما يرتبط نقص سكر الدم بعلاج داء السكري، ومع ذلك، يمكن أن تسبب مجموعة متنوعة من الحالات المرضية، يكون العديد منها نادر الحدوث، نقص سكر الدم في أشخاص لا يعانون من داء السكري. وشأنه مثل الحمى، لا يعد نقص سكر الدم مرضاً بذاته؛ إنما مؤشراً على وجود مشكلة صحية.
وينطوي العلاج الفوري لنقص سكر الدم على خطوات بسيطة لإعادة مستوى سكر الدم مرة أخرى إلى النطاق الطبيعي — ما يقرب من 70 إلى 110 مليجرام لكل ديسيلتر أو مجم/دسل (3.9 إلى 6.1 مليمول لكل لتر) — من خلال أطعمة ذات نسبة عالية من السكر أو الأدوية. ويتطلب العلاج طويل الأمد تحديد السبب الرئيسي لنقص سكر الدم وعلاجه.
الأعراض
يحتاج الجسم والدماغ إلى إمداد متواصل من السكر (الجلوكوز) لتأدية وظائفه بشكل سليم مثلما تحتاج السيارة إلى البنزين لتشغيلها. فإذا أصبحت مستويات الجلوكوز منخفضة للغاية كما يحدث عند نقص سكر الدم، فيمكن أن ينتج عن ذلك العلامات والأعراض الآتية:
خفقان القلب
التعب
شحوب الجلد
الارتعاش
القلق
التعرق
الجوع
الهياج
الإحساس بوخز حول الفم
الصراخ أثناء النوم
وقد تتضمن العلامات والأعراض عند تفاقم نقص سكر الدم ما يلي:
الارتباك أو سلوكيات غير طبيعية أو كلاهما معاً؛ مثل عدم القدرة على إتمام المهام الروتينية
اضطرابات في الرؤية، مثل تشوش الرؤية
نوبات تشنجية
فقدان الوعي
وقد يبدو على الأشخاص الذين يعانون من نقص سكر الدم الحاد أنهم في حالة ثمالة. فقد يتحدثون بكلمات غير واضحة، ويتحركون بغير اتزان.
وهناك العديد من الحالات المرضية غير نقص سكر الدم التي قد تسبب هذه العلامات والأعراض، ويتم التأكد من أن نقص سكر الدم هو السبب فيها بإجراء اختبار على عينة دم في وقت ظهور تلك العلامات والأعراض لفحص مستوى سكر الدم في العينة.
وتعرف على علامات وأعراض نقص سكر الدم مبكراً لأن عدم علاجه يمكن أن يؤدي إلى:
نوبة تشنجية
فقدان الوعي
الوفاة
الاختبارات والتشخيص
سوف يستخدم الطبيب ثلاثة معايير – يُشار إليها غالباً بثلاثية ويبل – لتشخيص نقص سكر الدم. تشمل ثلاثية ويبل العوامل التالية:
علامات وأعراض نقص سكر الدم: قد لا تظهر عليك علامات وأعراض نقص سكر الدم خلال الزيارة الأولية لك مع الطبيب، وفي هذه الحالة، قد يطلب منك الطبيب الصيام حتى صباح اليوم التالي (أو فترة أطول)، وسوف يسمح ذلك بحدوث أعراض نقص سكر الدم؛ وبالتالي، يتمكن الطبيب من إجراء التشخيص.
ومن المحتمل أيضاً أن تحتاج إلى صيام ممتد في إحدى المستشفيات، أو إذا كانت الأعراض لديك تظهر بعد تناول الطعام، فسوف يرغب الطبيب في اختبار مستويات الجلوكوز بعد تناولك للطعام.
إثبات انخفاض جلوكوز الدم عند ظهور العلامات والأعراض. سوف يسحب الطبيب عينة من الدم لتحليلها في المعمل.
اختفاء العلامات والأعراض. ينطوي الجزء الثالث من ثلاثية ويبل التشخيصية على تحديد ما إذا كانت العلامات والأعراض تختفي عند ارتفاع مستويات جلوكوز الدم.
إضافة إلى ذلك، من المرجح أن يجري لك الطبيب فحصاً جسمانياً، ويراجع تاريخك المرضي.
العلاجات والعقاقير
يشتمل علاج نقص سكر الدم على:
العلاج الأولي الفوري لرفع مستوى سكر الدم
علاج الحالة المرضية الرئيسية التي تتسبب في نقص سكر الدم للوقاية من تكرار حدوثه
العلاج الأولي الفوري:
يعتمد العلاج الأولي الفوري على الأعراض التي لديك. وعادةً ما تُعالج الأعراض المبكرة عن طريق تناول ما يتراوح بين 15 إلى 20 جم من الكربوهيدرات سريعة المفعول. والكربوهيدرات سريعة المفعول عبارة عن أطعمة تتحول بسهولة إلى سكر في الجسم، مثل الحلوى أو عصير الفواكه أو المشروبات الغازية (التي تحتوي على السكر) أو أقراص/جل جلوكوز. ولا تعد الأطعمة التي تحتوي على الدهون أو البروتين علاجاً جيداً لنقص سكر الدم لأنهما يبطئان من امتصاص الجسم للسكر.
أعد فحص مستويات سكر الدم بعد 15 دقيقة من العلاج. فإذا استمرت مستويات سكر الدم دون 70 مجم/دسل (3.9 مليمول/لتر)، فتناول 15 إلى 20 جم أخرى من الكربوهيدرات سريعة المفعول، ثم أعد فحص مستوى سكر الدم مجدداً بعد 15 دقيقة. كرر تلك الخطوات حتى يرتفع مستوى سكر الدم عن 70 مجم/دسل (3.9 مليمول/لتر).
وبمجرد عودة مستويات سكر الدم إلى الطبيعي، يصبح من المهم تناول وجبة خفيفة أو وجبة كاملة للمساعدة على استقرار نسبة سكر الدم. فضلاً عن أن ذلك يساعد الجسم على إعادة ملء مخازن الجليكوجين التي قد تكون نضبت خلال نوبة نقص سكر الدم.
وإذا كنت تشهد أعراضاً أكثر حدة على نحو يعيق من قدرتك على تناول السكر عن طريق الفم، فقد تحتاج إلى حقنة جلوكاجون أو محلول جلوكوز عبر الوريد. لا تعطِ أي طعام أو شراب لشخص فاقد الوعي؛ فقد يتم شفط هذه المواد إلى داخل الرئة.
إذا كنت عرضة للإصابة بنوبات حادة من نقص سكر الدم، فاسأل الطبيب إذا كان يناسبك الاحتفاظ بعلبة حقن الجلوكاجون المنزلية، وبشكل عام، يجب على المصابين بداء السكري والذين يتلقون علاجاً بالأنسولين، أن تتوافر لديهم علبة حقن الجلوكاجون في حالة انخفاض سكر الدم بشكل طارئ، ويجب أن تكون الأسرة والأصدقاء على علم بمكان تلك العلبة، وطريقة استخدام الحقنة قبل حدوث أي حالة طارئة.
علاج الحالة المرضية الرئيسية:
يجب أن يحدد الطبيب الحالة المرضية الرئيسية وعلاجها للوقاية من تكرار حدوث نقص سكر الدم. وعلى حسب السبب الرئيسي، قد ينطوي العلاج على:
الأدوية. إذا كان أحد الأدوية هو ما يسبب نقص سكر الدم لديك، فمن المرجح أن يقترح الطبيب تغيير ذلك الدواء أو تعديل الجرعات.
علاج الورم. يُعالج الورم في البنكرياس عن طريق الاستئصال الجراحي للورم. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري القيام باستئصال جزئي للبنكرياس.
الوقاية
إذا كنت تعاني من داء السكري، فاحرص على الالتزام بخطة التعامل مع داء السكري التي وضعتها أنت والطبيب. تحدث إلى الطبيب إذا كنت تتناول أدوية جديدة، أو غيرت من مواعيد تناول الطعام أو الدواء، أو تمارس تمارين رياضية جديدة، لمعرفة كيف لهذه التغييرات أن تؤثر في طريقة تعاملك مع داء السكري ومخاطر تعرضك لانخفاض سكر الدم.
ويعد جهاز الرصد المستمر للجلوكوز (CGM) خياراً جيداً لبعض الأشخاص، وخاصة ممن يعانون من فقدان الوعي بسبب نقص سكر الدم؛ حيث يتم إدخال سلك دقيق خاص بالجهاز تحت الجلد ليرسل قراءات جلوكوز الدم إلى مُستَقبِل الجهاز كل خمس دقائق أو نحو ذلك. وفي حالة هبوط مستويات سكر الدم إلى مستويات منخفضة للغاية، فإن جهاز الرصد المستمر للجلوكوز يطلق إنذاراً لتنبيهك.
احرص دائماً على أن يكون بحوزتك كربوهيدرات سريعة المفعول، مثل العصائر أو أقراص الجلوكوز؛ حتى يمكنك علاج انخفاض سكر الدم قبل أن يصل لمستويات منخفضة خطيرة.
إذا كنت غير مصاب بداء السكري، ولكن يتكرر تعرضك لنوبات نقص سكر الدم، فإن تناول وجبات صغيرة متعددة خلال اليوم يعد إجراءً بديلاً للمساعدة على الوقاية من وصول مستويات سكر الدم إلى مستويات منخفضة للغاية. ومع ذلك، لا يُنصح باتباع هذه الطريقة كاستراتيجية طويلة المدى، وتعاون مع الطبيب للتعرف إلى السبب الرئيسي لنقص سكر الدم وعلاجه.
70
العلاج الفوري لنقص سكر الدم يتم بإعادته إلى النطاق الطبيعي، نحو 70 إلى 110 مجم/دسل، من خلال أطعمة ذات نسبة سكر عالية
15
عادةً ما تُعالج الأعراض المبكرة لنقص سكر الدم عبر تناول ما يتراوح بين 15 إلى 20 جم من الكربوهيدرات سريعة المفعول
02
تتضمن العلامات والأعراض عند تفاقم نقص سكر الدم الارتباك أو سلوكيات غير طبيعية أو الاثنين معاً