عاش سيوران في مرحلة تتحدث عن الحداثة، وما بعد الحداثة، فهو الابن الشرعي لانهيار البنى التقليدية للفكر الغربي، وربما هو الوارث شبه الوحيد لـ «فيلسوف المطرقة» فريدرك نيتشه اختار الابتعاد عن زمانه، وعن الزمن. سعى إلى تحطيم أصنام المعنى من أجل خوض تجربة اللامعنى، أعلن أنه ضد الفلاسفة وضد المنظومات الفلسفية والمقولات, كما أنه ضد المفكرين الذين ينطلقون من الاقتباس والاستشهاد. وفضّل في بعض كتاباته الشذرية الموسيقى التي لا تخلو من الحكمة المختزلة للروح، إنّه ينتمي إلى تلك الفلسفة التي تمتدح الأنانية لا التضحية، وتمجـــد الانتحار على الاستمرار الساذج في الحياة، وتضع متعة الهدم والتفكيك مقابل متعة البناء والتركيب، لتبدو كأنها نشيد للعزلة وليس للاحتفال بالجمهور، إنها تهكم متعمّد من العقل الوثوقي والعقلاني وامتداح مطول للجنون والهذيان. لذلك فهي كثيراً ما تبدو كبديل عن الكتابة لينجر عن الفعل حكمة لاذعة تسخر من كل الأكاذيب الكبرى التي أنتجها العقل البشري.
انتحار الكتابة أمام عالم الموسيقى آلية تستعمل غالبا بمثابة سلاح هجائي ضد الزمن الراهن، روحها هي روح التمرد على نسق الكتابة، وتعمل على التفكيك والهدم والتشظية. إنّها كما قال نيتشه: "فن الخلود" ويظهر هذا البدليل الفلسفي في المجتمعات المضطربة التي تعجز كل الأنساق عن فهمها، وتخاف الاقتراب منها، ويملك المفكر طبيعة مقاومتها، فهو لا يخاف الصراع، بل يعمل واعيا على إشعال فتيله، وهو المعارض الأبدي بامتياز أو كما قال عنه شليغل: "يوجد دائما في وضع هجائي" .
استقر ذوقي في هذا الشكل التعبيري الذي يتيح لسيوران أن يترجم عن حالات مؤقتة ولحظات انفعالية، مؤرخة في قالب الشذرة، تعد في غالب الأحيان خاتمة تحليل أو فكرة مكتوبة توفر على القارئ عناء التفكير، فلا تعبر إلا عن خلاصة ما يبثه الفكر، لذا لن تجد أي فيلسوف جدي كأرسطو أو هيجل يكتب شذرات، أما نيتشه فكان يفعل ذلك بسبب مرضه .
و هناك مجموعة من المفكرين والفلاسفة الذين وظفوا الشذرات كمارك أوريليوس، وبلانشو وباسكال وجراسيان، وشنفور ودسنوس، ونيتشه في كتابه: " هكذا تكلم زرادشت" ، ومنتاني في مقالاته وفاليري، ورولان بارت، والبلغاري إلياس كانيتي كما في كتابه: "شذرات"، وكافكا وغيرهم. ويقول شييرون في حق الكتابة المقطعية: "في ما يخصني، حبي للتعبير المرح عن هذا العالم الاقتضابية والاختصار، هو الذي يدفعني إلى تبني الخطوة التي تحدث عنها وهذا الصنف عموما، مشكوك فيه تارة ودال طورا، بما أنه يعبر عن الإنسان في لااستمراريته وهشاشته، ثم ما الفائدة من بناء أنسقة لايفوتها أن تتهاوى وتضمحل؟
ومن ثم، يؤكد شييرون ذلك بقوله:" التناقض ملازم للحياة نفسها، وبالتالي، لا أعيره أي انتباه في كتاباتي أما التكرار، فإنّه تأكيد وتعبير عن حالة ثابتة أو وسواس. إني من هؤلاء الناس الذين يتلقون الحياة كوسواس" . ويعني هذا أن شييرون يكتب أفكاره التأملية والفلسفية في شكل مقاطع وتفاريق وشذرات تتحرر من كل مقومات الفلسفة النسقية القائمة على صرامة الحجاج الفلسفي وضوابط التحليل المنطقي الاستدلالي.
وكان لهذا النموذج الخطابي الموسوم بالكتابة الشذرية مكانة في فلسفة سيوران، إنّها بديل فلسفي يريد من خلاله نقل الكتابة إلى الإختلاف في الدلالة والشكل، أما التّصور الذي يقدمه مكان فعل الكتابة هو الاهتام بالموسيقى في معظم شذراته، فَعمل على خلق مجال مضمر يقع بين النص والذوات المضمنة مرجعياً والذات القارئة.
أ-آلية الموسيقى وخلود الجسد:
ونحن نقرأ الكتابة الشذرية في كتاب:" المياه كلها بلون الغرق" نشعر أن إميل سيوران فيلسوف الحياة والموت المرتد يميل إلى ترسيخ سؤال مفاده: هل فشلت الفلسفة بالصمود في وجه الموت؟ يلتفت إميل سيوران عبر تأمّلاته الطويلة حول الولادة، والوجود، والفناء، متسائلاً ما إذا كان بإمكان الموسيقى إنقاذنا من اليأس الذي ينتابنا عندما نواجه ساعاتنا الأخيرة، فقد عُرف عنه تعظيمه للموسيقى، حتى على حساب الفلسفة التي درسها ودرَّسها، فيقول مثلًا:
"ولماذا نعاشر (أفلاطون) إذا كان أي ساكسفونقادرًا هو أيضًا على أن يكشف لنا عن عالم آخر" . فالموسيقى إذن قادرة على الكشف عن عوالم أخرى، غير تلك التي نقدر على الكشف عنها في حياتنا. فالمحاكاة الصوتية للوجود هي ذلك اللغز المنشور اللانهائي المرئي والمستعصي على المَسك، حين يحدث لنا أن نمتحن فتنته، يصبح حلمنا الوحيد أن نُحَنّط في آهة .
تعتبر الموسيقى في نظر سيوران "ملجأ الأرواح التي جرحتها السعادة" فهي بمثابة قنوات تواصلية ووسائل تعبيرية تحاور الذات، بحيث إذا كنا قد تعودنا في تحليلاتنا أن نهتم بالفلسفة والفكر للترويح عن كلل الذات، فإننا لم نكتسب بعد قناة تواصلية فاعلة منفتحة على شبح الموت تندرج ضمن الموسيقى التي يختارها سيوران كبديل عن الفلسفة.
إنّ أي نغمة مويسقية سواء أكانت نغمة أم مكتوبة في هذا العالم المخيف تهدف إلى تحقيق التواصل والتفاعل، فوظيفة المويسقى الأساسية هي التعبير عن الأحاسيس وتبليغ الأفكار من الذات إلى الآخر، فالمويسقى بهذا الاعتبار وسيلة للتفاهم بين البشر وأداة لا غنى عنها للتعامل بها في حياتهم . وهناك مويسقى غير لفظية يستطيع أن يتواصل بها الإنسان ويتفاعل مع العالم بأسره بل وتكون نغمات عالمية تسمو على "النغمات اللفظية" التي تختلف حسب الأقوام، كنغمة باخ كقول سيوران: "إذا كان ثمة من هو مدين بكل شيء لباخ، فهو الله" والتي تظهر ملامحها في نصوص الكتابة الشذرية.
ونظراً لكون أوجه ومجالات الموسيقى غير اللفظية كثيرة ومعقدة يكفي أن نذكر منها على سبيل المثال: السَاكسُفون، فاشاراته الخارجية ذات دور حاسم في التواصل، فهو أساس الانطباع الوحيد الذي يضفي على هشاشة الجسد ما يطرد مخالب الموت، لكون الجاذبية الجسدية وعناصر الإثارة من أهم المثيرات المكونة لمظهر الإنسان من إشارات وحركات وما يندرج ضمنها من إيماءات، ولافتات وحركات السمع التي تعانق الكينونة .
ولعلّ من بين أهم مؤشرات التعبير الشذري في خطابات سيوران والتي تحتل مكانة هامة، نجد "الجانب المويسقي" الذي يصير نسقاً للتفكير في أداة معرفية واكتشاف العالم والنفاذ إلى كنه الآخرين، إنّه مرآة عاكسة وملجأ للأرواح الجريحة التي يحدق بها الموت ولكن الموت بهذه الطريقة هو استسلام أسهل من أن يقبل به من كان مثل سيوران، لذلك فهو يكتب كي يموت على طريقته هو، بإستطيقاه هو، عابثا بالفلسفة النسقية خصوصا ساخرا من الفكر في صرامته البهرجيّة، آخذاً من الشعر والموسيقى جوهرهما المشترك: الومضة والاشراق..." .
فإن عُدنا إلى كتاباته حول الموسيقى، سنجد أنّه احتفى بهذه الأخيرة كما لو أنّها الحياة نفسها بالنسبة إليه، هنا بعض شذراته حولها:
(لما كنت قد ولدت بروح عادية، فقد طلبت روحا أخرى من الموسيقى. كان ذلك بداية مآس لم أكن أجرؤ على تمنيّها..". " لولا عبث الفلاسفة لقامت الموسيقى مقام الفلسفة ولكانت من ثم فرودس البداهات غير المعبر عنها.."." بتهوفن أفسد الموسيقى: أدخل عليها اللحظات المزاجية سمح بتسلل الغضب...". " لما كنت بلا دفاع ضد الموسيقى فقد توجب عليّ أن أستسلم إلى استبدادها، وأن أكون حسب مشيئتها، إلهّا أو ثوبا رثا".
" مرت بي لحظات كنت خلالها أستعبدُ وجود أبدية في وسعها أن تفصل بيني وبين الموت ومن ثم كنت أفقد كل خوف من الموت، حدث الأمر نفسه مع كل موسيقى. مع الموسيقى كلها. " كم أود لو مت بواسطة الموسيقى عقابا لي على شكي أحيانا في جبروت قدرات الحياة الشريرة "."اللانهائي“الراهن”، الذي تعتبره الفلسفة غير معقول، هو حقيقة الموسيقى وماهيّتها) .
ليست الموسيقى إذن في هذه المقاطع الشذرية، كقوله: لما كنت قد ولدت بروح عادية فقد طلبت روحا أخرى من الموسيقى... لولا عبث الفلاسفة لقامت الموسيقى مقام الفلسفة ولكانت من ثم فرودس البداهات غير المعبر عنها، سوى وسيلة من وسائل تواصل الجسد مع الوجود بعيدا عن مثالب الانتحار، أو كما وصفها سيوران أحد ألسنة الذات تخاطب ما هو صميم وحميم في الإنسان يعبر بها عن أغراضه ومقاصده، إذ تنمو سيرورة الجسد التي لا تخلو من التمرّد، متوسلة بالموسيقى كأداة للتواصل غير اللفظي، فهي تصل إلى منطقة غائرة العمق، إلى الحد الذي لا يستطيع حتى الجنون نفسه التسلل إليها. من أجل تفعيل خاصية تحويل ليال الأرق إلى وسيلة للمعرفة تنتجها الموسيقى ، كحركة آلة السَاكسُفون وقدرتها على كشف العالم الآخر، بالنسبة له تساهم في تجسيد البعد الجمالي، فإيقاعها منظومة من النغمات يقف فيها الجسد وقفة صامتة بعيدا عن الانسلاخ الروحي، "لأن الأرق الذي يعتري الجسد وعيّ مدوّخ قادر على تحويل الفردوس إلى غرفة تعذيب" ، وبالتالي فالموسيقى حركات تعبر عن معنى وظيفة التواصل والتفاعل مع العالم.
ونحن لو تتبعنا الإشارات الشذرية كما في قوله: "مرت بي لحظات كنت خلالها أستعبدُ وجود أبدية في وسعها أن تفصل بيني وبين الموت ومن ثم كنت أفقد كل خوف من الموت حدث الأمر نفسه مع كل موسيقى. مع الموسيقى كلها، " كم أود لو مت بواسطة الموسيقى عقابا لي على شكي أحيانا في جبروت قدرات الحياة الشريرة "، " اللانهائي“الراهن”، الذي تعتبره الفلسفة غير معقول، هو حقيقة الموسيقى وماهيّتها"، لرأينا بأن الحدث السّردي لهذه الشذرات ينمو سرداً جسديّاً مفعما بأبدية في وسعها أن تفصل بينه وبين الموت، إذ عدم اعتماد الشاذر على تجربة الكتابة في مواجهة فكرة الموت "أي الانفصال اللفظي" جعله بالضرورة يعتمد على "الاتصال الموسيقى" كآلية لنمو حركة الذات أمام جبروت الحياة الشريرة وإلاّ فانعدام الموسيقى في هذه المرحلة التي عاشها سيوران يعني موت الجسد الذي أنهكه الأرق، فالروح تنتعش بنغمات تحيلنا إلى رحاب الأبدية المفقودة، فأصبح لدينا اتصال غير لفظي بلغة النغمة التي تصدرها آلة السَاكسُفون، تنمو بتعاضد الجسد مع خلود الروح بعيدا عن تجربة الكتابة التي اعتبرها تجربة عديمة الجدوة.
بناءً على ما سلف فالشاذر هو العمق الحركي لمشهد الشذرات التي تصور روعة الموسيقى وخلودها في عبارات تلخص غرابة هذا العالم الذي لم يستطع سيوران احتواءه؛ حيث تتحول هذه الشذرات إلى أداة تواصلية تصور عظمة الموسيقى عند أمثال هؤلاء طافحة بألوان من الحساسية السّاخرة التي لا تكف عن توجيه اللّوم والانتقاد تجاه هذا السقوط الذي يعصف بكينوته الذات التي رسمت لنا مشهد الكتابة كانتحار مؤجل بغض النظر عن الموسيقى التي عدها في هذه المرحلة الصعبة التي شهدت حياته الشعلة التي يحملها موسيقار العدم ليحن الى ما قبل النشأة.
الهوامش:
- بنسالم حميش: معهم حيث هم، بيت الحكمة، ط1، الدار البيضاء، المغرب، 1988، ص 132.
- ينظر: فريدريك نيتشه: هكذا تكلم زرادشت، تر: محمد الناجي، أفريقيا الشرق، الدار البيضاء، المغرب، ط2 2011، ص 41-42. ينظر كذلك: جميل حمداوي، النقـــــد الشـــــذري أو الكتابة الشذرية بين النظرية والتطبيق، ص 2-3.
- بنسالم حميش، م، س، ص 144.
- Ph. LacoueLabarthe et J.-L. Nancy : L'absolu littaraire, Paris, seuil.Poétique, 1978.p, 33.
- السَاكسُفون: يسمى اختصارا ً ساكس، وهي آلة نفخ أسطوانية تصويرية تنتمي لعائلة آلات النفخ الخشبية، تصنع عادة من النحاس الأصفر ويتم العزف بها عن طريق قصبة هوائية واحدة, اخترعها البلجيكي آدولف ساكس. ينظر: الموسوعة الحرة:https://ar.wikipedia.org/wiki/
- إميل سيوران، المياه كلها بلون الغرق، تر: آدم فتحي، منشورات دار الجمل، 2003، ص 149-150.
- ينظر: قيمة الموسيقى عند سيوران: http://www.saqya.com
- إميل سيوران، المياه كلها بلون الغرق، ص 150.
- ينظر: ضياء غني العبودي، متتالية الجسد السّردية، دراسة في مجموعة "تراتيل الماء قصة"، س ص ع، "لعبة الأقدام اختياراً"، ص 1، الموقع:http:ahmedtoson.blogspot.com
- يوهان سباستيان باخ: بالألمانية: Johann Sebastian Bach ع أرغن ومؤلف موسيقي ألماني ولد في 1685 ورحل في 1750 ميلادية يعتبر أحد أكبر عباقرة الموسيقى الكلاسيكية في التاريخ الغربي.
- إميل سيوران، م، س، ص 149.
- ينظر: ادريس القصوري، شعرية الجسد، واللغة غير اللفظية، "وقائع ندوة"، رهانات الكتابة عند محمد برادة، مختبر السّرديات، كلية الآداب واللغات، بنمسيك، الدار البيضاء، ط1، 1995، ص 30-31.
- تنويه: ما أن بلغت المراهقة حتى كانت فكرة الموت تخرجني عن طوري، فلا أجد مهربًا منها إلا في المسارعة إلى الماخور مستغيثًا هناك بالموسيقى. إلا أن التقدم في السن يعلّمنا أن نتأقلم مع مخاوفنا، فنتخلى عن أي محاولة للتهرب منها، ونتبرجز في الهاوية. وإذا كنت ذات يوم قد حسدت رهبان مصر، الذين كانوا يحفرون قبورهم بأنفسهم ليذرفوا فيها الدموع، فإني الآن لو حفرت قبري بيدي، لما ألقيت فيه إلا بأعقاب السجائر . ينظر: فكرة-الموت-عند-ايميل-سيورانhttp://www.saqya.com
- إميل سيوران، المياه كلها بلون الغرق، ص 6.
- ينظر: م، ن ، ص 149-150-152.
- ينظر: م، ن، ص 12.
- م، ن، ص ن.
- تجربة الاقلاع عن الكتابة التي عدها كانتحار مؤجل، معروفة عند اميل سيوران، كقوله: "في جميع الأوقات خاصة الآن حيث لم أعد أكتب، توقفت عن الكتابة، بدا لي انه من غير المجدي الاستمرار، فلم الكتابة في ظروف كهذه؟ في كل الأحوال، لم الكتابة أصلا؟ لماذا نراكم الكتب؟ لماذا نسعي جاهدين الى أن نصير كتابا؟ لقد صار الناس، منذ زمن، يكتبون كثيرا وهذه هي المعضلة، هذه الانتاجية عديمة الجدوى وبلا معنى، في باريس خاصة، لماذا هذا الالحاح؟ أنا شخصيا فكرت دائما، في ترك الكتابة جانبا، او الاقلال منها الى أبعد حد، لكنني، في كل مرة أنساق وراء اللعبة، الآن تأكدت من أنني فقدت القدرة على مواصلة هذه المهزلة، من ذي قبل لم تكن الكتابة مهزلة. كان فعل الكتابة استجابة لضرورة ما، كانت الكتابة، عندي، طريقة في التخلص من نفسي، يجب القول ان أفضل طريقة لاختصار الأشياء كلها، هي الكتابة، ما ان نكتب شيئا حتى يكون قد فقد سحره، صار بلا معنى، لقد قتلنا الشيء كما قتلنا ذواتنا، كانت للكتابة وظيفة ما، عكس الآن، لاحظت أن الذين لا يكتبون لديهم منابع أكثر من الذين يكتبون، لانهم يحتفظون لأنفسهم بكل شيء. ان تكتب، معناه ان تفرغ نفسك من أجمل ما فيها، الذي يكتب، إذن هو شخص يفرغ نفسه، وهو في نهاية المطاف، يصير عدما، هكذا فالكتاب عديمو الاهمية، اعتقد هذا حقا، لقد افرغوا حتى من كينونتهم صاروا أشباحا انهم أناس بارزون جدا، لكن من غير كينونة.